وسائل عملية لعلاج غضب الزوج وضربه لزوجته
قال رسول صلى الله عليه وسلم: "من كَظَم غيظًا وهو قادر على أن ينفذه، دعاه الله على رؤوس الخلائق حتى يخيِّره من الحور العين يزوجه منها ما شاء".
بسم الله الرحمن الرحيم استغفر الله العظيم واتوب اليه انا انسان عصبى جدا وغضوب جدا لاتفه الاسباب وغالبا ما يسبقنى لسانى بكلام لا اريده وكذالك التصرفات فى بعض المواقف حاد الردود واصل بغضبى حتى الضرب المبرح وبعد ضرب زوجتى ابكى عندما اجد حالتها حتى وصل الامر انى حاولت خنقها ولاكن الله لطف بي وولدى الذى بداخلها فنحن متزوجون من سنه تقريبا وبعد هذا الموقف بمده قصيره لا تتعدى الاسبوع طلبت زوجتى الذهاب لاهلها وغضبت لذالك وخشيت من ابلاغ اهلها بالواقعه واصرت على الذهاب لاهلها وكنت مسافر وكلمتهم لاخذها وبعد ذلك طلبت منها ان تعطينى والدتى اكلمها فى الهاتف فرفضت وفى النهايه وافقت بعد زعيق وكلام حاد واثناء كلامى مع والدتى ورفضها ان تمشى زوجتى قلت لها ومراتى طالق او ومر اسبوع وعند محاولتى اتاكد من والدتى عن ما قلت قالت لى انك لم تقل كده ولا كده ولاكنك قلت وديها عند اهلها انا هطلقها خلاص وانا فى حيره شديده وخاصه ان ذلك اليمين الثانى اذا احتسب وانا انسان مندفع جدا ومتهور جدا واغضب لاتفه الاسباب واحزن علي تصرفى حزن شديد بعد مرور مواقف عديده
الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله وصحبه ومن اهتدى بهداه، أما بعد:
فلا شك أن ضرب الزوجة بالصورة المذكورة في السؤال من سوء العشرة، بل هو من أقبح الظلم وقد صح عن النبي صلى الله عليه وسلم أه قال: "الظلم ظلمات يوم القيامة"، وفي الصحيح عن أبي مسعودٍ البدري قال: كنتُ أضرِبُ غلامًا لي بِسوطٍ، فسَمِعْتُ صوتًا من خلفي: "اعلم، أبا مسعود"، فلم أفهمِ الصَّوت من الغَضب، قال: فلمَّا دنا منّي إذا هو رسولُ الله - صلى الله عليه وسلَّم - فإذا هو يقول: "اعلَمْ، أبا مسعود، اعلم، أبا مسعود" قال: فألقيْتُ السَّوط من يدي، فقال: "اعلَمْ، أبا مسعودٍ: أنَّ الله أقدرُ عليْكَ منك على هذا الغلام"، قال: فقُلْتُ: لا أضربُ مَملوكًا بعده أبدًا.
فالغضب من أخطر الغرائز التي تورد صاحبها المهالك، ويجمع الشر كله، فما كفر من كفر ولا قتل من قتل وما طلق من طلق إلا بسبب الغضب، وصدق أمير المؤمنين علي بن أبي طالب رضي الله عنه حينما يقول: "إنما يعرف الحلم ساعة الغضب"، وكان يقول: "أول الغضب جنون، وآخره ندم، ولا يقوم الغضب بذلِّ الاعتذار، وربما كان العَطَب أي الهلاك في الغضب. هذا؛ وقد وردت في السنة المشرفة أحاديث كثيرة، ووصايا عظيمة تحث على ضبط النفس، وعلاج الغضب، بالبعد عن أسبابه، ومن تلك الأحاديث:
ما رواه أحمد والبخاري، عن أبى هريرة أن رجلًا قال للنبي - صلى الله عليه وسلم -: " أوصني، قال: "لا تغضب"؛ وزاد أحمد قال الرجل: ففكرت حين قال النبي صلى الله عليه وسلم ما قال، فإذا الغضب يجمع الشر كله.
ومعنى قوله: "لا تغضب"، أي: لا تفعل ما يسبب لك الغضب، أو ابتعد عن أسباب الغضب، أو لا تنفذ ما يمليه عليك الغضبُ من الانتقام والقَطيعة والسبِّ واللَّعن والضرب.
ومنها: الأمر بالسكوت عند الغضب، كما في مسند، رواه أحمد: "إذا غضِب أحدكم فليسكت"
ومنها: الاستعاذة بالله من الشيطان؛ ففي الصحيحين عن سليمان بن صُرَد قال: "كنت جالسًا مع النبيِّ - صلى الله عليه وسلم - ورجلان يَسْتَبَّان، وأحدُهما قد احمرَّ وجهُه وانتفخت أوداجُه، فقال رسول الله - صلى اللّه عليه وسلم -: "إني لأعلَم كلمةً لو قالها لذهب عنه ما يجد، لو قال: أعوذ بالله مِن الشَّيطان الرَّجيم، ذهب عنه ما يَجد".
ومنها ما رواه أحمد عن أبي ذر "إن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: "إذا غضِب أحدكم وهو قائم فليجلس، فإذا ذهب عنه الغضب وإلا فليضطجع".
ومنها: ما رواه أحمد قال رسول صلى الله عليه وسلم: "من كَظَم غيظًا وهو قادر على أن ينفذه، دعاه الله على رؤوس الخلائق حتى يخيِّره من الحور العين يزوجه منها ما شاء".
ومنها: الرغبة فيما أعده الله لمن يضبط نفسه؛ ففي الصحيحين قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم "ليس الشديد بالصُّرعة، إنما الشديد الذي يملك نفسه عند الغضب"، وقال أيضًا: "الصُّرعة كل الصُّرعة الذي يغضب فيشتد غضبه ويحمر وجهُه، ويقشعر شعره فيَصرع غضبَه"؛ رواه أحمد.
قال صلى الله عليه وسلم: "مَن كظم غيظًا، ولو شاء أن يمضيه أمضاه، ملأ الله قلبه رضًا يوم القيامة"؛ رواه الطبراني، رواه أبو داود قال صلى الله عليه وسلم: "من كظم غَيظًا وهو قادر على أن يُنْفذه، دعاه الله عز وجل على رؤوس الخلائق يوم القيامة؛ حتى يُخيره من الحور العين ما شاء".
هذا؛ قد دلت السنة المشرفة أن سيد الخلق وأكملهم صلى الله عليه وسلم كما في الصحيح عن عائشة رضي الله عنها قالت: "ما ضرب رسول الله صلى الله عليه وسلم شيئاً قط، ولا امرأة ولا خادماً، إلا أن يجاهد في سبيل الله، وما نيل منه شيء قط فينتقم من صاحبه إلا أن ينتهك شيء من محارم الله، فينتقم لله عز وجل"
وروى أبو داود عن إياس بن عبد الله بن أبي ذباب، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "لا تضربوا إماء الله"، فجاء عمر إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال: ذئرن النساء على أزواجهن، فَرَخَص في ضربهن، فأطاف بآل رسول الله - صلى الله عليه وسلم - نساء كثير يشكون أزواجهن، فقال النبي صلى الله عليه وسلم: "لقد طاف بآل محمد نساء كثير يشكون أزواجهن ليس أولئك بخياركم".
وروى أبو داود، عن معاوية بن حيدة قال: قلت يا رسول الله: ما حق زوجة أحدنا عليه؟ قال: "أن تطعمها إذا طعمت وتكسوها إذا اكتسيت، ولا تضرب الوجه ولا تقبح ولا تهجر إلا في البيت.
إذا تقرر هذا؛ ظهر أنه لا يجوز للسائل أن يضرب زوجته كما ذكر وأنه يجب عليه، العمل بما ذكرنا من وسائل جهاد النفس.
أما الطلاق، فإن كان متيقنًا أو يغلب على ظنه، أنه قال لأمه إن زوجته طالق، فالطلاق يقع، أما إن كان لا يذكر بسبب شدة الغضب أو غيره، فالقول ما قالت أمك ولا يقع الطلاق، لأن هذا القول ليس طلاقًا، وإنما هو وعد بالطلاق ،، والله أعلم.
خالد عبد المنعم الرفاعي
يعمل مفتيًا ومستشارًا شرعيًّا بموقع الألوكة، وموقع طريق الإسلام
- التصنيف:
- المصدر: