حكم الوضوء وجمع الصلاة لمريض فقد الذاكرة

منذ 2015-05-05
السؤال:

والدي مريض، فقد الإحساس بالزمان، وفقد جزءا من ذاكرته وقدرته العقلية، ولكنه إذا ذُكِّر بالصلاة تذكرها، ورغب في أدائها، ويصليها وحده بشكل صحيح، علما أنه لا يستطيع الصلاة واقفا، ولا يستطيع الوضوء وحده، ولا يتطهر بمفرده، ولا يدخل الحمام بمفرده، ولا يتحكم بما يخرج منه من بول وغيره، ولذلك هنالك احتمال بوصول النجاسة إلى أي منطقة من جسمه أو ملابسه أو الاثنين معا، بالرغم من وضع الحفاظات له، ومن يقوم على تنظيفه بعد دخوله إلى بيت الخلاء لا يمكنه أن يتيقن من تنظيف جسده أو ملابسه أو الاثنين معا من النجاسة 100%، فما حكم الوضوء والصلاة وجمع الصلوات لمن هو في حالته؟

الإجابة:

الحمد لله وحده، وصلى الله وسلم على من لا نبي بعده، أما بعد:

فبحسب توصيفكم لحال الوالد فالذي يظهر لي أنه يباح له جمع الصلوات، وأما ما يتعلق بطهارته فافعلوا معه ما تستطيعونه وما يتيسر، دون حرج عليكم أو عليه؛ لقوله تعالى: {فَاتَّقُوا اللَّهَ مَا اسْتَطَعْتُمْ}، ولقوله: {وَمَا جَعَلَ عَلَيْكُمْ فِي الدِّينِ مِنْ حَرَجٍ}. والحرج مثل أن يحصل له ألم عند انتقاله للخلاء، أو عند تطهيره فيه، فحينئذ أرى له التيمم، ولا تشقوا عليه. وأما ما يتعسر التطهر منه من النجاسة فإنه مما يعفى عنه.

وأيضا: مما ييسر التطهير من النجاسة بعد قضاء الحاجة استعمالُ المناديل في الاستنجاء بدل الماء. والله أعلم.

أملاه عبد الرحمن بن ناصر البراك في ضحى السبت 13 رجب الحرام 1436هـ.

 

عبد الرحمن بن ناصر البراك

عضو هيئة التدريس بجامعة الإمام محمد بن سعود