التحريج من الوالدين

منذ 2015-05-11
السؤال:

ما حكم التحريج من قبل الوالدين؟ كأن يقول لي والدي بحرج إذا ما فعلتِ كذا، فوالدي حرجني بأن أفطر عنده كل يوم -إذا كان زوجي موافقاً- وزوجي لا يمانع، لكن أنا أجد مشقَّة من اصطحاب أطفالي كل يوم، وأنا موظفة فهل أنا آثمة وهل عليّ كفارة؟

الإجابة:

الحمد لله والصلاة والسلام على عبده ورسوله، وبعد:
التحريج معناه: الوقوع في الحرج، أو الدعاء بالحرج، كما قال -صلى الله عليه وسلم-: «اللهم إني أحرج حق الضعيفين، اليتيم والمرأة» رواه ابن ماجة ( 3678) وأحمـد (9666) يريد -صلى الله عليه وسلم- أنه يجب القيام بحقهما، وأنَّ من لم يقم بحق المرأة واليتيم، فإنه في حرج، يعني في ضيق وإثم، وقول القائل: إني أحرج عليك، يعني: إني لا أبيحك إلا أن تفعل كذا وكذا، فإن كان ذلك المحرّج له حق وتجب طاعته فإنه يجب الالتزام بما طلب، ومن لم يفعل كان آثماً، والوالد تجب طاعته إلا في معصية الله –تعالى– وإن كان في طلبه ذلك مشقَّة، فكثير من الواجبات لا يحصل القيام بها إلا بمشقة، لكن يمكن أن يعتذر إليه بالتي هي أحسن، وبيان المشقَّة اللاحقة بتحقيق هذه الرغبة، وإذا كان عاقلاً مقدراً للظروف، فإنه لا بد أن يتسامح ويتنازل عن طلبه ذلك، ومثل هذا يفعله بعض الناس كرامة، وقد قيل: (بعض الكرامة إهانة)، فهذا مما يعدّ خطأ في التقدير، فمن الناس من يفرط في الكرامة حتى يشق على صاحبه، فأيتها الأخت السائلة: اعتذري إلى أبيك، ولعله أن يقدّر ظروفك ويعذرك، نسأل الله أن يصلح أحوال الجميع، ولا أنسى أنك إذا صبرت على الالتزام بطاعته محتسبة ذلك، كنت محسنة ومأجورة، فإن طاعة الوالدين من البر الذي ندب الله إليه، ووصى به عباده كما قال: {ووصينا الإنسان بوالديه إحساناً} [الأحقاف: 15]، والآيات في هذه المسألة كثيرة، نسأل الله أن يصلح شأن الجميع. والله أعلم.

عبد الرحمن بن ناصر البراك

عضو هيئة التدريس بجامعة الإمام محمد بن سعود