تسمية النساء باسم مَلَك

منذ 2016-05-06
السؤال:

عندي طفلة أطلقتُ عليها اسم "ملك"، فهل هذا الاسم حرام؟

الإجابة:

الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله وصَحْبه ومن والاه، أما بعدُ:

فإن الاسم إن اقتضى تعظيمًا أو تزكية للنفس، فلا ينبغي التسمِّي به؛ لقول الله تعالى: {فَلَا تُزَكُّوا أَنْفُسَكُمْ هُوَ أَعْلَمُ بِمَنِ اتَّقَى} [النجم: 32].

فقد روى مسلم عن محمد بن عمرو بن عطاء قال: سميت ابنتي بَرَّة، فقالت لي زينب بنت أبي سلمة: إن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - نهى عن هذا الاسم، سُمِّيتُ بَرَّة، فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: «لا تزكوا أنفسكم، الله أعلم بأهل البرِّ منكم»، فقالوا: بِمَ نُسميها؟ قال: «سموها زينب».

وعن ابن عباس - رضي الله عنهما - قال: "كانت جويرية اسمها بَرَّة، فحول النبي - صلى الله عليه وسلم - اسمها جويرية، وكان يكره أن يقال : خرج من عند برّة"؛ رواه مسلم.

واسم "ملك" قد اشتمل على التزكية، فضلاً عن أنه مذكَّر لفظًا، فإذا أطلق على الأنثى اكتسب التأنيث منه؛ بصيرورته مؤنثًا معنويًّا، كسعادَ وزينب، والأرض والشمس، وغيرها، ولما كان اعتقاد الكفار في الملائكة أنهم إناث، صار البعد عنه أولى.

وقد منع الشيخ العثيمين - رحمه الله - في "مجموع فتاواه" من التسمِّي بأسماء: أبرار، وملاك، وإيمان، وجبريل.

وقال الشيخ بكر بن عبد الله أبو زيد في "معجم المناهي اللفظية" : "أما تسمية النساء بأسماء الملائكة، فظاهر الحرمة؛ لأن فيها مضاهاةً للمشركين في جعلهم الملائكةَ بناتِ الله - تعالى الله عن قولهم - وقريب من هذا تسمية البنت: ملاك، ملكة، وملك". اهـ.

وعليه؛ فإن تمكّنتَ من تغيير هذا، كان أولى وأحرى،،

والله أعلم.

خالد عبد المنعم الرفاعي

يعمل مفتيًا ومستشارًا شرعيًّا بموقع الألوكة، وموقع طريق الإسلام