حدود مصاحبة غير المصلي ومعاملته
هناك أسرة لا تصلي، والأب يصلي في البيت ماعدا الجمعة مع أن المسجد يبعد من البيت حوالي 50 مترا، أقوم بنصحهم لكن بطريقه غير مباشرة إذ أذكر لهم أن من يترك الصلاة أو يتهاون فيها يكون في خطر كبير، أنا آكل معهم وأتعامل معهم. فما حكم ذلك؟
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد: فإن الله تعالى خلق الإنسان مدنيا بطبعه، يميل لمخالطة الناس ومجالستهم، ويتأثر بهم ويؤثر فيهم، فالطبع لص والصاحب ساحب، ولذلك أمرنا النبي صلى الله عليه وسلم أن نتحرى في اختيار الصحبة، ونهانا صلى الله عليه وسلم عن مصاحبة غير المؤمنين ومخالطة غير المتقين، فقال صلى الله عليه وسلم: « ». وقال أيضا صلى الله عليه وسلم: « » (رواهما أحمد وأبو داود والترمذي، وحسنهما الألباني).
فلا يليق أن يُتخذ من لا يصلي صاحبا، بل ينبغي الابتعاد عنه إلا بالقدر الذي تبذل له فيه النصيحة ويوعظ ويدعى إلى الخير، وقد سبق لنا بيان أضرار ومخاطر مخالطة رفقاء السوء، وبيان أثر الجليس الصالح والجليس السوء.
ولا يعني هذا أن الأكل من طعامهم والتعامل معهم في أمور الدنيا حرام شرعا، ولكن أردنا التنبيه على أن الصحبة التي يتخذها العبد لنفسه ويتأثر بها لا بد من حسن اختيارها. أما من يخالط العصاة وحتى الكفرة لنصحهم ووعظهم دون أن يتأثر بهم فمعاملته لهم خير من هجرانهم. فإذا غلب على الظن أنهم لا ينتصحون ولا يتعظون فالأفضل هو البعد عنهم.
والله أعلم.
الشبكة الإسلامية
موقع الشبكة الإسلامية
- التصنيف:
- المصدر: