الرجوع في الصدقة كالرجوع في الهبة
لي أخت تصدقت بثياب كانت تحبها جداً ثم بعد فترة أرادت أن تسترد هذه الثياب ممن تصدقت عليها وأن تعطيها بدلاً منها مالاً مع العلم بأن هذه المتصدق عليها لم تستعمل هذه الثياب وقد تقبلت الأمر وقد فرحت بالمال أكثر فهل هذا جائز أم يعد كالرجوع فى الهبة؟
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فإن الهبة إذا تمت بشروطها بحيث كان الواهب مؤهلاً للتصرف وقت الهبة وتمت حيازتها من طرف الموهوب له حيازة تامة؛ بحيث يصبح متصرفًا فيها تصرف المالك في ملكه، ويرفع الواهب عنها يده تمامًا، فلا يحق للواهب الرجوع فيها؛ لما ثبت في الصحيحين وغيرهما عن ابن عباس - رضي الله عنهما - أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال: «
»، وروى الإمام أحمد وأصحاب السنن عن ابن عمر وابن عباس - رضي الله عنهم - أنه - صلى الله عليه وسلم - قال: ل « ».وبناءً عليه، فلا يجوز لأختك الرجوع في هبة تلك الثياب؛ لما سبق من الأدلة، وإعطاؤها الموهوبة مالاً بدلاً منها لايُسَوِّغُ ذلك؛ لما ثبت في صحيح البخاري عن عمر- رضي الله عنه- قال: حملت على فرس في سبيل الله، فابتاعه أو فأضاعه الذي كان عنده، فأردت أن أشتريه، وظننت أنه بائعه برخص، فسألت النبي - صلى الله عليه وسلم - فقال: « »،،
والله أعلم.
خالد عبد المنعم الرفاعي
يعمل مفتيًا ومستشارًا شرعيًّا بموقع الألوكة، وموقع طريق الإسلام
- التصنيف:
- المصدر: