لا أستطيع أن أمنع نفسي من الشجار مع أبي بعد ما فعله معنا
حاولنا ارجاعه للطريق الصحيح و لكنه لازال يستمر في الكذب و السرقة حيث انه يسرق جميع الأموال التي نذخرها بحجة لديه ديون اخرى و لا يسأل عن حالنا او حاجاتنا .. صحة أمي تتدهور يوما بعد يوم مما يدفعني للشجار معه لا أستطيع ان امنع نفسي من ذلك بعد رؤيتي لحالة أمي و الحالة التي وصلنا اليها
السلام عليكم و ر حمة الله تعالى
انني أعاني من مشكلة مع والدي حيث أصبحت لا أستطيع ان امنع نفسي من الشجار معه يحدث هذا بعد ان قام والدي بسرقة كل أموال أمي و تزوير امضائاتها في الابناك لأخذ قروض و أيضا سرقة أموال دراستي في الجامعة و كل ذلك من اجل لعب القمار و شرب الخمر
حاولنا ارجاعه للطريق الصحيح و لكنه لازال يستمر في الكذب و السرقة حيث انه يسرق جميع الأموال التي نذخرها بحجة لديه ديون اخرى و لا يسأل عن حالنا او حاجاتنا
صحة أمي تتدهور يوما بعد يوم مما يدفعني للشجار معه لا أستطيع ان امنع نفسي من ذلك بعد رؤيتي لحالة أمي و الحالة التي وصلنا اليها بسببه انني اعلم انه لا يجب علي ان أتشاجر معه و يتوجب علي اطاعته و لكن حتى لو كان ذلك على حساب حياتنا ؟
الحمدُ للهِ، والصلاةُ والسلامُ على رسولِ اللهِ، وعلى آلِهِ وصحبِهِ ومن والاهُ، أمَّا بعدُ
فلا شك أن ما ذكر في السؤال من عقوق الآباء للأبناء، ومن تفريطهم للأمانة التي حملهم الله إياها، ومن رحمة الله بعباده أنه لم يكلف الأبناء في مثل هذه الأحوال حب الآباء؛ لأنه حينئذ تكليف ما لا يطاق، وإنما أمرهم ببرهم بالمعروف، والمعروف يفعله الإنسان مع من يحب ومن يكره.
والوالد إن لم يتق الله تعالى في أبنائه، فلا يكون هذا مسوغًا لقطيعته، أو للتطاول عليه، وإنما ينُصح بغير عقوق ولا شجار، ويرشد للخَير ويحذر من يفعله من معاصي.
إذا تقرر هذا، فلا يدفعك ما يفعله والدك للوقوع فيما يبغضه الله من القطيعة، وجاهد نفسك على معاملته بالمعروف، فإن لم تستطع فكف أذاك عنه.
ولتتأمل لتلك النصوص لأهل العلم في هذا الشأن:
سُئِل الحسن عن الولد يَحتسب على الوالد، قال: "يعِظُه ما لم يغضب، فإن غضِب سكت عنه"؛ كما قال الغزالي في "إحياء علوم الدين".
قال ابن مفلح في "الآداب الشرعيَّة": قال أحمد في رواية يوسف بن موسى: "يأمر أبويْه بالمعروف وينهاهما عن المنكر"، وقال في رواية حنبل: "إذا رأى أباه على أمر يكرهه يعلِّمُه بغير عنْف ولا إساءة، ولا يغلظ له في الكلام وإلاَّ تركه، وليس الأب كالأجنبي"، وقال في رواية يعقوب بن يوسف: "إذا كان أبواه يبيعان الخمر لم يأكُل من طعامهم وخرج عنهم"، وقال في رواية إبراهيم بن هانئ: "إذا كان له أبوان لهما كرم يعصران عنبه، ويجعلانِه خمرًا يسقونه، يأمرهم وينهاهم، فإن لم يقبلوا خرَج من عندهم ولا يأوي معهم"؛ ذكره أبو بكر في "زاد المسافر".
وذكر المرّوذي أنَّ رجُلاً من أهل حمص سأل أبا عبدالله: أنَّ أباه له كروم يُريد أن يعاونه على بيعها، قال: "إن علمت أنَّه يبيعها ممَّن يعصرها خمرًا، فلا تعاونه".
هذ؛ والله أعلم
خالد عبد المنعم الرفاعي
يعمل مفتيًا ومستشارًا شرعيًّا بموقع الألوكة، وموقع طريق الإسلام
- التصنيف:
- المصدر: