حكم رمي الجمار بعد طلوع الشمس يوم النفر الأول والثاني
أنا مضطر إلى السفر اليوم، فهل يجوز لي أن أرمي الجمرات بعد طلوع الشمس ولا أنتظر حتى زوالها؟
سمعنا منذ قريب أن الرمي يكون بعد الزوال، والنبي صلى الله عليه وسلم رمى بعد الزوال في يوم النفر الأول والنفر الثاني، وهو إمامنا وإمام المسلمين، وهو المتبع عليه الصلاة والسلام يقول الله سبحانه: {لَقَدْ كَانَ لَكُمْ فِي رَسُولِ اللَّهِ أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ} [الأحزاب:21]، ويقول سبحانه: {وَمَا آتَاكُمُ الرَّسُولُ فَخُذُوهُ وَمَا نَهَاكُمْ عَنْهُ فَانْتَهُوا}[الحشر:7] ، ويقول صلى الله عليه وسلم: « » يعني: تعلموها مني، وقد علمنا هذا فلا يجوز للمؤمن أن يتساهل في أمر الله، الرسول صلى الله عليه وسلم أرحم الناس وأنصح الناس، فلو كان الرمي يجوز قبل الزوال لفعل حتى يعلم الناس، يخفف عليهم الذي في أول الصبح في البراد أسهل، لكن لله الحكمة أن جعله بعد الزوال ليعلم ويتبين ويظهر ويتضح من هو صبور على طاعة الله متبع لشرع الله ممن يتابع هواه، وأما ما أفتى به بعض أهل العلم من جوازه قبل الزوال إما مطلقاً وإما في يوم النفر فهو قول بلا دليل وتقليد لبعض ما قال ذلك بغير حجة، فلا يليق بالمؤمن أن يتساهل في هذا، ولا أن يطيع من أفتى بهذا، هذا فتوى عارية من الدليل ومخالفة لما جاء به الرسول صلى الله عليه وسلم، فلا ينبغي أن يعتمد عليها ولو كانت من أي أحد نعم.
عبد العزيز بن باز
المفتي العام للمملكة العربية السعودية سابقا -رحمه الله-
- التصنيف:
- المصدر: