حكم من استمنى في نهار رمضان وهو جاهل للحكم
فلا قضاء على الأخ السائل وصيامه صحيح؛ لأن فروع الشريعة فيها عذر بالجهل.
السلام عليكم ... اود ان اسأل عن حكم من كان على وشك الاستحلام و عندما شعر بذهاب الاستحلام ساعد بخروجه مثلا شد على نفسه لكي يخرج او فعل شيء لكي يخرج و خرج فهل هذا استحلام ... و شكرا و ان كان صائما هل يفطر و ماذا تعتبر هذه الفعله مع العلم بجهل ما فعلته و عدم الادراك
الحمدُ لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله وصَحْبِه ومَن والاه، أمَّا بعدُ:
فإن كان الحال كما ذكرت أنك كنت تجهل أن تعمد إخراج المني مبطل للصيام، فصيامك صحيح، ولا يجب عليك القضاء ؛ لأن من رحمة الله تعالى أن الحكم الشرعي لا يثبت في حق المكلفين إلا بعد البلاغ، وأن من كان جاهلاً ببعض فروع الشريعة، أو لم يبلغه حكمها، فإنه لا شيء عليه قال - تعالى -: {رَبَّنَا لَا تُؤَاخِذْنَا إِنْ نَسِينَا أَوْ أَخْطَأْنَا رَبَّنَا} [البقرة: 286]، وفي صحيح مسلم أنَّ الله أجاب هذا الدعاء، قال سبحانه: ((قد فعلت)).
قال تعالى: {وَلَيْسَ عَلَيْكُمْ جُنَاحٌ فِيمَا أَخْطَأْتُمْ بِهِ وَلَكِنْ مَا تَعَمَّدَتْ قُلُوبُكُمْ وَكَانَ اللَّهُ غَفُورًا رَحِيمًا} [الأحزاب: 5].
ولقول النبي - صلى الله عليه وسلم -: "رُفع عن أمتي الخطأُ والنسيانُ وما استكرهوا عليه"
قال شيخ الإسلام ابن تيمية في معرض كلامه أن حكم الشارع لا يثبت في حق المكلف قبل بلوغ الخطاب، وأنه لو ترك الطهارة الواجبة أو الصلاة لعدم بلوغ النص.. قال مجموع الفتاوى (22/ 101): "والصحيح في جميع هذه المسائل، عدم وجوب الإعادة؛ لأن الله عفا عن الخطإ والنسيان، ولأنه قال: {وَمَا كُنَّا مُعَذِّبِينَ حَتَّى نَبْعَثَ رَسُولًا} [الإسراء: 15]، فمن لم يبلغه أمر الرسول في شيء معين، لم يَثْبُت حكم وجوبه عليه...
وقد ثبت عندي بالنقل المتواتر: أن في النساء والرجال بالبوادي، وغير البوادي، مَن يَبلغ ولا يعلم أن الصلاة عليه واجبة، بل إذا قيل للمرأة: صلي، تقول: حتى أكبر وأصير عجوزة، ظانَّة أنه لا يُخاطَب بالصلاة إلا المرأة الكبيرة، كالعجوز ونحوها، وفي أتباع الشيوخ، طوائف كثيرون لا يعلمون أن الصلاة واجبة عليهم، فهؤلاء لا يجب عليهم في الصحيح قضاء الصلوات، سواء قيل: كانوا كفارًا، أو كانوا معذورين بالجهل". اهـ.
وعليه؛ فلا قضاء على الأخ السائل وصيامه صحيح؛ لأن فروع الشريعة فيها عذر بالجهل،، والله أعلم.
خالد عبد المنعم الرفاعي
يعمل مفتيًا ومستشارًا شرعيًّا بموقع الألوكة، وموقع طريق الإسلام
- التصنيف:
- المصدر: