النوافل التي يستحب للمرء أن يلازمها قبل وبعد الفرائض
ما هي النوافل التي يستحب للمرء أن يلازمها قبل وبعد الفرائض، وهل هناك عدد معين؟ جزاكم الله خيراً، ذلكم أنه يصلي خمس ركعات أحيانا قبل الظهر، وأحيانا أربع ركعات، لكنه في هذه الرسالة يرجوا التوجيه الرشيد جزاكم الله خيرا؟
النوافل المشروعة مع الفرائض التي كان النبي يحافظ عليها -عليه الصلاة والسلام- ويلازمها، اثنتا عشرة ركعة، هذه رواتب وتسمى نوافل، كان الرسول ﷺ يحافظ عليها، كما ثبت ذلك من حديث ابن عمر وعائشة وأم حبيبة وغيرهم.
وهي أربع قبل الظهر تسليمتان، وثنتان بعد الظهر، وثنتان بعد المغرب، وثنتان بعد العشاء، وثنتان قبل صلاة الصبح، هذي يقال: لها الرواتب، ويقال لها: النوافل المؤكدة، يقول ابن عمر حفظ من النبي ﷺ عشر ركعات: ثنتين قبل الظهر، وثنتين بعدها، وثنتين بعد المغرب، وثنتين بعد العشاء، وثنتين قبل صلاة الصبح، وثنتين بعد صلاة الجمعة في بيته، قال: فأما المغرب والعشاء والفجر والجمعة ففي بيته، وقالت عائشة -رضي الله عنها-: (كان يصلي قبل الظهر أربعاً) كان لا يدع أربعاً قبل الظهر هذا مما حفظته عائشة وحفظته أم سلمة أيضاً، فدل ذلك على أن الأكمل أربع قبل الظهر، وإذا اقتصر على ثنتين كما قال ابن عمر كفى ذلك.
ولكن الأفضل مثل ما دل عليه حديث عائشة وأم حبيبة، إنه يصلى أربعا قبل الظهر بتسليمتين، فيكون الجميع ثنتي عشرة ركعة، هذا هو الكمال وهذا هو المحفوظ عن النبي ﷺ.
وإن زاد على هذا فصلى بعد الظهر أربعاً، بزيادة ثنتين بعد الظهر، فهذا أيضاً مستحب تقول أم حبيبة -رضي الله عنها- عن النبي ﷺ أنه قال: «من صلى أربعاً قبل الظهر وأربعاً بعدها حرمه الله عن النار»، وفي لفظ آخر: من حافظ على أربع قبل الظهر وأربع بعدها حرمه الله على النار، يعني ثنتين ثنتين، كما في الحديث: صلاة الليل والنهار مثنى مثنى.
وهكذا يستحب إن يصلى أربع قبل العصر، وليست راتبة لكنها مستحبة، يقول النبي ﷺ: رحم الله امرأ صلى أربعاً قبل العصر، وهكذا كونه يصلى ثنتين بعد المغرب بعد الأذان، وثنتين قبل العشاء بعد الأذان مستحبة أيضاً، يقول النبي ﷺ: بين كل أذانين صلاة، بين كل أذانين صلاة، بين كل أذانين صلاة، ثم قال: لمن شاء، ليعلم الناس أن هذا ليس بواجب ولكنه مستحب، هذه هي المستحبات وليست رواتب، ثنتين قبل المغرب وثنتين قبل العشاء، أربع قبل العصر هذه مستحبة وليست راتبة، ثنتين بعد الظهر زيادة على الراتبة تكون أربع بعد الظهر مستحبة كما تقدمت الأحاديث.
كذلك سنة الضحى مستحبة دائماً، ركعتان في الضحى، يصلي ركعتان في الضحى هذه سنة مؤكدة، وكان النبي ﷺ أوصى بها جماعة من أصحابه في نفل الضحى، وقال في حديث أبو ذر: كل تسبيحة صدقة وكل تهليلة صدقة وكل تحميدة صدقة وكل تكبيرة صدقة، وأمر بمعروف صدقة، ونهي عن منكر صدقة.... قال: ويكفي من ذلك ركعتان تركعهما من الضحى رواه مسلم في صحيحه، فدل ذلك على أهمية الركعتين أنها تقوم مقام الصدقات التي علمها الرسول للنساء، وقال أبو هريرة رضى الله عنه وأبو الدرداء كل واحد منهم يقول: أوصاني رسول الله بصلاة الضحى، بركعتي الضحى.
قالت عائشة -رضي الله عنها- كان الرسول يصلي الضحى أربعاً ويزيد ما شاء الله. فالحاصل أن صلاة الضحى سنة مؤكدة، فالرسول ﷺ ربما فعلها وربما تركها لئلا يشق على أمته لكنه أوصى بها ووصيته أأكد من فعله، ودل ذلك على أنها متأكدة في جميع الأيام من ارتفاع الشمس إلى وقوف الشمس، وإذا اشتد الضحى، إذا اشتدت الشمس يكون أفضل، يقول النبي ﷺ: صلاة الأوابين حين ترمض الفصال من حين يشتد الحر على أولاد الإبل، يعلم الضحى وشدة الضحى تكون أفضل وإن صلاها بعد ارتفاع الشمس فلا بأس.
عبد العزيز بن باز
المفتي العام للمملكة العربية السعودية سابقا -رحمه الله-
- التصنيف:
- المصدر: