مات وهو مقصر في أداء الصلاة فما مصيره

منذ 2015-03-17
السؤال:

والدي توفي منذ فترة ومنذ وفاته وأنا حزينة جدا طبعا لا أعتراض على حكم الله عز وجل وأعلم تمام العلم أن أجله انتهى رحمه الله وأسكنه فسيح الجنان. المشكلة التي تؤرقني دوما أنه لم يكن ملتزما بالصلاة تمام الالتزام! كان دائما يريدنا أن نصلي ونرتدي الحجاب ويتصدق وكل الصفات الرائعة كان يتحلى بها, وإلى الآن لم أقابل شخصا لم يحب والدي, عندما توفي بكاه الكثيرون لشدة عطفه وحنانه لكل من حوله حتى مدارس القرية أغلقت في ذاك اليوم الحزين والله بكته المرأة ذات التسعين والطفلة ذات الخمسة أعوام! وحتى إنني لا أنسى هيأته عندما أحضروه وهو متوفى وكانت البسمة تعلو شفتيه كما كانت في حياته أمضى حياته مسافرا لكي يؤمن لنا مصاريف الحياة وكانت آخر دعوة له وهو في بلاد الغربة أن يرانا أنا وإخوتي ولو6 أيام وبالفعل عاد من السفر وفي اليوم السادس أصيب بجلطة ونقل للمستشفي ومكث فيها 21 يوما, وباليوم الذي عاد فيه إلى المنزل توفي بجلطة أخرى! مات بسرعة ولم يعاني أبدا بل نزلت منه دمعتان وعرق جبينه ثم شهق وتوفي كل ذلك بأقل من لحظات! أذكر أنه كان أحيانا يصلي وهو على فراش الموت وكان يدعو الله أن يرد عافيته ليأخذنا رحلة جماعية لأداء العمرة والحج! لكن للأسف مات قبل ذلك! منذ وفاته وإخوتي ملتزمون بالصلاة الحمد لله! سؤالي يا أخي الكريم هو واعذرني على الإطالة ولكن لا أستطيع أن أذكر اسمه دون أن أتذكر جميع مواقفه الرائعة! ماذا افعل لكي أرتاح من التفكير بمصيره؟؟ ماذا افعل له؟ ليتني أستطيع أن أصلي عنه؟ في كل أسبوع نقتسم أنا وأخواتي والوالدة أجزاء المصحف الكريم ونقرأها حتى نتم الختمة كاملة في كل أسبوع ونوهبها لروحه! أكتب لكم والألم يعتصر فؤادي وأنا خائفة عليه وعلى جميع أهلي أتمنى أن يجمعنا الله به بالجنة, وهذا هو الأمل الذي أحيا عليه منذ وفاته! كيف أبر والدي بعد وفاته؟هل يغفر الله له؟هل يحاسب بنيته لا بعمله؟ لقد كانت نيته التوبة وقد كان آخر كلامه قبل وفاته كلمة الحمد لله أرجوكم ساعدوني!

الإجابة:

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد: 

فنقول ابتداء نسأل الله أن يغفر لميتكم ويأجركم على مصيبتكم، وأما عن تقصيره في المحافظة على الصلاة وهل يغفر الله له فلا شك أن الصلاة عماد الدين وأعظم أركانه بعد الشهادتين، وأن من قصر في المحافظة على أدائها فهو على خطر عظيم، ومع ذلك فإن الله تعالى غفور رحيم يثيب عبده على الحسنات ويغفر الزلات ولا يكبر ذنب في جانب رحمة الله تعالى وعفوه، وبما أن آخر ما تكلم به ذكر الله تعالى وأنه عرق عند موته فنرجو أن يكون قد تاب من تقصيره في الصلاة قبل مماته وحسنت خاتمته، فالمؤمن يموت بعرق الجبين كما في الحديث الذي رواه الترمذي وأحمد بسند صحيح، كما أنا نرجو أن يكون حسن خلقه سببا في دخوله الجنة فإن أكثر ما يدخل الناس الجنة يوم القيامة تقوى الله وحسن الخلق كما جاء في مسند الإمام أحمد وسنن الترمذي أيضا، فاجتهدوا له في الدعاء فلعل الله تعالى أن يجعل من دعائكم له باب رحمة.

 وفي الحديث الصحيح: إذا مات الإنسان انقطع عمله إلا من ثلاث: صدقة جارية، وعلم ينتفع به، وولد صالح يدعو له. رواه الترمذي والنسائي. فاجتهدوا في الدعاء له والصدقة عليه.

 وأما كيف تبرينه بعد مماته فجوابه ما جاء في الحديث الذي رواه أبو داود بسند  فيه ضعف عن مالك ابن ربيعة الساعدي قال: بينا نحن عند رسول الله صلى الله عليه وسلم إذ جاءه رجل من بني سلمة فقال: يا رسول الله هل بقي بر أبوي شيء أبرهما به بعد موتهما قال نعم: الصلاة عليهما والاستغفار لهما وإنفاذ عهدهما من بعدهما وصلة الرحم التي لا توصل إلا بهما وإكرام صديقهما.
والله أعلم.

الشبكة الإسلامية

موقع الشبكة الإسلامية