واجب من عليها قضاء من رمضان وحملت ولم تقض وتصدقت بنية الكفارة
كان عليّ بعض الأيام الواجب قضاؤها بعد رمضان، ولكن أصبحت حاملًا ولم أقم بقضائها، وأتى رمضان التالي ولم أقضها، ولا أتذكر هل قضيت هذه الأيام أم لا؟ ولم أخرج طعامًا بعدها، ولكن كنت أتصدق من وقت لآخر بنية تعويض هذه الأيام، فهل يجب أن أطعم مساكين حاليًا عن كل يوم؟ وهل يجوز أن أصوم أيام التطوع بنية تعويض أيام نسيتها؟
الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فالواجب عليك أن تقضي ما كان عليك من الأيام التي لم تتذكري أنك قضيتِها أو شككت في ذلك؛ لأن الذمة إذا عمرت بمحقق لا تبرأ منه إلا بمحقق -كما قال العلماء-.
وإن كان تأخيرك قضاءها لعذر أو نسيان فلا شيء عليك غير القضاء، وإن كان لغير عذر حتى جاء رمضان الذي بعده، فعليك مع القضاء إطعام مسكين عن كل يوم.
وأما إن تصدقت به بنية الكفارة: فإن كان على الفقراء والمساكين ويفي بما عليك من إطعام مسكين عن كل يوم من الأيام التي عليك فإنها تجزئك؛ بناء على ما ذهب إليه بعض أهل العلم من إجزاء القيمة عن الإطعام، ورجحه بعض المحققين مستدلين بأن المقصود هو سدُّ خلة المسكين، وذلك حاصل بالطعام وبقيمته على حد السواء.
أما إذا كانت على غير المساكين: فإنها لا تجزئ، أو كانت عليهم لكنها لا تفي بما عليك من الأيام فإن عليك أن تكملي ما بقي منها.
وأما الصيام بنية التطوع ونية قضاء رمضان: فلا يصح؛ لأن كلًّا من الصوم الواجب وصوم التطوع عبادة مقصودة مستقلة عن الأخرى، ولا تندرج إحداهما تحت الأخرى؛ فلا يصح أن يجمع بينهما بنية واحدة، وهي المسألة المعروفة عند الفقهاء بمسألة: التشريك.
والله أعلم.
- التصنيف:
- المصدر: