حكم المداعبة ونزول المذي أثناء الصيام
يا شيخنا الكريم: أنا متزوجة منذ أشهر قليلة وقد قمت أنا وزوجي ببعض الأمور التي تؤرقني، وهي: أن رمضان كان بعد الزواج بشهر واحد فحصل فيه الكثير من العناق والمداعبات بدون جماع، كما كنت أصوم القضاء في يوم ما وتحركت شهوتنا فقمت بمداعبة قضيب زوجي دون حائل، كما قام هو بمقدمات الجماع في كل جسمي باستثناء فرجي حيث كان عليه حائل ـ الملابس الداخلية ـ ثم قام بالإنزال على فخذي، كما تحركت شهوتي ونزل مني مذي، وأيضا كنت حائضا في آخر أيام حيضتي ولم يتمالك زوجي فنزع ملابسي الداخلية ووضع قضيبه على فرجي دون إيلاج واستمنى، كما أنه أدخل إصبعه في مهبلي ولم أمنعه من كل ذلك، كنت أظن أن المحرم في كل ما ذكرت هو الإيلاج فقط، ورغم ذلك كنت أحس بتأنيب الضمير بسبب التساهل في هذا الأمر، فهل أصبنا محرما يا شيخ؟ وما هي كفارة ما فعلنا؟ وهل ما فعلنا ينزع البركة من زواجنا ويؤثر على سعادتنا على المدى الطويل؟
وجزاكم الله خيرا.
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد: فأما ما وقع في الصورة الأولى فلا يفسد به صومكما إن لم يكن خرج منكما أو من أحدكما المني، فإن كان أحدكما قد خرج منه المني نتيجة تلك المداعبات فقد فسد صومه.
وأما الصورة الثانية: ففي فساد صومك هذا اليوم الذي كنت تقضينه خلاف والراجح أنه لا يفسد، لأن المذي ليس في معنى المني فلا يفسد الصوم بخروجه، قال الشيخ ابن عثيمين رحمه الله: إذا داعب الصائم امرأته في فريضة أو نافلة فنزل منه المذي فإن صومه لا يفسد، لا الفرض ولا النفل، فالصوم صحيح ولا حرج عليه، أما إذا نزل منه المني فإنه يفسد صومه سواء كان ذلك في فريضة أم نافلة، ولا يحل لإنسان أن يداعب زوجته إذا عرف من نفسه أنه ينزل بهذه المداعبة. انتهى.
وأما الصورة الثالثة: فلم يكن يجوز لزوجك أن يستمتع بك على هذا النحو في حال الحيض.
ولكن ما لم يحصل جماع فلا كفارة على أحد منكما بالاتفاق، فعليكما أن تتوبا إلى الله تعالى مما وقع منكما من تفريط، والتوبة تمحو ما قبلها من الإثم، والتائب من الذنب كمن لا ذنب له، كما جاء عن النبي صلى الله عليه وسلم، ولن يؤثر ذلك على زواجكما ولن ينزع منه البركة إن شاء الله.
والله أعلم.
الشبكة الإسلامية
موقع الشبكة الإسلامية
- التصنيف:
- المصدر: