أيهما أختار أهلي أم زوجي؟
فاتصلت به و بعائلته و تحملت كل التهم و وسعت بالي الان زوجي يخيرني اما والِداي و اما الطلاق بدون رجعة كيف لي ان اقطع والِداي الذان انجباني للحياة و ان اكتب على نفسي تعهد ان لا اتعامل معهما مدى الحياة ابي اخطأ و هو نادم و يريد ان يعتذر منهم جميعا لكن هو و عائلته رافضون ماذا عساي افعل؟
السلام عليكم و رحمة الله تعالى و بركاته
قصتي بدات في يوم نشب شجار بيني و بين زوجي و اهله اتصلت بوالدي لياتيني فانا كنت وحيدة و مكسورة في وسطهم فاتى والدي و شتمهم و اهانهم ثم اخدني معه الى بيت العائلة مكثت شهرين في بيت اهلي و مع اكتشافي لحملي و هدوء اعصابي حاولت ان ارجع زوجي بكل الطرق خاصة اني لا اريد ان يعيش ابني ان كتب الله له الوجود يتيما فاتصلت به و بعائلته و تحملت كل التهم و وسعت بالي الان زوجي يخيرني اما والِداي و اما الطلاق بدون رجعة كيف لي ان اقطع والِداي الذان انجباني للحياة و ان اكتب على نفسي تعهد ان لا اتعامل معهما مدى الحياة ابي اخطأ و هو نادم و يريد ان يعتذر منهم جميعا لكن هو و عائلته رافضون ماذا عساي افعل؟
الحمدُ للهِ، والصلاةُ والسلامُ على رسولِ اللهِ، وعلى آلِهِ وصحبِهِ ومن والاهُ، أمَّا بعدُ:
فلا شك أن كلاً من الزوجين مطالب بالحفاظ على الحياة الزوجية، والعمل على استمرارها، وهذا يتطلب منهما الصبر والتغاضي عن بعض الحقوق الخاصة،
وعلاج أوجه القصور، وإصلاح الخلل، لعل الأمور.
أما الوالدين فلا يجوز الابتعاد عنهما ولا مقاطعتهما، فضلا عن التعهد بهذا، والمرأة خصوصًا لا يعقل أن تنفصل عن عائلتها مدى حياتها؛ لأنهما العون والسند لها، والله تعالى إنما شرع المصاهرة لتقوية هذه الآصرة وليس لهدمها.
أما يمكنكم فعله الآن فهو توسيط أهل الخير من أصحاب العقول الراجحة؛ ليصلحوا بين العائلتين، ويقربوا وجهات النظر، ويبينوا لهم أن عاقبة العند والتصلب في الرأي هو خسارة تلك الأسرة الوليدة، وأن الجميع سيكون خاسرًا بعدم الصلح، والخاسر الأكبر هو ذلك الجنين، فالعاقل هو من يمكنه النظر للمشكلة من جميع جوانبها، ويقدم الأهم فالأهم، ولن يكون هذا إلا بفتح الباب للحوارات الهادئة البناءة، بغرض الوصول لطريقة مناسبة للحياة بينهما، فينظروا ما ينقم كل أسرة على الأخرى، ثم يلزمان كلا منهما ما يجب بالمعروف.
{وَإِنْ خِفْتُمْ شِقَاقَ بَيْنِهِمَا فَابْعَثُوا حَكَمًا مِنْ أَهْلِهِ وَحَكَمًا مِنْ أَهْلِهَا إِنْ يُرِيدَا إِصْلَاحًا يُوَفِّقِ اللَّهُ بَيْنَهُمَا إِنَّ اللَّهَ كَانَ عَلِيمًا خَبِيرًا} [النساء: 35].
والذي يظهر من المشكلات المشابهة أن محاولات الزوجة بمفردها لا تكون مجدية، ولو تمت فإنما يكون ذلك على حساب حقها في الحياة الكريمة وحق أهلها، ولذلك أنصح الأخت السائلة أن تدع تلك الأمور للحكمين،، والله أعلم.
خالد عبد المنعم الرفاعي
يعمل مفتيًا ومستشارًا شرعيًّا بموقع الألوكة، وموقع طريق الإسلام
- التصنيف:
- المصدر: