حكم الاستفادة من أموال الربا في المشاريع الخيرية والمساجد

منذ 2014-03-31
السؤال:

هل يجوز الاستفادة من أموال الربا في المشاريع الخيرية والمساجد، وما هي المشاريع التي يمكن الاستفادة منها بهذا المبلغ الربوي؟

 

 

الإجابة:

هناك أناس يُودِعون أموالهم في بعض البنوك الربوية التي تنتفِع بتلك الأموال وتربح فيها رِبحًا كثيرًا، ثم تجعل لصاحبها جزءًا من تلك الأرباح قد يكون الربع أو نصف الربع، فهذا المال الذي تبرع به ذلك البنك نعتبِره من الربا.

حيث أن تلك البنوك تتعامل بالربا، فهذا المال الذي تبرعوا به وقد يكون كثيرًا نرى أنه لا يتملكه صاحب المال المودِع ولا يُبقِيه لذلك البنك فيأكلونه فيدخل في حديث آكل الربا ومؤكله[1].

فعلى هذا يُؤخَذ ويُصرَف في وجوه الخير سواءً في بناء المساجد أو المدارس أو طبع الكتب أو المصاحف أو نحوها من الأعمال الخيرية؛ وذلك لأنه يُعتبَر فيئًا يحِل لبيت المال تملكه كتملك الجزية والغنائم من المشركين مع أنها قد تكون من ثمن الخمر والخنازير والغصب والربا.

فأخذه وصرفه في وجوه الخير أولى من تركه لهم؛ حتى لا يدخل في مؤكل الربا وأولى من إتلافه لحرمة المال ولأن الخبث يختص بالمكتسب والمتعامل، وقد قاسه بعض المشايخ على مهر البغي وحلوان الكاهن[2] فإنه لا يجوز إتلافه بل يَُصرف في المصالح العامة.

ـــــــــــــــــــــــــــ

[1]- (صحيح مسلم، باب: لعن آكل الربا ومؤكله، رقم: [1219]).

[2]- (رواه البخاري، رقم: [779/2] باب: كسب البغي. ورواه مسلم: [1198/3]).

 

 

 

عبد الله بن عبد الرحمن الجبرين

عضو هيئة كبار العلماء بالسعودية