كيفيه التوبه مكالمات الفيديو الاباحيه بالإنترنت
من لوازم التوبة الابتعاد عن أسباب المعصية، وكلِّ ما يؤدي إليها، والعزمُ على عدم العود إليه، والإكثار من الأعمال الصالحة، ومخالطة أهل الخير، ومجانبة أهل الشر
اقوم بذنب عظيم وكلما اتوب أعود مره اخرى أمارس الاباحيه مع أشخاص مجهولين لا اعرفهم ولا يعرفوني وكلا منا يعرض نفسه ارجو حل فقد تدمرت حياتي ومات قلبي وأريد أن اتوب و عندما اصلي لا أشعر باي تغير رجاء الافاده
الحمدُ لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله وصَحْبِه ومَن والاه، أمَّا بعدُ:
فلا شك أن ما تفعله من ممارسة الجنس عبر الانترنت من القاذورات التي يُعلم قبحها ببداهة الشرع والعقل، وما تشعر به من قساوةِ القَلب، والغفلة عن الله تعالى وعن ذِكْره، هو نتاج طبيعي لذلك الذنب القبيح، فإطلاقُ العنان للنفس في مثل هذه الأمور يؤدي إلى إمراض النَّفس، وقسوة القلب، والزُّهدِ في الحلال، والتَّجرؤ على ارتِكاب الفواحش والمعاصي، والتَّهاون فيها.
وقد أمر الله - سبحانه وتعالى – كل منِ وقع في الحرام بالمبادرة و المسارعة إلى التوبة النصوح، والاستغفار، والندم على التفريط، فالتَّائبَ من الذَّنب كَمَن لا ذَنْبَ له، قال تعالى: {وَإِنِّي لَغَفَّارٌ لِمَنْ تَابَ وَآمَنَ وَعَمِلَ صَالِحًا ثُمَّ اهْتَدَى} [طه: 82]، وقال سبحانه: {قُلْ يَاعِبَادِيَ الَّذِينَ أَسْرَفُوا عَلَى أَنْفُسِهِمْ لَا تَقْنَطُوا مِنْ رَحْمَةِ اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ يَغْفِرُ الذُّنُوبَ جَمِيعًا إِنَّهُ هُوَ الْغَفُورُ الرَّحِيمُ } [الزمر: 53]، ومن لوازم التوبة الابتعاد عن أسباب المعصية، وكلِّ ما يؤدي إليها، والعزمُ على عدم العود إليه، والإكثار من الأعمال الصالحة، ومخالطة أهل الخير، ومجانبة أهل الشر؛ قال تعالى: {وَأَقِمِ الصَّلاةَ طَرَفَيِ النَّهَارِ وَزُلَفًا مِنَ اللَّيْلِ إِنَّ الْحَسَنَاتِ يُذْهِبْنَ السَّيِّئَاتِ ذَلِكَ ذِكْرَى لِلذَّاكِرِينَ وَاصْبِرْ فَإِنَّ اللَّهَ لاَ يُضِيعُ أَجْرَ الْمُحْسِنِينَ} [سورة هود: 114،115].
ومِمَّا يُساعد على التَّخلُّص من تلك الذنوب المقيتة أمور كثيرة، منها:
* المحافظة على واجبات الشريعة، ومن أعظمها الصلاة في أوقاتها، وعدم التفريط في شيءٍ منها، مع الالتِزام بسائر أحكام الشرع؛ فالله - سبحانه - يقول: {وَلَوْ أَنَّهُمْ فَعَلُوا مَا يُوعَظُونَ بِهِ لَكَانَ خَيْرًا لَهُمْ وَأَشَدَّ تَثْبِيتًا} [النساء: 66]، وقال سبحانه {اتْلُ مَا أُوحِيَ إِلَيْكَ مِنَ الْكِتَابِ وَأَقِمِ الصَّلَاةَ إِنَّ الصَّلَاةَ تَنْهَى عَنِ الْفَحْشَاءِ وَالْمُنْكَرِ وَلَذِكْرُ اللَّهِ أَكْبَرُ وَاللَّهُ يَعْلَمُ مَا تَصْنَعُونَ} [العنكبوت: 45].
*الابتعاد كليًا عن مثيرات الشَّهوة، ومن تصفح المواقع المشبوهة على شبكة الانترنت، والاستِماع إلى الأغاني الماجنة، والنَّظر إلى الصُّور الخليعة، وغير ذلك مما يعين على حَسم مادة الشر والمعصية، وسد جميع الذرائع الموصلة إليها، ودفع ما يفضي للوقوع فيها.
*شغل النفس بالطاعات والمباحات، والاشتغال بما ينفع، مع كثرة الصيام؛ فهو العلاج النبوي لفرط الشهوة، وعدم الاستِسْلام للأفكار السيئة، واستبدال الجلوس أمام الحاسوب برفقة صالحة مؤمنة؛ فصحبة الصالحين تغري بالصلاح، والصاحب ساحب والطباع سراقة، وإنما يأكل الذئب من الغنم القاصية.
* البعد عن التجمعات المختلطة، التي تَظْهر فيها المَفاتن، ولا تُراعَى الحدود، فالفتن إنما تأخذ كل من تعرض لها، خصوصًا في هذا الزمان؛ ولذلك أمر النبي - صلى الله عليه وسلم – بالبعد عنها، فقال: "ستكون فتنة القاعد فيها خير من القائم، والقائم فيها خير من الماشي، والماشي فيها خير من الساعي، من يستشرف لها تستشرفه، ومن وجد فيها ملجأ فليعذ به"
* كثرة ذكر الله تعالى، ومن أعظم ذلك الأذكار التي تقال في اختلاف الأحوال كأذكار الصباح والمساء وبعد الصلوات وعند النوم وغيرها كثير، وتجدها وغيرها في كُتيب: "حصن المسلم"، أو الأذكار للنووي.
* قراءة القرآن الكريم بتدبر؛ قال تعالى: {يَا أَيُّهَا النَّاسُ قَدْ جَاءَتْكُمْ مَوْعِظَةٌ مِنْ رَبِّكُمْ وَشِفَاءٌ لِمَا فِي الصُّدُورِ وَهُدًى وَرَحْمَةٌ لِلْمُؤْمِنِينَ [يونس: 57]، وقال سبحانه وتعالى: {كَذَلِكَ لِنُثَبِّتَ بِهِ فُؤَادَكَ وَرَتَّلْنَاهُ تَرْتِيلًا} [الفرقان: 32].
*هذا؛ ومن أعظم ما يعينك على ترك الحرام، والاستقامة والثبات على الحق حفظ خواطرك؛ فإن النظرة تولد خطرة، ثم تولد الخطرة فكرة، ثم تولد الفكرة شهوة، ثم تولد الشهوة إرادة، ثم تقوى فتصير عزيمة جازمة، فيقع الفعل ولا بد ما لم يمنعْ منه مانعٌ، وفي هذا قيل: الصبرُ على غض البصر أيسر مِن الصبر على ألم ما بعده. كما قال شيخ الإسلام ابن القيم في كتابه الجواب الكافي (ص: 153).
*صدق اللجوء إلى الله تعالى والتضرُّع إليه ؛ فالدعاء من أعظم الأسباب الجالبة للخير، المانعة من الشر، وكلَّما استخفَّكِ الشيطان وقهرَتْك نفسك، فافزَعِي إلى الله بالتوبة، واصدق في الالتجاء إلى الله تعالى، بالضراعة والدعاء بالمأثور وغيره أن يعصمك الله تعالى، ومن أجمع الأدعية: اللهم إني أعوذ بك من شر سمعي، ومن شر بصري، ومن شر لساني، ومن شر قلبي، ومن شر منيي، اللهم إني أسألك الهدى والتقى والعفاف والغنى، اللهم عالم الغيب والشهادة فاطر السموات والأرض رب كل شيء ومليكه، أشهد أن لا إله إلا أنت، أعوذ بك من شر نفسي وشر الشيطان وشركه، وأن أقترف على نفسي سوءا، أو أجره إلى مسلم، اللهم إني أسألك فعل الخيرات وترك المنكرات، وحب المساكين، وأن تغفر لي وترحمني، وإذا أردت فتنة في قوم فتوفني غير مفتون، وأسألك حبك وحب من يحبك وحب عمل يقربني إلى حبك،، والله أعلم.
خالد عبد المنعم الرفاعي
يعمل مفتيًا ومستشارًا شرعيًّا بموقع الألوكة، وموقع طريق الإسلام
- التصنيف:
- المصدر: