النية في الصوم
صيام القضاء: هل تجب فيه النية؟ وهل يستطيع الإنسان أن يفطر في نصف اليوم؟ أم كنهار رمضان؟
لا يصح الصيام إلا بنية، وكذلك بقية العبادات، فإن كان فرضًا لزم تبييت النية من الليل، بأن يعزم على إتمام الصيام في اليوم الذي يلي تلك الليلة. والنية محلها القلب. وليس معنى ذلك أن يحرك لسانه، أو يحرك قلبه بما عزم عليه، وإنما المراد أن يستحضر أنه سوف يصوم غدًا. بحيث لو سأله أحد، لأخبر بأنه يصوم.
لكن النافلة له أن ينويها نهارًا، ودليل ذلك حديث عائشة « » فقد أصبح مفطرًا، ولَمَّا لم يجد طعامًا عزم على إتمام صيامه ذلك اليوم. وهكذا لما أمر بصيام يوم عاشوراء أمر من لم يصم أن يمسك بقية نهاره. وقد اشترطوا لذلك ألا يكون قد أكل قبل النية، وأن تكون نيته قبل زوال الشمس، وذكروا أنه لا يثاب إلا على ما بعد النية. فأول النهار لا أجر له في إمساكه؛ لأنه لم يكن عازمًا على الصيام. والله أعلم.
عبد الله بن عبد الرحمن الجبرين
عضو هيئة كبار العلماء بالسعودية
- التصنيف:
- المصدر: