ما حكم المرأة التي تعجب برجل غير زوجها؟
الواجب الشرعي على من ابتلي بهذا الحب ولا سبيل له للارتباط بالمحبوب أن يجاهد نفسه ويغض بصره، ولا يَسْعَ إلى مُحرَّم؛ كخَلْوة، أو مجالسة، أو محادثة.
حكم المرأة التي تعجب برجل غير الزوج وهذا من نزغ الشيطان، ارجو بياان الحكم الشرعي للمرأة التي تشعر بهذا الشعور الاجباري وهي تعتبرة نزغ من الشيطان اللعين
الحمدُ للهِ، والصلاةُ والسلامُ على رسولِ اللهِ، وعلى آلِهِ وصحبِهِ ومن والاهُ، أمَّا بعدُ:
فالحب بين الجنسين أنواع منها الحرام وهو ما حصل بكسبه، أو تمادى فيه حتى دفع صاحبه للحرام، ومنه ما يعذر صاحبه وهو ما وقع في القلب بغير كسبه، ولا سعى إليه، فهذا لا يلام عليه؛ لأن الله سبحانه إنما يحاسب الإنسان على كسبه وإرادته وعمله الداخل تحت إرادته، فإن اتقى المحب ربه وغض بصره، ولم يتعد دائرة الإعجاب ولم يسع إلى محرَّم، كخلوة ومجالسة ومحادثة، أو إلى انشغال عن الواجبات فإنه معذور حتى يجد سبيلاً إلى الزواج، وفي مِثْلِ هذا قال النَّبيُّ - صلَّى الله عليْه وسلَّم -: "لَم يُرَ للمتحابَّين مثلُ النِّكاحِ"؛ رواه ابن ماجهْ.
والواجب الشرعي على من ابتلي بهذا الحب ولا سبيل له للارتباط بالمحبوب أن يجاهد نفسه ويغض بصره، ولا يَسْعَ إلى مُحرَّمٍ؛ كخَلْوَةٍ، أو مجالسةٍ، أو محادثةٍ، أو إلى انشغالٍ عن الواجبات، بل يصرفَ قلبه عن محبوبه؛ حتى لا يَقَعَ فيما يُغْضِبُ الله تعالى، خصوصًا إن كان المحب امرأة؛ فإنه لا سبيل لها إلا بمعصية الله، خصوصًا إن كانت زوجة!
هذا؛ وقد ذكر العلامة ابن القيم طرقًا لعلاج الحب المتمكن من القلب فقال:
"،وعشق الصور إنما تبتلى به القلوب الفارغة من محبة الله تعالى المعرضة عنه، المتعوضة بغيره عنه، فإذا امتلأ القلب من محبة الله والشوق إلى لقائه، دفع ذلك عنه مرض عشق الصور، ولهذا قال تعالى في حق يوسف: {وَلَقَدْ هَمَّتْ بِهِ وَهَمَّ بِهَا لَوْلا أَنْ رَأى بُرْهَانَ رَبِّهِ كَذَلِكَ لِنَصْرِفَ عَنْهُ السُّوءَ وَالْفَحْشَاءَ إِنَّهُ مِنْ عِبَادِنَا الْمُخْلَصِينَ} فدل على أن الإخلاص سبب لدفع العشق وما يترتب عليه من السوء والفحشاء التي هي ثمرته ونتيجته، فصرف المسبب صرف لسببه، ثم وصف طرقاً لعلاج للعشق نلخصها في النقاط التالية:
- الزواج -إذا كان ممكناً- وهو أصل العلاج وأنفعه.
- إشعار نفسه اليأس منه– إن لم يوجد سبيل للزواج- فإن النفس متى يئست من الشيء استراحت منه ولم تلتفت إليه.
- النظر إلى ما تجلب عليه هذه الشهوة من مفاسد وما تمنعه من مصالح. فإنها أجلب شيء لمفاسد الدنيا، وأعظم شيء تعطيلاً لمصالحها، فإنها تحول بين العبد وبين رشده الذي هو ملاك أمره، وقوام مصالحه.
ثم قال: "فإن عجزت عنه هذه الأدوية كلها لم يبق له إلا صدق اللجأ إلى من يجيب المضطر إذا دعاه، وليطرح نفسه بين يديه على بابه، مستغيثاً به، متضرعاً متذللاً، مستكيناً، فمتى وفق لذلك، فقد قرع باب التوفيق" .
وننصح بقراءة كتاب الداء والدواء فقد صنفه صاحبه لعلاج هذا الداء العضال،،والله أعلم.
خالد عبد المنعم الرفاعي
يعمل مفتيًا ومستشارًا شرعيًّا بموقع الألوكة، وموقع طريق الإسلام
- التصنيف:
- المصدر: