تقدَّم لخطبتي شاب طيِّب؛ ولكنَّه يستمع للأغاني
تقدَّم لي شاب طيِّب لخطبتي؛ ولكنَّه ليس على القدر الذي كنت أتمنَّاه من التديُّن.
هو يصلِّي الفرائض والنَّوافل، ويصوم ويبرُّ والديْه؛ ولكنَّه يستمع للأغاني - لا يشاهدها - تكلَّمت معَه أنَّها حرام، فقال: إنَّه يسمعُها لمجرَّد التَّرفيه، وإنَّها لا تُشْعِره بشيء، أهلي يقولون: إني أبالغ.
صليت صلاة استخارة، أشعر بالقلق من الموافقة؛ لكنِّي لا أعرف إذا كان هذا بسبب أنه قرار مصيري أم أنَّه يعني ألاَّ أوافق عليْه.
لقد كُنت قرَّرت الموافقة على الخطوبة - وإذا تعسَّرت، فهي مشيئة الله - هل قراري صحيح؟
الحمدُ لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله وصَحْبِه ومَن والاه، أمَّا بعدُ:
فإنَّ الواجب على المرْأة أن تَختار الزَّوج الصَّالح المتَّصف بالدين والخلُق، والمستقيم على صراط الله المستقيم، ولا تتعجَّل فيؤول الأمر بِها للنَّدامة؛ فعن أبي هُرَيْرة - رضِي الله عنْه - قال: قال رسول الله - صلَّى الله عليْه وسلَّم -: « » قالوا: يا رسول الله، وإن كان فيه؟ قال: « »؛ أخرجه الترمذي، وابن ماجه، واللَّفظ لابن ماجه.
وعلى هذا؛ فالَّذي ننصح به الأُخْت السَّائلة عدم التعجُّل، وتكرار دعاء الاستِخارة، وبخاصة إذا كنت لا تخافين من تأخر الزواج، ولعل من المناسب تقديم النَّصيحة لهذا الرَّجُل، ويطَّلع على فتوانا بالموقع: "حكم الغناء" وغيرها من الفتاوى والأبحاث.
كما تذكُرين له ما تطمحين إليه، من بناء بيت مسلم عامر بالإيمان، وخالٍ من المعاصي، فهل هو على استعدادٍ لهذا؟ وهل يستطيع التخلِّي عمَّا اعتاده من مخالفات شرعيَّة؟ فالأمْر جدُّ خطير، فإذا لمسْت منه استجابةً للنَّصيحة، وتمسُّكًا بالدِّين أكثر، بِحيث يترك الاستِماع إلى الأغاني وغيرها من المحرَّمات - فلا مانع من قبوله زوجًا، وإلا فتركه أفضل، ولعلَّ الله أن يبدلك به رجُلاً صالحًا خلوقًا. وليكن نصحه والتفاهم معه غير مباشر لأنه لا يزال أجنبيًّا عنك، فاحذري من التساهل في هذا.
كما ننصحُك أن تستعيني ببعْض أهل الدين والخير النُّبَهاء المأمونين؛ ليجلس معه ويستشرِف ما عنده من استعداد للالتِزام بالشَّرع والدين.
وفَّقك الله لكل خير، وقدَّر لك الخير حيث كان،، والله أعلم.
خالد عبد المنعم الرفاعي
يعمل مفتيًا ومستشارًا شرعيًّا بموقع الألوكة، وموقع طريق الإسلام
- التصنيف:
- المصدر: