أصدقائي أصدقاء سوء ولكني أحبهم
انا اصحابي كلهم بعاد عن ربنا و انا بحبهم و مليش غيرهم بس
انا اصحابي كلهم بعاد عن ربنا و انا بحبهم و مليش غيرهم بس هما مش شبهي ولا في الفكر و لا في المبادئ ولا حاجة بس هما اصحابي اللي اعرفهم من زمان و بحبهم بس كل مدى بحس ان الفرق ما بيننا بيزيد اكتر و بقيت احس انهم مش محتاجني بس انا محتاجهم عشان بحبهم و مبقتش عارف اتعامل معاهم ولا اعمل ايه و اما بنصحهم بحس انهم بيسخروا مني او بيبصولي على اني عايز اعمل شيخ عليهم و بيفتكروا ان هما عاشوا و اتعلموا وانا كدة معرفش حاجة عن الدنيا و فاكرين نفسهم هما اللي صح فنصحيتي ليهم ملهاش فائدة افيدوني
الحمدُ للهِ، والصلاةُ والسلامُ عَلَى رسولِ اللهِ، وعَلَى آلِهِ وصحبِهِ وَمَن والاهُ، أمَّا بعدُ
فمع الأسف فإن حال كثير من الأصدقاء والخلان، كحال من ذكر في السؤال، بنى أمره على ألا يقفَ عن ذنب، وأن يسخر من الخلق والدين، وأن يتكبر عن قبول الحق، وهذا الصنف من الأصدقاء الذي يخاف من كثرة الاختلاط بهم، بل إن صداقتهم شديدة الخطورة على دين المرء؛ ومن ثم حذر الشارع الحكيم منهم؛ فقال الله تعالى: {الْأَخِلَّاءُ يَوْمَئِذٍ بَعْضُهُمْ لِبَعْضٍ عَدُوٌّ إِلَّا الْمُتَّقِينَ} [الزخرف: 67]. والسبب في هذا أنهم ليسوا على استعداد لمخالفة الطبع والنفس، خصوصًا إذا انضاف إلى ذلك ضعفُ البصيرة، وقلة النصيب من الإيمان، وليحَذَر العاقل مِنِ اتِّخاذِ الأصدقاء والخلًّان من أهل المعاصي؛ فالصاحب ساحب وهذا أمرُها خطيرٌ جدًّا على الدين، وليصاحب أهل الدين والتقى؛ كما قال الله عز وجل: {وَاصْبِرْ نَفْسَكَ مَعَ الَّذِينَ يَدْعُونَ رَبَّهُمْ بِالْغَدَاةِ وَالْعَشِيِّ يُرِيدُونَ وَجْهَهُ وَلَا تَعْدُ عَيْنَاكَ عَنْهُمْ تُرِيدُ زِينَةَ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَلَا تُطِعْ مَنْ أَغْفَلْنَا قَلْبَهُ عَنْ ذِكْرِنَا وَاتَّبَعَ هَوَاهُ وَكَانَ أَمْرُهُ فُرُطًا} [الكهف: 28]، وقال: {يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَكُونُوا مَعَ الصَّادِقِينَ} [التوبة: 119].
إذا تقرر هذا؛ فإن كان الأخ السائل يخاف على نفسه من الفتنة، أو كان هؤلاء الأصدقاء لا يستمعون لنصحه، أو لم يجدِ معهم النصح، كما هو ظاهر في رسالته، أو يخاف من ميل قلبه لما يفعلوه مجاملة لهم، فحينئذ يجب هَجْرَهم؛ فربما يؤثرَ فيهم، وذلك بلا شك أسلمُ للقلب وللدين، فالسلامة في الدين لا يعدلها شيء
قال الحافظ ابن حجر في "فتح الباري" (17 / 245): "قال ابن عبد البر: أجْمَعُوا على أنه لا يجوز الهجران فوق ثلاث، إلا لمن خاف مِن مكالمته ما يفسد عليه دينه، أو يدخل منه على نفسه أو دنياه مَضَرَّة، فإن كان كذلك جاز، وَرُبَّ هَجْرٍ جميلٍ خيرٌ من مُخالَطة مُؤذية". اهـ.
وقال شيخ الإسلام ابن تيمية:"هجرُ العاصي والمبتدعِ بحسَب الأحوال والمصالح".
والحاصل: أنه إن لم يجِدْ فيهم وميضَ خيرٍ، وَرَجَى أن يؤثر فيه الهجرُ، فإنه يُهجَرهم؛ لأن في الهجر تعزيرًا وردعًا؛ لعلهم يتوبُوا ويرجعون، خصوصًا، وأنهم يقابلون النصح والتوجيه بالسخرية! فكيف سيستفيدون ممن يسخرون منه!
وفي الختام أذكر بحديث أبي موسى في الصحيحين ال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «مثل الجليس الصالح والجليس السوء، كمثل صاحب المسك وكير الحداد، لا يعدمك من صاحب المسك إما تشتريه، أو تجد ريحه، وكير الحداد يحرق بدنك، أو ثوبك، أو تجد منه ريحا خبيثة».
وفيه فضيلة مصاحبة الصالحين، وأهل الخير والمروءة، ومكارم الأخلاق والورع والعلم والأدب، والنهي عن مجالسة أهل المعاصي، ومن يغتاب الناس أو يكثر شره،، والله أعلم.
خالد عبد المنعم الرفاعي
يعمل مفتيًا ومستشارًا شرعيًّا بموقع الألوكة، وموقع طريق الإسلام
- التصنيف:
- المصدر: