أمي واكتئاب بعد التقاعد من العمل
ليحذر المحيطين بها من الكلام الجارح للمشاعر، واشعريها بسعادتها بقضاء أوقاتاً كثيرة ممتعة معها بعد سنوات من الانشغال في العمل. وانصحيها بالإقبال على الله تعالى بالذكر، وتلاوة القرآن، والدعاء، والحفاظ على الأوراد التي كان العمل عائقًا لإتمامها، وأن تبدأ في حفظ القرآن الكريم. كما أنصحكم بعرضها على طبيب نفسي. واستمري في مساعدتها في عمل المنزل برًا.
السلام عليكم ورحمة الله.. والدتي كانت تعمل لمدة ٣٥ سنة وفي آخر ٦ أعوام كنت أقوم أنا بأعمال المنزل حتى أملئ التقصير في المنزل وحتى أقوم ببرها هي وأبي بقدر المستطاع .. لكن هذه السنة تم طردها من الوظيفة فأصبحت في المنزل تنام طوال اليوم بدون صلاة وبدون أكل ووالدي لا يكلمها أنا واخواني دائما ننصحها لكنها تقول هذا فعل لا ارادي مني ولا استطيع غير النوم .. ف انا في حيرة من أمري هل أترك عمل المنزل حتى تقوم هي به وتصبح تحت الأمر الواقع أم هذا سيبصح تقصيرا مني وعقوق .. أنصحها أم أتركها لانها تنزعج في الوضعين . أفتوني أرجوكم
الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله وصحبه ومن والاه، أما بعد:
فإن ما تمر به أمك هو نوع من اكتئاب بعد التقاعد، حيث يشعر المتقاعد بالعزلة ويدخل في حالة من الصمت، ولظنها أن التقاعد هو نهاية العالم، وأنه لم تعد هناك جدوى من الحياة، ومن ثم تتقوقع داخل نفسها وتهرب بالنوم، لشعورها بعدم القيمة أو قلة النفع بل الدونية.
فكثير ممن عمل لمدد طويلة يربط بين التقاعد وفقد المزايا المرتبطة بالعمل، سواء من الناحية المادية، أو المكانة الاجتماعية، ومن ثمّ يميل إلى العزلة والوحدة ويغرق في الملل والفراغ، فإن كان في دينه رقة أصيب بالإحباط الشديد، وتراجعت حالته الصحية، وترك الفرائض.
إذا علم هذا فيجب عليكم كأسرة مساعدة الوالدة للخروج من أزمتها، وأشعروها أن التقاعد ليس نهاية الحياة، بل هو بداية مرحلة عمرية يجب أن نستغلها ونعيشها بأفضل ما يكون، وأن نستفيد بما جمعناه من تجارب حياتية وخبرات عملية، وحكمة وحسن نظر في العواقب ومآلات الأمور.
وأنه يمكنها توظيف مهاراتها في بعض المشاريع البسيطة أو الأعمال المناسبة،
والخروج للتنزه والقيام بالأنشطة الترفيهية، وتجديد النشاط؛ حتى تخفف الضغوط النفسية.
كما يمكنها المشاركة في الأنشطة الاجتماعية أو الخيرية.
وليحذر المحيطين بها من الكلام الجارح للمشاعر، واشعريها بسعادتها بقضاء أوقاتاً كثيرة ممتعة معها بعد سنوات من الانشغال في العمل.
وانصحيها بالإقبال على الله تعالى بالذكر، وتلاوة القرآن، والدعاء، والحفاظ على الأوراد التي كان العمل عائقًا لإتمامها، وأن تبدأ في حفظ القرآن الكريم.
كما أنصحكم بعرضها على طبيب نفسي.
واستمري في مساعدتها في عمل المنزل برًا،، والله أعلم.
خالد عبد المنعم الرفاعي
يعمل مفتيًا ومستشارًا شرعيًّا بموقع الألوكة، وموقع طريق الإسلام
- التصنيف:
- المصدر: