زوجها حطم نفسيتها
منذ 2006-12-01
السؤال: أنا أعيش في بلاد الغربة وليس لي أحد من الأقارب هنا. أحب الله كثيرا
وأشعر بأن الله معي دائما وهذا ما يخفف عني الوحدة. ولكني مرات أشعر
بوحدة كبيرة؛ خاصة عندما تقل قراءتي للقرآن الكريم.
مرت 4 سنوات وأنا لم أرَ أهلي وحياتي صعبة جدا مع زوجي. والحمد لله دائمًا أقول أن هذه نعمة من رب العالمين لكي أجاهد في سبيل الله وأنا جالسة في بيتي لتحملي وصبري على زوجي إلى أن يأخذ الله أمانته. زوجي شخص صعب للغاية، ويذكر أبي وأمي بكلام بذيء وعلى كل كلمة وكل جلسة المشاكل لا تنتهي.كنت في البداية أذهب إلى أهلي وأستريح هناك وكانوا يخففون عني الكثير، حتى جاء اليوم الذي سافرنا وكانت الحياة صعبة علي حيث اللغة وغيرها. كان زوجي يحملني كل ما يحدث له خارج. كنت أصرخ عندما يعاملني بقسوة، ولا أستطيع أن أصمت كثيرًا إذا سمعت منه كلاما بذيئا عن والدي وأهلي، وهو يتعمد ذلك حتى في حالات عدم غضبه يذكرهم بسوء.وهو رجل غيور جدا علي لا يدعني أخرج أو أختلط بالناس ولا يحب أن أتكلم مع الجيران. على كل حال عدنا إلى بلدنا وكنت قد نحفت كثيرا لدرجة أن والدي حينما استقبلني جلس على الكرسي ولم يستطع التحدث عندما رأى الحالة التي وصلت إليها. وقبل العودة إلى الخارج أخبرت أهلي بأني لا أريد الرجوع معه، لكني عدت معه ودموعي تنهمر مني على سلّم الطائرة. وقررت أن أتحمل إلى أن ذهبنا إلى الحج، وكانت لي بداية حياة جديدة. بدأت أنظر إلى حياتي على أنها نعمة كبيرة وهي الجهاد في سبيل الله حيث أني أتحمل زوجي وأعتبر نفسي مجاهدة في سبيل الله، وعسى أن يتقبل مني. وهو لم يتغير؛ إنما الذي تغير هو أنا. أصبحت لا أنطق بكلمة ولا أرد عليه بكلمة مهما تكلم، وأعود وأنسى كل شيء وأرجع للكلام معه وكأن شيئًا لم يحدث. ولكن المشكلة أني لم أعد أقترب منه وأشعر بأن معاشرته تكاد تقتلني؛ خاصة بعد أن تكلم الناس معه حتى أهله قالوا أنك سوف تقتلها وأن هذا الذي تفعله حرام. فأصبح يأخذ ملابسه إلى محل المكوى ويحضر الطعام لنفسه في الصباح إذا كنت نائمة واخذ يخفف من انفعاله كثيرا ولكن لم يسمح لي بالذهاب إلى أي مكان بدون أن يصاحبني أو الصداقة مع الجيران. حتى إن حلقات الذكر وتحفيظ القرآن النسائية يمنعني منها.
بعد ذلك اكتشفت أني لم أعد أهتم به ولا أحاول الاقتراب منه، فهو يعيش في عالم وأنا في عالم آخر. فقط أهتم بأولادي، وأحيانًا أشعر بأن عطائي تجاه بيتي قل. حتى أني لم أعد أهتم بالتزين والاهتمام بمظهري.
أريد أن أعود إلى اهتمامي بزوجي وبيتي، كيف أجلب المساعدة إلى بيتي؟ خاصة أني أشعر أني لم أعد أستطع أن أسعد نفسي فكيف أسعد زوجي وأولادي؟
الشكوى إلى الله والحمد لله على كل حال.
مرت 4 سنوات وأنا لم أرَ أهلي وحياتي صعبة جدا مع زوجي. والحمد لله دائمًا أقول أن هذه نعمة من رب العالمين لكي أجاهد في سبيل الله وأنا جالسة في بيتي لتحملي وصبري على زوجي إلى أن يأخذ الله أمانته. زوجي شخص صعب للغاية، ويذكر أبي وأمي بكلام بذيء وعلى كل كلمة وكل جلسة المشاكل لا تنتهي.كنت في البداية أذهب إلى أهلي وأستريح هناك وكانوا يخففون عني الكثير، حتى جاء اليوم الذي سافرنا وكانت الحياة صعبة علي حيث اللغة وغيرها. كان زوجي يحملني كل ما يحدث له خارج. كنت أصرخ عندما يعاملني بقسوة، ولا أستطيع أن أصمت كثيرًا إذا سمعت منه كلاما بذيئا عن والدي وأهلي، وهو يتعمد ذلك حتى في حالات عدم غضبه يذكرهم بسوء.وهو رجل غيور جدا علي لا يدعني أخرج أو أختلط بالناس ولا يحب أن أتكلم مع الجيران. على كل حال عدنا إلى بلدنا وكنت قد نحفت كثيرا لدرجة أن والدي حينما استقبلني جلس على الكرسي ولم يستطع التحدث عندما رأى الحالة التي وصلت إليها. وقبل العودة إلى الخارج أخبرت أهلي بأني لا أريد الرجوع معه، لكني عدت معه ودموعي تنهمر مني على سلّم الطائرة. وقررت أن أتحمل إلى أن ذهبنا إلى الحج، وكانت لي بداية حياة جديدة. بدأت أنظر إلى حياتي على أنها نعمة كبيرة وهي الجهاد في سبيل الله حيث أني أتحمل زوجي وأعتبر نفسي مجاهدة في سبيل الله، وعسى أن يتقبل مني. وهو لم يتغير؛ إنما الذي تغير هو أنا. أصبحت لا أنطق بكلمة ولا أرد عليه بكلمة مهما تكلم، وأعود وأنسى كل شيء وأرجع للكلام معه وكأن شيئًا لم يحدث. ولكن المشكلة أني لم أعد أقترب منه وأشعر بأن معاشرته تكاد تقتلني؛ خاصة بعد أن تكلم الناس معه حتى أهله قالوا أنك سوف تقتلها وأن هذا الذي تفعله حرام. فأصبح يأخذ ملابسه إلى محل المكوى ويحضر الطعام لنفسه في الصباح إذا كنت نائمة واخذ يخفف من انفعاله كثيرا ولكن لم يسمح لي بالذهاب إلى أي مكان بدون أن يصاحبني أو الصداقة مع الجيران. حتى إن حلقات الذكر وتحفيظ القرآن النسائية يمنعني منها.
بعد ذلك اكتشفت أني لم أعد أهتم به ولا أحاول الاقتراب منه، فهو يعيش في عالم وأنا في عالم آخر. فقط أهتم بأولادي، وأحيانًا أشعر بأن عطائي تجاه بيتي قل. حتى أني لم أعد أهتم بالتزين والاهتمام بمظهري.
أريد أن أعود إلى اهتمامي بزوجي وبيتي، كيف أجلب المساعدة إلى بيتي؟ خاصة أني أشعر أني لم أعد أستطع أن أسعد نفسي فكيف أسعد زوجي وأولادي؟
الشكوى إلى الله والحمد لله على كل حال.
الإجابة: هذه السائلة لديها جانب مشرق جدا وهو قدرتها النفسية الهائلة على
امتصاص المشكلة وتحويلها إلى جوانب إيجابية في حياتها، فهي تقول إن
هذا جهاد تثاب عليه، وكذلك شكواها إلى الله تعالى. هذا يدل على قوة
تحمل كبيرة وهذا طيب جدًا.
والمشكلة واضحة جدًا، وهي أن الزوج لا يعرف واجباته تجاه الزوجة، واستغل طيبتها، وعفويتها مع الغربة، حتى حطم نفسيتها، وجعلها تعيش في تعاسة. ولكن لهذه المشكلة حل بعد الدعاء أن يصلحه ويغير قلبه ويريه ما هو فيه من الإثم العظيم، وهو أن تصارحه؛ فإن المصارحة بين الزوجين هي أهم أسباب حل كل المشكلات. يجب أن يجلسا معًا، وتقول له بصراحة ما الذي تريده منه، وما الذي لا تريده، حتى في الفراش، تعطيه قائمة من الممنوعات مثلا: لا تتكلم على أهلي، لا تصرخ علي، لا تحاسبني على الأمور الصغيرة، لا تحاسبني كأنني أمة عندك، لكن نبه إلى الخطأ كما تنبه أحب الناس إلى قلبك ممن تخاف على أن تجرحه بالكلام، لا تمنعني من زيارة الجيران والاجتماع مع النساء، لا ترد لي الطلبات التي أحبها كما أنك لا تحب أن أرد لك مثل ذلك.
يجب أن تكون شجاعة لتقول له ذلك، وأنها لم تعد تطيق الحياة بالطريقة التي يريدها، فالحياة الزوجية ليست تسلطًا، بل علاقة مشتركة تسودها المحبة، وعطاءها منطلق من المحبة ليس من الأوامر العسكرية.
وبالحديث، وتفريغ ما في القلوب، وبالمصارحة، وقبل ذلك بالدعاء، يتغير الحال، وأعرف حالات كثيرة لم يكونوا يتوقعون أنه بالحديث الصريح والمباشر بين الزوجين يمكن أن تتحول المشكلات الهائلة إلى قضايا سخيفة، وتعود المحبة والوئام إلى الأسرة.
وأسأل الله أن يخرجها من محنتها ويحول حياتهما إلى السعادة.
والله أعلم.
والمشكلة واضحة جدًا، وهي أن الزوج لا يعرف واجباته تجاه الزوجة، واستغل طيبتها، وعفويتها مع الغربة، حتى حطم نفسيتها، وجعلها تعيش في تعاسة. ولكن لهذه المشكلة حل بعد الدعاء أن يصلحه ويغير قلبه ويريه ما هو فيه من الإثم العظيم، وهو أن تصارحه؛ فإن المصارحة بين الزوجين هي أهم أسباب حل كل المشكلات. يجب أن يجلسا معًا، وتقول له بصراحة ما الذي تريده منه، وما الذي لا تريده، حتى في الفراش، تعطيه قائمة من الممنوعات مثلا: لا تتكلم على أهلي، لا تصرخ علي، لا تحاسبني على الأمور الصغيرة، لا تحاسبني كأنني أمة عندك، لكن نبه إلى الخطأ كما تنبه أحب الناس إلى قلبك ممن تخاف على أن تجرحه بالكلام، لا تمنعني من زيارة الجيران والاجتماع مع النساء، لا ترد لي الطلبات التي أحبها كما أنك لا تحب أن أرد لك مثل ذلك.
يجب أن تكون شجاعة لتقول له ذلك، وأنها لم تعد تطيق الحياة بالطريقة التي يريدها، فالحياة الزوجية ليست تسلطًا، بل علاقة مشتركة تسودها المحبة، وعطاءها منطلق من المحبة ليس من الأوامر العسكرية.
وبالحديث، وتفريغ ما في القلوب، وبالمصارحة، وقبل ذلك بالدعاء، يتغير الحال، وأعرف حالات كثيرة لم يكونوا يتوقعون أنه بالحديث الصريح والمباشر بين الزوجين يمكن أن تتحول المشكلات الهائلة إلى قضايا سخيفة، وتعود المحبة والوئام إلى الأسرة.
وأسأل الله أن يخرجها من محنتها ويحول حياتهما إلى السعادة.
والله أعلم.
حامد بن عبد الله العلي
أستاذ للثقافة الإسلامية في كلية التربية الأساسية في الكويت،وخطيب مسجد ضاحية الصباحية
- التصنيف: