الحجاب الأسباني، الحجاب المتبرج

منذ 2015-09-18
السؤال:

السَّلام عليْكم ورحْمة الله وبركاتُه.

بحثتُ طويلاً عن إجابة شافية لِحُكم ما يسمَّى بالحجاب الأَسباني، الَّذي أصبح موضةً في الآوِنة الأخيرة، والَّذي يُجسّد الرَّقبة بشكْل واضِح، كما أنِّي قرأتُ في بعض المواقِع أنَّه حجابٌ يهودي النَّشأة، غير أنِّي لستُ واثقًا من ذلك.

نرجو منكم التكرُّم بإيضاح حلِّه من حرمتِه.

وجزاكم الله خيرًا.

الإجابة:

الحمدُ لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله وصَحْبِه ومَن والاه، أمَّا بعدُ:

فحجاب المرأة المسلمة شعارٌ إسلامي أصيل، يجسد حياءَها، ويظهر عفافها وحِشمتها، فالمؤمنة التقيَّة، يدل مظهرُها على مخبرها، ويظهر إيمانها وتقواها في ملبسها.

والحجاب الشرعي واجب على المرأة المسلمة، بالكتاب والسنة والإجماع، وهو ستر جَميع بدنها؛ لقول الله تعالى: {يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ قُلْ لِأَزْوَاجِكَ وَبَنَاتِكَ وَنِسَاءِ الْمُؤْمِنِينَ يُدْنِينَ عَلَيْهِنَّ مِنْ جَلابِيبِهِنَّ ذَلِكَ أَدْنَى أَنْ يُعْرَفْنَ فَلا يُؤْذَيْنَ وَكَانَ اللَّهُ غَفُوراً رَحِيماً} [الأحزاب: 59].

ويقول الله تعالى: {وَلا يُبْدِينَ زِينَتَهُنَّ إِلَّا مَا ظَهَرَ مِنْهَا وَلْيَضْرِبْنَ بِخُمُرِهِنَّ عَلَى جُيُوبِهِنَّ} [النور: 31].
 
وقد دلّت السنة المشرفة على أنَّ التَّفريطَ في أمر الحجاب من كبائر الذنوب؛ فروى مسلم عن أبي هُريرة قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: «صنفان من أهل النار لم أرَهُما قوم مَعَهُم سِياطٌ كأذناب البَقَرِ، يضربون بِها الناس، ونساءٌ كاسياتٌ عارياتٌ مُمِيلاتٌ مائلات، رُؤُوسُهُنَّ كأسْنِمَة البُخْتِ المائلة؛ لا يَدْخُلنَ الجنَّة، ولا يَجِدْن ريحَها وإنَّ ريحَها ليوجد من مسيرة كذا وكذا».

وقد اتفق العلماء على أن الحجاب الشَّرعِيّ يجب أن يتوافر فيه:

1- ستُر جميع بدنها.

2- أن لا يكون زينةً في ذاتِه؛ بِمَعنَى أن يخلو من الألوانِ والأشكال والزَّخارف.

3- أن يكون صفيقًا لا يشفُّ، وفضفاضًا لا يصِفُ.

4- أن لا يكون مُبَخَّرًا أو مُعطَّرًا.

5- أن لا يشبِهَ لباسَ الرِّجال، أوْ لِباس الكافرات أوِ الفاسقات.

6- أن لا يكون لباسَ شُهرة.

ومما سبق يتبين أن ما أحدثته الموضة وبيوت الأزْياء الغربيَّة، والصِّهْيونيَّة العالمية، مما يسمى حجابًا، من أشكال وطرق للف طرح النساء، ومنها الاسبانش، ذات الزخارف الآخذة بألباب الرجال، والألوان الفاتنة لهم - ليس له علاقة بالحِجاب الشَّرعي أصلاً، وإنَّما هو يضادُّه ويخالفه، وهو للتبرج والخلاعة أقرب من الحجاب، فحقيقتُه: مُحاربة الدِّين، وإشاعة الفاحِشة، وفِتنة الرجال، ومُجاراة للعصْر، وخلْط بين الحقِّ والباطل.

يقول الشَّيخ ابن عثيمين - رحمه الله -: "أرى ألاَّ ينساقَ المسلمون وراء هذه الموضة، من أنواع الألبِسة الَّتي ترِد إليْنا من هنا وهناك، وكثيرٌ منها لا يتلاءَم مع الزّيّ الإسلامي الَّذي يكون فيه الستْر الكامل للمرأة".

 وقد سبقتْ لنا فتاوى في شروط الحِجاب الشَّرعي، وما يجب أن يكون عليه، وللفائدة نرجو مراجعة الفتويين: "حكم النقاب"،  "الخمار أمِ النقاب".

هذا؛ والله أعلم.

خالد عبد المنعم الرفاعي

يعمل مفتيًا ومستشارًا شرعيًّا بموقع الألوكة، وموقع طريق الإسلام