الأجر في المشي للجمعة
في الحديث الوارد في فضل المشي للجمعة عن أوس بن أوس الثقفي عن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: «مَنْ اغْتَسَلَ يَوْمَ الْجُمُعَةِ وَغَسَّلَ ، وَبَكَّرَ وَابْتَكَرَ ، وَدَنَا وَاسْتَمَعَ وَأَنْصَتَ ، كَانَ لَهُ بِكُلِّ خُطْوَةٍ يَخْطُوهَا أَجْرُ سَنَةٍ صِيَامُهَا وَقِيَامُهَا». رواه الترمذي (496) . وصححه الألباني في "صحيح الترمذي" (410).
ألا يُعتبر هذا قدرا كبيرًا من الأجر يمكن كسبه كل أسبوع، بينما تكون ليلة القدر مرة كل عام وتوصف بأنها "خير من ألف شهر" في القرآن بدلا من ألف سنة؟ كذلك يمكن للمرء بسهولة أن يخطو ألف خطوة في الطريق إلى المسجد كل أسبوع والتي سوف يحصل على أجر صيام وقيام ألف سنة؟
الحمد لله.
سبق الكلام على الحديث المشار إليه في سؤالك.
وأما ما سؤالك كيف يعقل كون هذا الأجر العظيم في هذا العمل اليسير
فجوابه:
أولا: أن فضل الله عظيم، فهو الشكور الذي يعطي الجزيل من الأجر على القليل من العمل، ولذا جاء في بعض روايات هذا الحديث قوله صلى الله عليه وسلم: «وَذَلِكَ عَلَى اللَّهِ يَسِيرٌ» كما عند عبد الرزاق في "مصنفه" (5570) .
وقد قال ابن حجر الهيتمي في "تحفة المحتاج" (2/471):" قِيلَ لَيْسَ فِي السُّنَّةِ فِي خَبَرٍ صَحِيحٍ أَكْثَرُ مِنْ هَذَا الثَّوَابِ ؛ فَلْيُتَنَبَّهْ لَهُ " انتهى .
وقال القاري في "مرقاة المفاتيح" (3/1035):" قَالَ بَعْضُ الْأَئِمَّةِ: لَمْ نَسْمَعْ مِنَ الشَّرِيعَةِ حَدِيثًا صَحِيحًا، مُشْتَمِلًا عَلَى مِثْلِ هَذَا الثَّوَابِ ؛ أَيْ: فَيَتَأَكَّدَ الْعَمَلُ لِيُنَالَ الْأَمَلُ " انتهى .
فليس العجب من ثبوته، ففضل الله لا يحيط به مخلوق، وإنما العجب من تفريطنا فيه، مع علمنا بثبوته، وانظر، ترَ !! والله المستعان .
ثانيا: أن هذا الأجر العظيم إنما يتحقق بمجموع ما جاء في الحديث، من الاغتسال والتنظف، والتبكير للصلاة، والمشي إليها دون الركوب، والدنو من الإمام، والاستماع إلى الخطبة والإنصات وعدم العبث ؛ وهذه قلّ من يحصلها جميعا، ويعمل بها، كما هو مشاهد من أحوال الناس .
وخلاصة الجواب:
أن الفضل العظيم في هذا الحديث يليق بعظيم فضل الله، متى جمع العبد بين ما جاء في الحديث ولم يترك منها شيئا، وذلك على الله يسير، فإنه لن يهلك على الله إلا هالك ؛ ومن استكثر، فالله أكثر!!
الشبكة الإسلامية
موقع الشبكة الإسلامية
- التصنيف: