نصيحة في ذم السهر في رمضان
من الظواهر التي تكثر في رمضان ظاهرة السهر طوال الليل وعدم النوم ألبتة، فما حكم ذلك؟ وما هي توجيهات فضيلتكم في ذلك؟
هذا السهر والسمر طوال الليل أكثره في لهو وباطل، حيث إن : منهم من يسهر في مجلس عادي معمور بالقيل والقال، وربما تناولوا في ذلك المجلس أعراض الناس ووقعوا في غيبة ونميمة وسخرية وتنابز وكلام باطل، فيضيع عليهم الليل في غير طاعة. ومنهم من يعكف على سماع الأغاني والملاهي والنظر إلى الصور الفاتنة والأفلام الخليعة التي تزرع الشر في القلوب، فهذا قد خسر وقته واكتسب السيئات. ومنهم من يبيت في متجره أو مصنعه حيث إن ذلك موسم للتجارة والعمال تروج فيه البضائع ويكثر البيع والشراء، وينشغل أهلها عن العمل الصالح. ومنهم من يقطع الليل في التسكع والتردد في الأسواق والطرق راكبًا أو راجلًا أو جالسًا على الأرصفة، يقلب عينيه في الناس، ليذهب عليه الليل في غير فائدة. ولا شك أن قصدهم أو قصد أغلبهم إذهاب الليل لينقلب النهار ليلًا، فينام طوال النهار حتى لا يشعر بالصيام ولا التعب فيه، ولا شك أنه مقصد سيئ، وكان الأولى أن يناموا الليل أو أكثره ويريحوا أنفسهم، ويجعلوا النهار طلبًا للمعاش، كما ذكر الله ذلك في قوله: {وَجَعَلْنَا اللَّيْلَ لِبَاسًا وَجَعَلْنَا النَّهَارَ مَعَاشًا} فإن كان ولابد هناك سهر فليكن على القراءة والذكر والعمل الصالح حتى لا يخسروا نهارهم باللهو والباطل والنوم الطويل، وليلهم بالمعاصي وضياع الوقت. والله أعلم.
عبد الله بن عبد الرحمن الجبرين
عضو هيئة كبار العلماء بالسعودية
- التصنيف:
- المصدر: