الفلوجة يا أمة الإسلام

منذ 2004-11-27

بسم الله نبدأ وعلى هدي نبيه صلى الله عليه وسلم نسير
أحبتي في الله ,

فلوجة الإسلام , منطقة موحدة تعداد سكانها لا يتعدى الخمسمائة ألف نسمة , فعلت ما لم تفعله أمة كاملة ، أثبتت بلسان حالها , وبحسن فعالها أنها توكلت على الله حسن التوكل , وآمنت به صحيح الإيمان ولم تخنع ولم تلن للأعداء جانباً,

أحداث الفلوجة تصفع كل من يؤمن بقوة الغرب المطلقة , وترده للإيمان بأن القوة لله جميعاً .

هاهم أعداء الإسلام كعادتهم يزيفون الحقائق , ويحولون هزائمهم إلى انتصارات ورقية , حتى لا يلاقوا اللوم من جانب شعوبهم الغافلة المستغفلة.

لله درك يا فلوجة الإسلام , سطرت لنا في زمن الوهن تاريخاً جديداً من البطولات , عسى أن يكون باب نصر قادم , أو نصل سيف صارم يسلطه الملك الجبار , الواحد القهار على رقاب الفجرة الكفار.

افتخر الأمريكان في بداية غزوهم للعراق بثقافة الجنس والعهر , وحاولوا تنديس الشرف التليد في أبي غريب وغيره من معتقلاتهم , وهاهم الآن يذوقون على أيدي الأطهار ويلات ما قدمت أيديهم .

نعم هذه هي الحقائق الدامغة , انتصارات الفلوجة تخبر عن نفسها , ويكفينا شرفاً أن أهلها ثبتوا وذادوا عن دينهم في وقت تخلى فيه عنهم الجميع , ووالله لو قدم أهل الفلوجة جميعاً أرواحهم لله وهم على هذه الحالة , فعزاءنا فيهم قول عمر لأبي سفيان يوم هزم المسلمون في أحد " قتلانا في الجنة وقتلاكم في النار"

ويكفينا ما تتناقله وسائل إعلامهم , عن معجزات يعز الله بها أهله , فهاهم ينشرون عن مجاهد واحد لا يقدر عليه ألف وخمسمائة مدجج , يقتل فيهم ويفعل الأفاعيل ثم لا يقدرون له على ظفر , هذا والله نصر الله يتنزل , وهذا إن شاء الله مدد السماء .

فيا أمة مدت أيديها إلى السماء في ليلي رمضان الخير , فاستجاب الله لها , هلا أقبلت على ربك , يا أمة. شرنا إليه صاعد , وخيره إلينا نازل , نبارزه بالمعاصي , بل بانتشار الشرك , حول الأولياء , وبترك تحكيم قانون السماء , وبتبذل الرجال والنساء , ثم نرفع أيدينا للسماء , فيستجيب الرحمن للدعاء, هلا نظفنا أيدينا من دنس المعاصي , ودعونا , ماذا عساه أن يرزقنا , لقد عصينا ودعونا فاستجيب لنا , فماذا بالله لو تبنا وأنبنا ثم دعونا { ولو أن أهل القرى آمنوا واتقوا لفتحنا عليهم بركات من السماء } .

يا أمة ربك كريم رحمن , يحب توبة التائبين ويفرح بعودة العائدين , فهلا تبنا , وهلا تواصينا فيما بيننا بالمعروف وتناهينا عن المنكر , معذرة منا إلى الله الكريم المنان .

رأينا بأعيننا أثر الدعاء في رمضان , من انتصارات سماوية لأهلنا في الفلوجة , رغم ما نحن فيه من ضعف , وهوان ومبارزة للرحمن بالمعاصي ليل نهار , في فضائيات فاجرة لا تراعي في مؤمن إلا ولاذمة .

فهلا تبنا وسارعنا عسى إن تبنا , ثم دعونا أن يعود الأقصى وتحرر العراق وتنتصر الشيشان , وتفيق من الذل أفغانستان , وترتمي في أحضان أمتها كشمير.

هذا رجاؤنا في الملك الكريم , ولكن علينا بالعود , علينا بالتوبة النصوح , علينا بالأمر بالمعروف والنهي عن المنكر , علينا بالعودة للتوحيد الخالص تعليما وتعلما وعملاً ودعوة , وليعلم كل منا أن السفينة واحدة , وأنه على ثغر , فإن كان الخرق من جهته فهو مسئول عن غرق السفينة , ولا تقلل من شأن نفسك , فكم من داعية غير من حال الملايين , ما كان يخطر على باله أن يهتدي هو أصلاً , وكم من قائد مغوار فعل الأفاعيل , ولم يكن بباله أن يخرج من بيته , ولكنها التوبة والإقبال على الله , { والذين جاهدوا فينا لنهدينهم سبلنا }

هيا أخي الحبيب ابدأ الآن أعد نفسك لتكن من الدعاة , من العلماء , من القادة الفاتحين , ولا تستقل نفسك , فالأمة ترجو من وراءك الخير في وقت حاجتها لجهدك ,

هيا أختي المباركة , كوني داعية صالحة , ومربية فالحة , وصانعة للأجيال , نحتاج إلى صلاح الدين , نحتاج إلى خالد , نحتاج إلى العز بن عبد السلام , وأنت أنت صانعة الأجيال,

هلموا رجال الغد هلموا يداً في يد , هيا يا أمة , لنبدأ , لنعود والعود أحمد , أخي القارئ , أختي القارئة , هذه رسالتي موجهة إليك أنت شخصياً , "أنت مسئول عن نجاة الأمة فبادر وقف على ثغرك , وسد الخلل , كن أسداً من أسد الإسلام وكن جندياً من جند الله , ومن كان من جند الملك , فلن يهزم أبداً .

فالله الله أن يؤتى الإسلام من قبلك , واعلم أن القطار واحد فإن أبطأت إحدى العربات أبطأ معها القطار كله , فلا تكن سببا في تأخر عجلة النصر, عاهد الله الآن أن تكون أو تكوني إنساناً جديداً .
محمد أبو الهيثم
المصدر: خاص بإذاعة طريق الإسلام

أبو الهيثم محمد درويش

دكتوراه المناهج وطرق التدريس في تخصص تكنولوجيا التعليم من كلية التربية بجامعة طنطا بمصر.