علاج نافع لترك الصلاة

منذ 2015-04-07
السؤال:

بسم الله الرحمن الرحيم
زوجتي سيدة متدينة وتصلي وتقرأ القرآن الكريم ولكن يا سيدي في بعض الأوقات تنتابها حالات خوف ورهبة شديدة عند سماع الأذان أو القرأن وتظل لفترات طويلة تتجاوز الأشهر لا تصلي ولا تقرأ القرآن وإذا قمت بالضغط عليها للصلاة فإنها تجاهد نفسها وتصلي ولكن بعد الصلاة تنتابها حالة اكتئاب وفي بعض الأحيان بكاء، وهي لم تصل منذ رمضان الماضي إلى الآن مع أنها في خلال رمضان الماضي قامت بالعبادات والنوافل على أكمل وجه، فهل هي محتاجة إلى العلاج بالقرآن بسبب مس من الشيطان أو إلى رقية شرعية، مع العلم يا سيدي أنها تبكي بشدة بسبب عدم قدرتها على أداء الصلاة وتخاف من عقاب الله وتتمنى لو تقدر على القيام بالعبادات كاملة.

الإجابة:

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد: فقد يكون ما أصاب هذه المرأة مرضا نفسيا، وقد يكون سحرا أو مسا من الشيطان أو عينا، ولا بأس بالبحث عن تشخيص المرض وعلاجه، فقد قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «تداووا عباد الله، فإن الله تعالى لم يضع داء إلا وضع له دواء، غير داء الهرم» (أخرجه أحمد وأصحاب السنن).

وأول ما يجب على هذه المرأة وهو أنفع علاج على الإطلاق هو مجاهدة نفسها على المحافظة على أمر الله تعالى، وآكد ذلك الصلاة في وقتها، فإن المحافظة عليها جالبة لكل خير ودافعة لكل ضر، وإن تضييعها جالب لكل شر مانع من كل خير، والصلاة لا تسقط عن المسلم مادام عنده من عقله ما يميز به بين الليل والنهار، والضار والنافع.

وننصح بالذهاب إلى الطبيب النفسي الثقة العارف بعلاج هذا المرض، أو إلى من عرف بمعالجة السحر أو المس و العين بالطرق الشرعية.

وينبغي لهذه المرأة أن تكثر من تلاوة القرآن، وخاصة المعوذتين، وآية الكرسي، والفاتحة، وتلاوة سورة البقرة، وآل عمران في البيت، فإن قراءة سورتي البقرة وآل عمران تطردان الشيطان من البيت قطعا، وإذا لم تستطع ذلك بنفسها فيمكنها الاستعانة بك أو بامرأة صالحة تقرأ لها، أو برجل من محارمها، أو باستخدام جهاز التسجيل بنية إخراج الشيطان.

كما ينبغي المحافظة على أذكار الصباح والمساء، وأذكار النوم، فإنها تعصم المسلم من الشيطان، فلا بد منها، ولا ينفع علاج بدونها.

ونقول لهذه المرأة إذا التزمت بأوامر الله تعالى وبأذكار الصباح والمساء وكثرة ذكرالله وتلاوة القرآن وأكثرت التضرع والالتجاء لرب العالمين أن يصرف عنك الشيطان وأن يتم عليك صلاتك وإيمانك، فلن يرد الله دعاءك ولن يخيب رجاءك بإذن الله أبدا، ولا تيأسي من رحمة الله ولطفه بك، فإنه أرحم الراحمين. {إِنَّ رَبِّي لَطِيفٌ لِمَا يَشَاءُ إِنَّهُ هُوَ الْعَلِيمُ الْحَكِيمُ} [يوسف: 100]، وربما كان ما يحدث بسبب بعض المعاصي أو المنكرات في البيت، فلا بد من التخلص منها، والتوبة وكثرة الاستغفار، ولا بأس بالاستعانة ببعض الأخوات المسلمات لتذكيرك بالله، وحضور الصلاة المفروضة في أحد المساجد في جماعة، واحذري من السحرة والدجالين، نسأل الله أن يعافيك ويشفيك. ولا بأس أن تعرضي نفسك على طبيب نفسي ثقة عارف بعلاج ما أصابك إن كان مرضا نفسيا، ولا بأس كذلك أن ترقي نفسك أو تبحثي عن من يرقيك الرقية الشرعية.
والله أعلم.

الشبكة الإسلامية

موقع الشبكة الإسلامية