المال عن رقبة المتوفَّى
للموظَّفين في تونس، تعاونيَّة تخصم من راتبهم الشَّهري مقدارًا, فإذا توُفِّي الموظَّف، تتحصَّل العائلة (الزوجة والأبناء) على مقدار هامٍّ من المال، يُعرف عندنا باسم: capital deces.
والسؤال: هل في هذا المال حقٌّ للورثة مثل: والد المتوفَّى أو والدته؟ أم هو من قبيل الجراية الشّهريّة، كجراية الأرملة و الأيتام؟
مع الشكر سلفًا.
الحمدُ للهِ، والصلاةُ والسلامُ على رسول الله، وعلى آله وصَحْبه ومَن والاه، أمَّا بعدُ:
فإن كان الحال كما ذكرتَ، أن المال الذي يصرفه صندوق الضمان الاجتماعي لأسرة المتوفَّى، هو عبارة عن مقدارٍ مِنْ مُستحقاته الشهرية، تُخصم من راتبه، وليست هبة، ولا عطية ومنحة من الصندوق، فإنَّ المال – حينئذٍ - يُعَدُّ تركة وميراثًا وحقًّا لجميع الورثة ينتقل إليهم مِن بعده، بما فيهم والد المتوفَّى ووالدتُه، كل حسب حصتِه منَ التَّركة.
أما الجِراية الشهرية كجراية الأرملة و الأيتام، فإن كانت تخصم - أيضًا - من الراتب المتوفى، فإنها تُلحق بالتركة، وتُقسم حَسَبَ الأنصبة الشرعية، ولذلك في بعض الدول الإسلامية؛ يُعطَى جزءٌ من راتب المتوفى لوالديه، وأما إن كان تلك الجراية منحةً من الدولة، أو جهة العمل، أو غيرهما، وخَصَّصت به بعض الورثة فقط، فإنَّه يُصرف حسبما قررتْ تلك الجهة،،
والله أعلم.
خالد عبد المنعم الرفاعي
يعمل مفتيًا ومستشارًا شرعيًّا بموقع الألوكة، وموقع طريق الإسلام
- التصنيف:
- المصدر: