القرض الربوي من أجل الزواج
الاقتراض من البنوك الربوية لا يجوز؛ لأنه عين الرِّبا، الذي هو من كبائر الذنوب، ولا يجوز أبدًا اللجوء إليه إلا في حالة الضرورة الملجئة لحفظ لدين، والنفس، والنسل، والعقل، والمال.
السلام عليكم شيخنا انا شاب مقبل علي الزواج و ليس معي اموال كافيه لذلك نتيجه لانني كنت عاطلا عن العمل لفتره طويله تصل لثمانية اشهر حتي من الله علي بعمل جيد جدا و لكن المرتب لم يكن يكفي مصاريف الزواج فأضطررت للاقتراض من خالتي لاتمام الزواج و بالفعل استخدمت الدين و هو 10000 جنيه في تسديد بعض الاقساط و لكن متبقي الكثير فاستلفت اموال من والدتي و لكن يشاء الله ان تمرض و تدخل للعنايه المركزه نتيجة لجلطه في القلب و امراض في الكلي و الصدر و بعد ان شافاها الله و عافاها و خرجت من المستشفي لم تستطع العوده الي المنزل و ذهبت لتكون عند خالاتي لاننا نسكن في الطابق الرابع و ليس لدينا مصعد و يشاء الله مره اخري ان تدخل العنايه المركزه مره اخري و هي تحتاج لمرافقه دائمه و لاشخاص معها دائما و انا عملي في محافظه اخري اسافر في بداية اليوم و اعود اخره و خالاتي لا تسطعن مرافقتها طول الوقت حتي اتم الباقي من الزواج لانهم لديهم مشاغلهم الشخصيه فهل يا شيخنا يممكني ان استعين بقرض من بنك بمقدار ما احتاجه فقط لاتمام الزواج مع العلم اني لن اقيم اي حفلات افراح بل كتب كتاب فقط و اني و الله مافكرت في القرض الا بعد ان سدت الدنيا حيث اني كنت اخطط لزواجي ان يكون العام القادم بمشيئة الله تعالي و اني لا اجد سبيل اخر و اني و الله لا ابغي العدوان و انا فكرت في القرض الحسن و لا تنطبق علي شروطها و لست من فئات مستحقي الزكاه
فالاقتراض من البنوك الربوية لا يجوز؛ لأنه عين الرِّبا، الذي هو من كبائر الذنوب، ولا يجوز أبدًا اللجوء إليه إلا في حالة الضرورة الملجئة لحفظ لدين، والنفس، والنسل، والعقل، والمال؛ قال الله تعالى:{فَمَنِ اضْطُرَّ غَيْرَ بَاغٍ وَلَا عَادٍ فَلَا إِثْمَ عَلَيْهِ إِنَّ اللَّهَ غَفُورٌ رَحِيمٌ} [البقرة: 173]، والضَّرورة تقدَّر بقدرها، والزَّواج من الحاجيات وليس من الضرورات فلا يَجوزُ أخذُ قرْضٍ ربويٍّ له؛ فالقرض الربوي كما تعلم من أكبر الكبائر ولا يجوز الإقدام عليه إلا عند الضررورة القصوى لحفظ النفس.
وتأمل كيف أن الله أمر بالاستعفاف عند عدم المقدرة على نفقات الزواج، قال تعالى: {وَلْيَسْتَعْفِفِ الَّذِينَ لا يَجِدُونَ نِكَاحًا حَتَّى يُغْنِيَهُمُ اللَّهُ مِنْ فَضْلِهِ} [النور: 33].
فَعَلَيْك أن تأْخُذَ بالأسباب المشروعة اللازمة لذلك، وأن تَعْمَل وتَجِدّ وتتوكَّل على الله؛ قال - صلى الله عليه وسلَّم -: "لو توكَّلتُم على الله حقَّ توكُّله لَزَرَقَكم كما يرزُق الطَّير؛ تغدو خِماصًا وتَروح بِطانًا"؛ رواه التّرمذي.
قال تعالى: {وَمَنْ يَتَّقِ اللَّهَ يَجْعَلْ لَهُ مَخْرَجًا * وَيَرْزُقْهُ مِنْ حَيْثُ لَا يَحْتَسِبُ وَمَنْ يَتَوَكَّلْ عَلَى اللَّهِ فَهُوَ حَسْبُهُ} [الطلاق: 2 - 3].
وقال - صلى الله عليه وسلَّم -: "ثلاثةٌ حقٌّ على الله عونُهم: المُجاهِد في سبيل الله، والمكاتب الذي يُرِيد الأداء، والنَّاكح الذي يُرِيدُ العفاف"؛ رواه أحمد، والنسائى، والترمذي وحسنه، عن أبى هريرة.
وإذا تاقَتْ نفسُك للزَّواج، وثارتْ عليْكَ غريزتُك فعَلَيْك بِالصَّوم؛ كما أرشد النبيُّ - صلى الله عليه وسلَّم - عن عبدالله بن مسعود - رضِي الله عنْه - قال: قال رسول الله - صلَّى الله عليه وسلَّم -: "يا معشرَ الشباب منِ استطاع منكم الباءَةَ فَلْيَتزوَّج؛ فإنَّه أحْصَنُ للفَرْجِ، وأغضُّ للبَصر، ومَن لم يَسْتَطِعْ فعليْه بالصَّوم فإنه له وجاء"؛ متَّفق عليه، ومعنى قوله: "وجاء" أي وقاية من الوقوع في الحرام،، والله أعلم.
خالد عبد المنعم الرفاعي
يعمل مفتيًا ومستشارًا شرعيًّا بموقع الألوكة، وموقع طريق الإسلام
- التصنيف:
- المصدر: