الشعور بخروج الريح، وحكم الاغتسال من المني والمذي والودي والفرق بينها
السَّلام عليْكم ورحمة الله وبركاته،
أنا فتاة أُعاني من مشكلة وجود غازات كثيرة في بطني، تُعيقني عن الصَّلاة والوضوء.
فبعد قضاء الحاجة - أعزَّكم الله - حتَّى وإن أخرجت ريحًا، أشعر بوجود غازات أخرى بمعدتي وبطني، أنتظر أحيانًا علَّها تَخرج؛ ولكن أحيانًا تَخرج، وأحيانًا لا تَخرج، وإن خرجت، تستمرَّ نفس المشكِلة.
أستعيذ بالله وأتوضَّأ وأصلي، ولكن أشعر بوجودِها في بطني؛ ممَّا يَجعلني غير مطمئنَّة في صلاتي.
أحيانًا أقضي الصَّلاة دون أن تَخرج، ولكِن أشعر بِحركات بسيطة، أحيانًا نتيجة الضَّغط داخل بطني، فهي تؤلمني أحيانًا، وتُهدِّدني بِخروجها في أي وقت، ولا أعرف لها وقتَ انتهاء.
وأحيانًا تَخرج وأنا أصلي، فأكمل صلاتي أحيانًا، وأحيانًا أخرى قليلة أعيد الوضوء، فهي مستمرَّة معي عند كلِّ صلاة، وإعادة الوضوء تشقُّ عليَّ.
ماذا أفعل بالله عليكم؟ اقترب رمضان وأريد أن أشعر أن صلاتي مقبولة، أريد أن أطمئِنَّ في سجودي.
أفيدوني أفادكم الله، أريد أن أعرف أيضًا: ما الفرْق بين المنيِّ والمذْي والودي، وأيّهما يجب الغسل منه؟
وأيضًا: ما هو الاحتِلام؟ ومتى يَجب الغُسل منه؟
الحمدُ لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله وصَحْبِه ومَن والاه، أمَّا بعدُ:
فقد سبق أن بيَّنَّا حُكْمَ صلاة أهْل الأعْذار، ومنهم المبْتَلى باستِطْلاق الرِّيح، فراجِعيها على موقعنا: "حكم استطلاق الريح"، "حكم مَن يعاني من استمرار خروج الريح والبول".
وعليه؛ فمنِ ابتُلي بعدم القُدْرة على التحكُّم في خروج الرِّيح، فله حكم مَن به سلَس البول.
فيجب عليه أن يتوضَّأ لكلِّ صلاة بعد دخول وقتها (بعد الأذان)، ولا يضرُّه خُروج الريح أثناء الوضوء، أو أثناء الصَّلاة.
وأمَّا الفرق بين المني والمذي والودي، فهو كالآتي:
أمَّا المني: فهو سائل لزِج، يَخرج بتدفُّق مصاحب للشَّهوة، ويعقُبه فتور.
وأمَّا المذي: فهو ماء رقيق لزِج، يَخرج عند الشَّهوة، ولا يعقُبه فتور.
وأمَّا الودي: فهو ماءٌ أبيض خاثِر، يَخرج عقب البول غالبًا.
والمذي والودي لا يُوجبان الغسل، وإنَّما يوجبان الاستِنْجاء والوضوء؛ لما ثبت في الصَّحيح من حديث علي - رضِي الله عنه - قال: كُنْتُ رَجُلاً مَذَّاءً (كثير المذي) فأمَرْتُ المِقْدادَ بْنَ الأسْوَدِ أنْ يَسْأَلَ النَّبيَّ - صلَّى اللَّهُ عليْه وسلَّم - فسأَلَهُ فَقالَ: « »؛ رواه البخاري ومسلم.
أما الاحتلام: فهو افتعال من الحُلْم، وهو ما يراه النائم في نومه من أمور الجماع؛ ففي الصحيحَين عن أمِّ سلمة قالت: جاءتْ أمُّ سُليم إلى رسول الله - صلَّى الله عليه وسلَّم - فقالت: يا رسول الله، إنَّ الله لا يستحْيِي من الحقِّ؛ فهل على المرأة من غسْل إذا احتلمتْ؟ قال النَّبيُّ - صلَّى الله عليْه وسلَّم -: « ».
وقوله: « » أي المني بعد الاستيقاظ.
ولمزيد أهمية راجعي على موقعنا الفتويين: "حكم إعادة الصلاة بسبب الوسواس"، "من غلبته الوساوس حتى ترك الصلاة"، واستشارة: "الله أكبر، الحمد لله الذي ردَّ كيده إلى الوسوسة".
هذا؛ والله أعلم.
خالد عبد المنعم الرفاعي
يعمل مفتيًا ومستشارًا شرعيًّا بموقع الألوكة، وموقع طريق الإسلام
- التصنيف:
- المصدر: