طلب العون من غير الله تعالى
منذ 2006-12-01
السؤال: عندي سؤال عن جواز طلب العون من غير الله من مثل الأنبياء والأولياء
باعتبار كونه من الشرك، لقد سألت أحد المشايخ عن ذلك فأجابني بقوله:
"ليس من الشرك طلب العون من النبي صلى الله عليه وسلم أو الولي، ففي
سورة الفاتحة أُمرنا بشيئين: عبادة الله وحده، ثم طلب الاستعانة
بالله، فليس هناك من يستحق العبادة إلا الله، ولكن بالنسبة للاستعانة
فهناك استعانة حقيقية وأخرى مجازية فنحن نؤمن أن المعين الحقيقي هو
الله، ولكن الاستعانة بالنبي والولي هي استعانة مجازية، وهم يعينوننا
بعون من الله". ما هي وجهة نظركم فيما ذكره هذا الشيخ؟
الإجابة: الحمد لله، قال الله عز وجل: {إياك نعبد
وإياك نستعين} أي: لا نعبد غيرك ولا نستعين بغيرك، وقال صلى
الله عليه وسلم لابن عباس رضي الله عنهما: " " (الترمذي: 2516، وأحمد: 2664، وقال الترمذي حسن
صحيح).
والأمور التي يطلب العون فيها نوعان: منها ما لا يقدر عليه إلا الله فهذا لا تجوز الاستعانة فيه إلا بالله كمغفرة الذنوب، والنجاة من النار، والتوفيق للإيمان، وصلاح الأولاد، وتيسير الأمور.
ومنها ما يقدر عليه المخلوق، كإعانة الإنسان في حمله على دابته، أو حمل متاعه عليها كما في الحديث: " " الحديث (البخاري: 2707، ومسلم: 8009)، وكدلالة الإنسان على الطريق، ومن ذلك التعاون على البر والتقوى، ويدخل في ذلك التآمر بالمعروف والتناهي عن المنكر.
والنبي والولي هما من البشر، فهما في الحياة يقدران على بعض الأمور، يقدران على الجهاد وعلى نصر المظلوم، والدعاء للمؤمنين عموماً وخصوصاً فتجوز الاستعانة بهم في مثل هذه الأمور ما داموا في الحياة، وأما بعد الموت فإنهم لا يقدرون على شيء من ذلك، فلا يجوز طلب الدعاء منهم، ولا طلب قضاء الحوائج، فلا يقدرون على نصرِ مظلومٍ، ولا على جهادِ عدوٍ، ولهذا عدل الصحابة رضي الله عنهم بعد موت النبي صلى الله عليه وسلم إلى الاستسقاء بالعباس رضي الله عنه، فكانوا في حياة النبي صلى الله عليه وسلم يستسقون به كما قال عمر رضي الله عنه: "اللهم إنا كنا نتوسل إليك بنبينا صلى الله عليه وسلم فتسقينا، وإنا نتوسل إليك بعم نبينا فاسقنا، قال: فيسقون"، ولم يكن أحد من الصحابة رضي الله عنهم يأتي إلى قبر النبي صلى الله عليه وسلم يسأله الدعاء أو حاجة من الحوائج.
فقول هذا الشيخ: "إن الاستعانة نوعان: حقيقية ومجازية، وأن الاستعانة بالأنبياء بعد موتهم استعانة مجازية"، قوله هذا باطل لأنه يتضمن جواز الاستعانة بالنبي والولي بعد موتهما، وهذا هو عمل المشركين الذين يدعون الملائكة والأنبياء والصالحين، ويطلبون منهم قضاء الحوائج، فهذا الشيخ شيخ ضلالة فيجب الحذر من الاغترار بأقواله وتمويهه، حيث زعم أن الاستعانة نوعان: حقيقة ومجازية، والصواب أن الاستعانة بالله حقيقية، والاستعانة بالمخلوق فيما يقدر عليه استعانة حقيقية، ولكن إعانة المخلوق للمخلوق ما هي إلا سبب من الأسباب فلا يتم بها المراد إلا بمشيئة الله سبحانه وتعالى فيجب الفرق بين حق الله وحق المخلوق، وقدرة الله، وقدرة المخلوق، فالله على كل شيء قدير، وما شاء كان وما لم يشأ لم يكن، وأما المخلوق فقدرته محدودة، فقد يشاء ما لا يكون وقد يكون ما لا يشاء، فالأمر كله لله، والملك بيده، والخير بيده، وهو الذي يعطي ويمنع لا مانع لما أعطى، ولا معطي لما منع. والله أعلم.
والأمور التي يطلب العون فيها نوعان: منها ما لا يقدر عليه إلا الله فهذا لا تجوز الاستعانة فيه إلا بالله كمغفرة الذنوب، والنجاة من النار، والتوفيق للإيمان، وصلاح الأولاد، وتيسير الأمور.
ومنها ما يقدر عليه المخلوق، كإعانة الإنسان في حمله على دابته، أو حمل متاعه عليها كما في الحديث: " " الحديث (البخاري: 2707، ومسلم: 8009)، وكدلالة الإنسان على الطريق، ومن ذلك التعاون على البر والتقوى، ويدخل في ذلك التآمر بالمعروف والتناهي عن المنكر.
والنبي والولي هما من البشر، فهما في الحياة يقدران على بعض الأمور، يقدران على الجهاد وعلى نصر المظلوم، والدعاء للمؤمنين عموماً وخصوصاً فتجوز الاستعانة بهم في مثل هذه الأمور ما داموا في الحياة، وأما بعد الموت فإنهم لا يقدرون على شيء من ذلك، فلا يجوز طلب الدعاء منهم، ولا طلب قضاء الحوائج، فلا يقدرون على نصرِ مظلومٍ، ولا على جهادِ عدوٍ، ولهذا عدل الصحابة رضي الله عنهم بعد موت النبي صلى الله عليه وسلم إلى الاستسقاء بالعباس رضي الله عنه، فكانوا في حياة النبي صلى الله عليه وسلم يستسقون به كما قال عمر رضي الله عنه: "اللهم إنا كنا نتوسل إليك بنبينا صلى الله عليه وسلم فتسقينا، وإنا نتوسل إليك بعم نبينا فاسقنا، قال: فيسقون"، ولم يكن أحد من الصحابة رضي الله عنهم يأتي إلى قبر النبي صلى الله عليه وسلم يسأله الدعاء أو حاجة من الحوائج.
فقول هذا الشيخ: "إن الاستعانة نوعان: حقيقية ومجازية، وأن الاستعانة بالأنبياء بعد موتهم استعانة مجازية"، قوله هذا باطل لأنه يتضمن جواز الاستعانة بالنبي والولي بعد موتهما، وهذا هو عمل المشركين الذين يدعون الملائكة والأنبياء والصالحين، ويطلبون منهم قضاء الحوائج، فهذا الشيخ شيخ ضلالة فيجب الحذر من الاغترار بأقواله وتمويهه، حيث زعم أن الاستعانة نوعان: حقيقة ومجازية، والصواب أن الاستعانة بالله حقيقية، والاستعانة بالمخلوق فيما يقدر عليه استعانة حقيقية، ولكن إعانة المخلوق للمخلوق ما هي إلا سبب من الأسباب فلا يتم بها المراد إلا بمشيئة الله سبحانه وتعالى فيجب الفرق بين حق الله وحق المخلوق، وقدرة الله، وقدرة المخلوق، فالله على كل شيء قدير، وما شاء كان وما لم يشأ لم يكن، وأما المخلوق فقدرته محدودة، فقد يشاء ما لا يكون وقد يكون ما لا يشاء، فالأمر كله لله، والملك بيده، والخير بيده، وهو الذي يعطي ويمنع لا مانع لما أعطى، ولا معطي لما منع. والله أعلم.
عبد الرحمن بن ناصر البراك
عضو هيئة التدريس بجامعة الإمام محمد بن سعود
- التصنيف: