لا يجوز إعداد الطعام أو تقديمه لمن يفطر في رمضان بغير عذر
سؤالي عن أخي فهو والحمد لله يصوم رمضان ويصلي، ولكن هنا يكمن سؤالي فأخي الآن يشطب بيت الزوجية من محارة وأسقف للمنزل، ولهم فترة كبيرة يشتغلون فيه، والعاملون الذين يشتغلون عنده يفطرون، وعندما عرفت هذه المعلومة من أخي نصحته بإعطائهم إجازة خلال الشهر الفضيل حتى لا يأخذ أوزارهم من تقديمه لهم الماء والشاي الذين يطالبونه فكان الجواب لا ينفع، لأن المواد المستخدمة تفسد عند تطويل مدة تركها، فهل أخي عليه وزر عندما يقدم لهم الماء والشاي، لأنه يخاف الله، ويعمله لهم مع أذان الفجر، ويتركه لهم في البيت لا يقدمه في نهار رمضان. أتمنى من الله أولا ثم من موقعكم المفيد إفادتي في هذا الأمر العاجل. وفقكم الله جميعا وبارك الله فيكم وجزاكم خير الجزاء مقدما على الرد. وشكرا لسعة صدركم.
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد: فما يفعله هؤلاء العمال من تعمد الفطر في نهار رمضان جرم عظيم ومنكر جسيم.
وليس العمل عذرا مبيحا للفطر، وقد أوضحنا حكم أصحاب الأعمال الشاقة وأن عليهم أن يجعلوا عملهم بالليل فإن عجزوا فليبحثوا عن عمل غيره، فإن عجزوا فعليهم أن يبيتوا نية الصوم فإن احتاجوا للأكل أو الشرب أخذوا منه بقدر الحاجة ثم يقضون هذا اليوم.
والظاهر أن هؤلاء العمال ليسوا من أصحاب الأعمال الشاقة أصلا، والذين مر ذكر حكمهم، وأنهم يجترئون على هذا المنكر الشنيع، وعليه فلا يجوز لأخيك عونهم على الفطر لما فيه من المعاونة على الإثم والعدوان، وقد قال الله عز وجل: {ولا تعاونوا على الإثم والعدوان} [المائدة: 2].
بل يجب عليه مناصحتهم وأن يبين لهم خطورة ما يفعلونه، وأنهم يعرضون أنفسهم لعقوبة الله العاجلة والآجلة، وإذا كان المسلم ممنوعا من إطعام الكافر وسقيه في نهار رمضان، فكيف بالمسلم؟.
فعليك أن تبيني لأخيك ما ذكرنا من الأحكام وتعلميه أن الواجب عليه الامتناع عن معاونة هؤلاء العمال على ما يقترفونه من الإثم وأن عليه بذل النصيحة لهم ما أمكن.
والله أعلم.
الشبكة الإسلامية
موقع الشبكة الإسلامية
- التصنيف:
- المصدر: