الأعمال الصالحة

منذ 2015-12-03
السؤال:

ما هي الأعمال الصالحات؟ أعرف بعضها ولكنني لا أظن بأنني أعرفها كلها.

الإجابة:

بسم الله والحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله صلى الله عليه وسلم وعلى آله وصحبه أجمعين ومن اتبعه بإحسان إلى يوم الدين.

الأعمال الصالحة هي ما كانت موافقة للشرع، ويكون صاحبها مُخلصاً لربه تبارك وتعالى، وقد عرف شيخ الإسلام العبادة بأنها: "اسم جامعٌ لكل ما يحبه ويرضاه من الأقوال والأفعال الظاهرو والباطنة"، وهي متنوعة وكثيرة، ولا يمكننا حصرها فضلاً عن تعدادها، لكننا نذكر منها:

1. الإيمان بالله تعالى

ويشمل: الإيمان بالله وملائكته وكتبه ورسله واليوم الآخر والقَدَر خيره وشرِّه.

2. والصلاة لوقتها

وهي خمس صلوات فرضهن الله سبحانه في اليوم والليلة، وقد أجمع الصحابة رضي الله تعالى عنهم على كفر من تركها.

ولا يحل تأخيرها عن أوقاتها، ويجب أداء أركانها وواجباتها، وأن يصلِّي المسلم كما صلَّى النبي صلى الله عليه وسلَّم.

3. وحج مبرور

والحج المبرور معناه:

أ- أن يكون من مالٍ حلال.

ب- أن يبتعد عن الفسق والإثم والجدال فيه.

ج- أن يأتي بالمناسك وفق السنَّة النبويَّة.

د- أن لا يرائي بحجه، بل يخلص فيه لربه تعالى.

هـ- أن لا يعقبه بمعصية أو إثم.

4. بر الوالدين

وهو طاعتهما في طاعة الله تعالى، ولا يجوز طاعتهما في معصية، ومن البرِّ بهما عدم رفع الصوت عليهما، ولا إيذاؤهما بكلام قبيح.

ومن البرِّ بهما الإنفاق عليهما، والقيام على خدمتهما.

5. الجهاد في سبيل الله تعالى

وقد شرع الله تعالى الجهاد لإقامة التوحيد، ونشر الإسلام في الأرض، وقد أعدَّ الله تعالى للمجاهدين في سبيله أجراً عظيماً.

6. الحب في الله جلَّ جلاله والبغض في الله جلَّ جلاله

وهو أن يحبَّ المسلمُ أخاه المسلم لله تعالى لا للونه ولا لجنسه ولا لماله، بل لطاعته لربه ولقربه منه تعالى.

كما أنه يبغض العاصي لأنه عصى الله تعالى .

7. قراءة القرآن الكريم

سواء كان ذلك في حزبه اليومي أو في صلاته بالليل.

8. المداومة على الطاعات وإن قلَّت

وقد كان النبي صلى الله عليه وسلم يحب الأعمال الدائمة ولو كانت قليلة، وقليل دائم خير من كثيرٍ منقطع .

9. أداء الأمانة

وهي من الواجبات ومن أفضل الأعمال، وقد عُلم في الشرع أن المنافق هو الذي يخون الأمانة ولا يؤديها لأهلها.

10. العفو عن الناس

وهو التنازل عن الحق الشخصي ، والعفو عن الظالم إن كان ذلك العفو يصلحه ، أو أنه تاب وندم على ظلمه ، وقد قال النبي صلى الله عليه وسلم " ما ازداد عبدٌ بعفوٍ إلا عزّاً " رواه مسلم ( 2588 )

11. الصدق في الحديث

وقد قال النبي صلى الله عليه وسلم:  «ولا يزال الرجل يصدق ويتحرى الصدق حتى يكتب عند الله صِدِّيقاً»، (مسلم:2607) والصدق منجاة لصاحبه، وهو خلق عظيم تخلَّق به الأنبياء عليهم الصلاة والسلام وأتباعهم بحقٍّ.

12. النفقة في سبيل الله تعالى

وتشمل النفقة في الجهاد، وعلى الوالدين والفقراء والمساكين والمحتاجين، وفي بناء المساجد، وفي طباعة المصاحف والكتب الإسلاميَّة، والنفقة على الأهل والأولاد.

13. أن يسلم المسلمون من لسانه ويده

وذلك بالكف عن الغيبة والنميمة والقذف والسب واللعن، وكذا الكف عن البطش والضرب لمن لا يستحق.

14. إطعام الطعام

ويشمل إطعام الإنسان والبهائم.

15. إفشاء السلام على من عرفت ومن لم تعرف

إلا من ورد النص بالمنع من ابتدائه بالسلام وهم الكفار.

16. تعين ضائعاً أو تصنع لأخرق

والضائع هو ذو الحاجة من فقر أو عيال، والأخرق هو الجاهل الذي لا صنعة له.

17. تدع الناس من الشر فإنها صدقة تصدق بها على نفسك 

وغير ذلك كثير . . .

وإليك هذا الحديث في تعداد بعض الأعمال الصالحة:

روى البيهقي عن أبي ذر رضي الله تعالى عنه قال : «قلت: يا رسول الله ماذا ينجي العبد من النار؟ قال: الإيمان بالله. قلت: يا رسول الله إن مع الإيمان عملاً. قال: يرضخ مما رزقه الله [ومعنى الرضخ هو العطاء]. قلت: يا رسول الله أرأيت إن كان فقيراً لا يجد ما يرضخ به؟ قال: يأمر بالمعروف وينهى عن المنكر. قلت: يا رسول الله، أرأيت إن كان لا يستطيع أن يأمر بالمعروف وينهى عن المنكر؟ قال: يصنع لأخرق. [وهو الجاهل الذي لا صنعة له يكتسب منها] . قلت: أرأيت إن كان أخرق لا يستطيع أن يصنع شيئاً ؟ قال: يعين مظلوماً. قلت: أرأيت إن كان ضعيفاً لا يستطيع أن يعين مظلوماً ؟ قال: ما تريد أن تترك في صاحبك من خير؟‍! ليمسك أذاه عن الناس. فقلت: يا رسول الله إذا فعل ذلك دخل الجنة؟ قال: ما من مؤمن يطلب خصلة من هذه الخصال إلا أخذت بيده حتى تدخله الجنة» (صححه الألباني في الترغيب:876).

والله الموفق.