يخشى المرض بسبب النحافة فهل له أن يفطر في رمضان؟
عمري 19 عاماً ووزني 41 كيلو جرام ومن السهل جداً أن أفقد وزناً أكثر عندما أصوم. فالصيام يسبب لي دائماً الضعف ويجعلني أبدو شاحب اللون مهدود القوى، إضافة إلى أنني في الأسبوع القادم سأبدأ الدراسة في الجامعة والتي تبعد ما يقارب ساعة من حيث أسكن. وأضيف إلى هذا كله أن النهار طويل هنا في كندا ، كذلك فأنا أعمل خلال عطلات الأسبوع. سؤالي هو: هل الصيام واجب في حقي؟ أم أنه يجوز لي أن أفطر وأقضي بعد ذلك في الأيام التي أراها مناسبة؟
الحمد لله تعالى
وردت الرخصة الشرعية بالفطر في رمضان للمريض العاجز عن الصوم، أو الذي يخشى حصول المرض أو زيادته، كما قال الله تعالى: {وَمَنْ كَانَ مَرِيضاً أَوْ عَلَى سَفَرٍ فَعِدَّةٌ مِنْ أَيَّامٍ أُخَرَ}.
قال ابن قدامة رحمه الله في (المغني:4/403): "وَالصَّحِيحُ الَّذِي يَخْشَى الْمَرَضَ بِالصِّيَامِ، كَالْمَرِيضِ الَّذِي يَخَافُ زِيَادَتَهُ فِي إبَاحَةِ الْفِطْرِ؛ لأَنَّ الْمَرِيضَ إنَّمَا أُبِيحَ لَهُ الْفِطْرُ خَوْفًا مِمَّا يَتَجَدَّدُ بِصِيَامِهِ، مِنْ زِيَادَةِ الْمَرَضِ وَتَطَاوُلِهِ، فَالْخَوْفُ مِنْ تَجَدُّدِ الْمَرَضِ فِي مَعْنَاهُ" انتهى.
وقال الزيلعي: "وَالصَّحِيحُ الذي يَخْشَى أَنْ يَمْرَضَ بِالصَّوْمِ، فَهُوَ كَالْمَرِيضِ". انتهى (تبيين الحقائق:1/333).
وبناء على هذا:
فإذا كان الصوم سيسبب لك مرضاً محققاً أو ضرراً بدنياً بسبب النحافة والهزال، فيرخص لك في هذه الحال بالفطر، مع القضاء في وقت القدرة.
ولتقدير هذا الأمر لا بد من الرجوع للأطباء الثقات.
وأما مجرد التعب والإرهاق والشعور بالضعف بسبب الصوم فليس عذراً في الفطر، لأن الصوم وخاصة في الأيام الحارة والطويلة لا يخلو من مشقة.
وقد نص أهل العلم على أن أصحاب الأعمال الشاقة يبدأون نهارهم صائمين، ثم إن حصل لهم عطش شديد أو جوع يخاف منه الضرر، جاز لهم الفطر، مع قضاء الأيام التي أفطر فيها.
واعلم أن الدراسة والعمل ليسا عذراً لترك الصيام ، فإن الصيام ركن من أركان الإسلام، ومن أعظم فرائض الدين، فلا يجوز للمسلم أن يتهاون في شأنه حتى يقدم عليه الدراسة، أو عملاً لم يضطر إليه، ويمكن الاستغناء عنه .
والله تعالى أعلى وأعلم.
- التصنيف:
- المصدر: