لا تسقط فريضة الحج بتعدد العمرة

الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد: فالحج واجب مرة في العمر ـ بلا خلاف ـ والعمرة تجب في العمر مرة على القول الصحيح، وما زاد على الحجة الأولى أو العمرة الأولى يعتبر نافلة.
ولا يمكن للعمرة أو لغيرها من أنواع العبادة ـ مهما كثرت ـ أن تعادل فريضة الحج، فإن الله تعالى لم يتقرب إليه عباده بشيء أحب إليه مما افترضه عليهم، ولا شك أن لتعدد العمرة فضلا عظيما، ففي الصحيحين وغيرهما مرفوعا:  «العمرة إلى العمرة كفارة لما بينهما، والحج المبرور ليس له جزاء إلا الجنة».
والذي لا يستطيع الذهاب إلى الحج لأي سبب من الأسباب فإنه يسقط عنه شرعا، ويمكن له أن يحصل على ثواب الحج بالتقرب إلى الله تعالى ببعض الطاعات، فقد ثبت أن من صلى الصبح في جماعة وجلس في مصلاه حتى تشرق الشمس ثم صلى ركعتين كتب له ثواب حجة وعمرة، ففي سنن الترمذي من حديث أنس بن مالك قال قال: رسول الله صلى الله عليه وسلم: «من صلى الغداة في جماعة ثم قعد يذكر الله حتى تطلع الشمس ثم صلى ركعتين كانت له كأجر حجة وعمرة»، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «تامة تامة تامة» (قال أبوعيسى: هذا حديث حسن غريب. وحسنه الشيخ الألباني).
والله أعلم.