جامعت امرأتي فى نهار رمضان
انا اتزوجت شهر ثم سافرت المملكه وبعد عده شهور رجعت بيتى وحصل جماع كامل مع زوجتى فى نهار رمضان ولا استطيع انا اصوم شهرين متتالين نظرا لان عملى فى النهار وتحت الشمس فما حكم الدين
انا اتزوجت شهر ثم سافرت المملكه وبعد عده شهور رجعت بيتى وحصل جماع كامل مع زوجتى فى نهار رمضان ولا استطيع انا اصوم شهرين متتالين نظرا لان عملى فى النهار وتحت الشمس فما حكم الدين
الحمدُ للهِ، والصلاةُ والسلامُ على رسولِ اللهِ، وعلى آلِهِ وصحبِهِ ومن والاهُ، أمَّا بعدُ:
فإن كان الحال كما ذكر السائل أنه جامع زوجته في تهار رمضان، فيجب عليه وعلى زوجته بالتوبة النصوح، والندم والعزم على عدم العود، وقضاء يوم مكانه، كما تجب الكفارة على الزوجين.
فالإفطار في رمضان عمدًا، إثم عظيم، وكبيرة من كبائر الذنوب، فالصيام رُكن من أركان الإسلام؛ قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: «بُني الإسلام على خمس» ثم ذكر منها الصيام، وقال تعالى: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا كُتِبَ عَلَيْكُمُ الصِّيَامُ كَمَا كُتِبَ عَلَى الَّذِينَ مِن قَبْلِكُمْ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ} [البقرة: 183] إلى أن قال تعالى: {شَهْرُ رَمَضَانَ الَّذِي أُنزِلَ فِيهِ القُرْآنُ هُدًى لِّلنَّاسِوَبَيِّنَاتٍ مِّنَ الهُدَىوَالْفُرْقَانِ فَمَن شَهِدَ مِنكُمُ الشَّهْرَ فَلْيَصُمْهُ} [البقرة: 185].
قال الإمام الذهَبِي في كتاب "الكبائر": "وعند المؤمنين مقرَّر أنَّ من ترك صوم رمضان بلا مرض ولا غرض أنه شرٌّ من الزاني ومدْمِن الخمر، بل يشكون في إسلامه ويظنّون بهالزندقة والانحلال" اهـ.
وقد دلت السنة المشرفة على الوعيد الشديد لمن ترك الصوم فعن أبي أمامة الباهليّ قال: سمعت رسول الله - صلى الله عليه وسلم – يقول: «بينا أنا نائمٌ إذْ أتاني رجُلانِ فأخذا بِضبْعيَّ - الضَّبْع هو العضُد - فأتيا بي جبلاً وعِرًا، فقالا: اصعَدْ فقلت: إني لا أطيقه. فقالا: إنا سنسهله لك. فصعِدْتُ حتى إذاكنت في سواء الجبل إذا بأصواتٍ شديدةٍ، قلت: ما هذه الأصوات؟ قالوا: هذا عواء أهلالنار. ثم انطلقا بي فإذا أنا بقوم معلقين بعراقيبهم، مشقَّقة أشداقُهم، تسيلأشداقهم دمًا، قلت: من هؤلاء؟ قال: هؤلاء الذين يُفْطِرون قبل تَحِلَّة صومهم» ؛ رواه ابن خزيمة وابنحبان فيصحيحيهما، وصحَّحه الألبانيُّ.
وقوله «قبل تحلة صومهم» معناه: يُفطرون قبل وقت الإفطار.
أما الكفَّارة على كلا الزوجين، إن كانت الزوجة مطاوعة ، غيرمكرهة.
وكفَّارة الجماع عِتقُ رقبة، فإن لم تجد - كما هو الغالب في تلك الأيام - فصيام شهرين متتابعين، فإن لم تستطعْ فإطعام ستين مسكيناً مما تَطْعَمُه - أي من طعام أهل البلد - لما رواه الشيخان من حديث أبيهريرة - رضي الله عنه - أنه قال: "بينما نحن جلوس عند النبي - صلى الله عليه وسلم - إذ جاءه رجل فقال: يا رسول الله هلَكْتُ، قال: «ما لك؟» قال: وقعت على امرأتي وأنا صائم،فقال صلى الله عليه وسلم: «هل تجد رقبة تعتقها؟» قال: لا، قال: «فهل تستطيع أنتصوم شهرين متتابعين؟» قال: لا، فقال: «فهل تجِدُ إطعامَ ستّينَ مسكينًا؟» قال: لا،قال: فمكث النبي - صلى الله عليه وسلم - فبينما نحن على ذلك أُتي النبيُّ صلى الله عليه بِعَرَق فيه تمر – والعَرَقُ: المكتل - فقال: «أين السائل؟» فقال: أنا، فقال: «خذه فتصدَّق به»... إلى آخر الحديث"؛ واللفظ للبخاري.
والذي يظهر أن السائل لا يقوى على الصيام بسبب والعمل، فينتقل إلى الإطعام،، الله أعلم.
خالد عبد المنعم الرفاعي
يعمل مفتيًا ومستشارًا شرعيًّا بموقع الألوكة، وموقع طريق الإسلام
- التصنيف:
- المصدر: