الْيَوْمَ نَنسَاكُمْ كَمَا نَسِيتُمْ لِقَاءَ يَوْمِكُمْ
منذ 2006-12-01
السؤال: قال سبحانه مخاطبًا الكفار وهم في النار: {الْيَوْمَ نَنسَاكُمْ كَمَا نَسِيتُمْ
لِقَاءَ يَوْمِكُمْ هَذَا} [سورة الجاثية: آية 34]،
وقال سبحانه في آية أخرى: {فِي
كِتَابٍ لا يَضِلُّ رَبِّي وَلا يَنسَى} [سورة طه: آية
52]، فكيف نجمع بين الآيتين؟
الإجابة: معنى النسيان المذكور في الآيتين مختلف، فالنسيان الذي نفاه الله عن
نفسه هو النسيان الذي هو بمعنى الغفلة والذهول، والله سبحانه منزه عن
ذلك، لأنه نقص وعيب.
أما النسيان المثبت لله في قوله تعالى: {نَسُواْ اللَّهَ فَنَسِيَهُمْ} [سورة التوبة: آية 67]، فمعناه: تركهم في الضلال وإعراضه سبحانه عنهم، وذلك من باب المقابلة والمجازاة، فإنهم لما تركوا أوامره وأعرضوا عن دينه تركهم الله وأعرض عنهم، وكلمة النسيان لفظ مشترك يفسر في كل مقام بحسبه وعلى مقتضاه اللغوي، وهذا مثل مكره سبحانه بالماكرين، وسخريته من الساخرين، واستهزائه بالمستهزئين كله من باب المجازاة والمقابلة وهو عدل وكمال منه سبحانه.
أما النسيان المثبت لله في قوله تعالى: {نَسُواْ اللَّهَ فَنَسِيَهُمْ} [سورة التوبة: آية 67]، فمعناه: تركهم في الضلال وإعراضه سبحانه عنهم، وذلك من باب المقابلة والمجازاة، فإنهم لما تركوا أوامره وأعرضوا عن دينه تركهم الله وأعرض عنهم، وكلمة النسيان لفظ مشترك يفسر في كل مقام بحسبه وعلى مقتضاه اللغوي، وهذا مثل مكره سبحانه بالماكرين، وسخريته من الساخرين، واستهزائه بالمستهزئين كله من باب المجازاة والمقابلة وهو عدل وكمال منه سبحانه.
صالح بن فوزان الفوزان
عضو هيئة كبار العلماء بالسعودية
- التصنيف: