لا تسقط الصلاة عمن يعي تصرفاته

منذ 2015-04-05
السؤال:

بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على أشرف الأنبياء والمرسلين، قصتي يا فضيلة الشيخ: أنا شاب أبلغ من العمر 21 عاماً ووالدي (حفظه الله) يبلغ من العمر قرابة 98 عاماً وأنا أصغر الذكور والابن المتواجد دائما بالمنزل، ففي الآونة الأخيرة أصبح والدي كثير النسيان وصار كثير السؤال عن الإبل والغنم والمال علما بأن الإبل آخر عهده بها منذ حوالي 40 عاماً والغنم حوالي 10سنوات، وأصبح يتثاقل عن أداء الصلاة في المنزل لأنه لا يستطيع الذهاب إلى المسجد واستدار وقت نومه ففي الليل سهر ونشاط وحيوية وفي النهار نوم وخمول (فوالدي منذ أن عرفته لم تكن المادة همه ومراده فقد كان يقوم الليل دائما وكثير الصدقة للفقراء والمساكين ويحبني جداً ويمدحني دائماً حتى انه اختار اسمي مثل اسم جدي (رحمه الله).
وأصبح والدي (حفظه الله) كثير السب والشتم واللعن لي بلا سبب ويتهمني بأشياء لا أعرفها وعندما أسأله عنها يقول لي أنت تعرفها فأصبحت أتلاشى وجودي معه وأتهرب عنه ليهدأ قليلا وعندما آتيه يزداد علي فوالدي يريد الخروج من المنزل في الليل لذا أقوم بتقفيل الأبواب، علما بأني أهتم بوالدي وأساعده على النهوض للدورة وأذكره بالصلاة.
ولكن لدي تساؤلات عديدة أود أن أطرحها لفضيلتكم وأناشدكم بالله أن تجيبوني عليها ليشفى ما بصدري من هموم.
- هل على والدي حرج في الصلاة أو عذر، وهل أقوم بالصلاة معه وأترك صلاة الجماعة في المسجد ؟
- كيف أقوم بإرضاء والدي وأنال بره، وهل يؤخذ على كلامه وسبه ولعنه ؟
- وأريد منكم دعاء أريد أن أكرره في صلاتي لوالدّي (حفظهما الله)؟
وآسف للإطالة، وادعوا لي بالثبات وتحقيق سعادة الوالدين والفوز بالجنة.
جزاكم الله خير الجزاء.

الإجابة:

الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد: فنسأل الله تعالى أن يجزيك خيرا على حرصك على بر والدك وأن يجعل ذلك في ميزان حسناتك.
واعلم أن العقل مناط التكليف فمن كان يعي تصرفاته فهو مكلف شرعا فيجب عليه أداء الفرائض واجتناب المحرمات فلا تسقط عنه الصلاة أو غيرها من الفرائض ويؤاخذ بما يصدر عنه من منكرات كالسب واللعن وغيرهما، فإن كان والدك يعقل تصرفاته فتجب عليه المحافظة على الصلاة، وينبغي أن ينصح بأسلوب طيب إن وقع منه شيء من التفريط فيها أو صدرت عنه ألفاظ تخالف الشرع.
وأما صلاة الجماعة فيمكنك أن تقوم بأدائها في المسجد مع جماعة المسلمين ثم ترجع لتصلي مع أبيك فتجمع بين المصلحتين، وإن كان ذلك متعذرا وكنت في حاجة للتخلف عن صلاة الجماعة في المسجد لأداء الصلاة مع أبيك فلا حرج في ذلك إن شاء الله خاصة وأن بعض أهل العلم قد ذكروا أن من الأعذار التي تبيح التخلف عن صلاة الجماعة الخوف على الأهل من ولد ووالد وزوج إن كان يقوم بتمريض أحدهم.
وأما السبيل لكسبك رضا الوالد فمن وجوه عدة ومنها: بره والإحسان إليه وطاعته في المعروف والصبر على ما قد يصدر منه من أذى والإكثار من دعاء الله تعالى أن ييسر لك رضاه عنك.
وأما بخصوص إغلاق الباب عن الوالد ومنعه من الخروج ليلا فإن كان ذلك خشية وقوع شيء من الضرر عليه فلا حرج في ذلك إن شاء الله.
والله أعلم.

الشبكة الإسلامية

موقع الشبكة الإسلامية