هل يجوز للمرأة الخروج من المسجد قبل أن تقام الصلاة؟

منذ 2015-02-28
السؤال:

هل يجوز للمرأة الخروج من المسجد بعد إقامة الصلاة؟

 

الإجابة:

إذا شهدت المرأة الصلاة، أو حضرت المسجد، فإن عليها أن تصلي مع الناس مادامت محتشمًة، لكن إن كان خروجها لعذر أو حاجة هذا لا إشكال فيه، أما إن كان خروجها لغير ذلك، فالأظهر أنه لا بأس به، وليست  المرأة كالرجل،

ولا تدخل في قوله عليه الصلاة والسلام «أما هذا فقد عصى أبا القاسم» (1).

هذا إذا كان خروجها لأجل أن تصلي في بيتها، لأن صلاتها في بيتها أفضل، فانتقالها من صلاتها من المسجد إلى صلاةٍ تنتقل من مفضولٍ إلى أفضل، والنبي عليه الصلاة والسلام قال: «وبيوتهن خيرٌ لهن» (2)، ولهذا يجوز للرجل أن يخرج لمصلحة، فإذا كان خروج الرجل يجوز بعد الأذان فالمرأة من باب أولى، فلو أن رجلًا سمع الأذان ثم خرج منه لأجل أن يذهب إلى مسجد آخر لحضور حلقة علم، أو لكونه إمامًا للمسجد، أو لكونه من جماعة ذاك المسجد، ويحب أن يصلي فيه لأن جماعته يرغبون ذلك، فهو ينتقل من مفضولٍ في حقه إلى أفضل، فإذا كان هذا في حق الرجل، فالمرأة من باب أولى لأن الجماعة مع الرجال في حقها مفضولة بالنسبة إلى بيتها، فهذا فيما يظهر لا بأس به، ودلت على هذا الأخبار، ولهذا قال: «لا تمنعوا إماء الله مساجد الله» (3)، المعنى أنها تصلي في بيتها، لكن لو أصرت فلا بأس، وإن أرادت أن تعود إلى بيتها، فيظهر أنه ليس فيه شيئًا.

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

(1) أخرجه مسلم رقم (657) من حديث أبي هريرة رضي الله عنه.

(2) عن ابن عمر رضي الله عنه عن النبى صلى الله عليه وسلم قال: «لا تمنعوا نساءكم المساجد وبيوتهن خير لهن» أخرجه أحمد في المسند(5468) وأبو داود(567). وهو في صحيح الجامع (7458).

(3) أخرجه: البخاري رقم (858) ومسلم (442).

عبد المحسن بن عبد الله الزامل

داعية في إدارة شؤون التوعية بالسعودية وحاصل على بكالريوس في التربية من جامعة الملك سعود