من أصر على المعصية لا يجالس

منذ 2006-12-01
السؤال: إنني شاب ولله الحمد محافظ على الصلوات الخمس وأحب تأديتها في المسجد، ولكن مشكلتي أنه يوجد لدي صديق، هو محافظ على الصلاة، لكنه يستمع الأغاني، وثوبه أسفل من الكعبين، وتوجد صور مكبرة ومعلقة في بيته، وعندما قلت له: إن كل هذا حرام، قال: إن الله يغفر إلا الإشراك به سبحانه وتعالى. فماذا علي أن أعمل معه؟ رغم أنه يعلم أنها حرام، وقرأ الكتب التي تثبت ذلك. وما حكم من رأى منكراً ولم ينصح صاحبه؟
الإجابة: مثل هذا الرجل لا تنبغي مجالسته لإصراره على المعاصي وإعلانه لها، وليس له حجة في قوله تعالى: {إِنَّ اللَّهَ لا يَغْفِرُ أَنْ يُشْرَكَ بِهِ وَيَغْفِرُ مَا دُونَ ذَلِكَ لِمَنْ يَشَاءُ}، فإنه ليس للعبد أن يقدم على المعاصي احتجاجاً بهذه الآية، فقد يكون ممن لا يشاء الله المغفرة له، وقد يعاقب بحرمانه المغفرة وبالطبع على قلبه. لإصراره وعدوانه وتهاونه وعصيانه أمر ربه الذي أمره بترك المعاصي وأداء الواجب.

وعلى المسلم نصيحة أخيه إذا رأى منه منكراً ولو كان يعلم منه أنه يعلم أنه منكر، عملاً بقول الله سبحانه وتعالى: {وَتَعَاوَنُوا عَلَى الْبِرِّ وَالتَّقْوَى}، وقوله عز وجل: {وَالْمُؤْمِنُونَ وَالْمُؤْمِنَاتُ بَعْضُهُمْ أَوْلِيَاءُ بَعْضٍ يَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَيَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنْكَرِ} الآية، وقول النبي صلى الله عليه وسلم: "الدين النصيحة" قيل: لمن يا رسول الله؟ قال: "لله ولكتابه ورسوله ولأئمة المسلمين وعامتهم"، وقوله صلى الله عليه وسلم: "من رأى منكم منكراً فليغيره بيده، فإن لم يستطع فبلسانه، فإن لم يستطع فبقلبه وذلك أضعف الإيمان" (رواه مسلم في صحيحه) وبالله التوفيق.

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

مجموع فتاوى و رسائل الشيخ عبدالعزيز بن عبدالله بن باز - المجلد الخامس.

عبد العزيز بن باز

المفتي العام للمملكة العربية السعودية سابقا -رحمه الله-