الانشغال عن الخشوع في الصلاة

منذ 2016-09-14

من برنامج فتاوى نور على الدرب، الحلقة الثانية والستون 28/12/1432هـ

السؤال:

شخص يحس بقرقرة في بطنه بسبب كثرة الغازات التي تشغله عن صلاته وتذهب بخشوعه حتى صار يدافعها إلى نهاية الصلاة، فهل يلزمه أن يعيد تلك الصلاة التي لم يخشع فيها؟

الإجابة:

لا شك أن الخشوع هو لبُّ الصلاة، وهو أول ما يُفقد من هذه الأمة كما جاء في الخبر [الترمذي: 2653]، وعلى المسلم أن يحرص على أن يُقْبِل على صلاته بقلبه وقالبه؛ لأنه يناجي ربه، وماثل بين يديه –سبحانه-، ولو تصوّر أنه بين يدي مخلوق ضعيف أحضر قواه لمقابلة هذا المخلوق لا سيما إذا كان له شأن.

أما بالنسبة للصلاة فالذين يوجبون الخشوع -وهذا قول معروف عند أهل العلم وينصره الحافظ ابن رجب والغزالي- يقولون: إذا لم يخشع في صلاته كلها عليه أن يعيدها، وأما جمهور أهل العلم الذين يرون أن الخشوع سنة مادامت الصلاة مشتملة على شروطها وأركانها وواجباتها فإنَّ الصلاة عندهم صحيحة مجزئة مسقطة للطلب، قد لا تترتب عليها آثارها التي رُتِّبت عليها بحيث ينصرف بالأجر الكامل أو بغالب الأجر، فمن المصلين من ينصرف بالأجر الكامل، ومنهم من ينصرف بتسعة أعشاره، ومنهم من ينصرف بثلثيه، ومنهم من ينصرف بنصف الأجر، ومنهم من ينصرف بالربع، ومنهم من ينصرف بالعُشر [أبوداود: 796].

وعلى كل حال يحرص الإنسان أن يحقق من الأجر بقدر ما يستطيع، فإن استطاع أن ينصرف بالأجر الكامل فلا يدَّخر ذلك عن نفسه، ولا يقصِّر في حق نفسه، والسهو والغفلة قد لا ينفك منهما المخلوق، لكن ينبغي أن يكون حاضر القلب وهو يناجي ربه، وعلى كل حال فالأكثر على أن الصلاة صحيحة، لكن الأجر المرتب عليها وقد انشغل ذهنه في جميعها ليس له منه شيء كما جاء في الحديث.

عبد الكريم بن عبد الله الخضير

عضو هيئة التدريس في قسم السنة وعلومها في كلية أصول الدين بجامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية بالرياض وحاليا عضو هيئة كبار العلماء واللجنة الدائمة للبحوث العلمية والإفتاء.