المتمردون

منذ 2005-03-04
من هم المتمردون؟

إنهم.. ابن مشاكس في المنزل، وتلميذ مشاغب في المدرسة، وأخ عدواني مع إخوته، ومراهقة عنيدة مع أسرتها، فهؤلاء الذين تمرّدوا على الأسس وصمّوا آذانهم عن النصائح، وأمعنوا في إيذاء أنفسهم وإيذاء الآخرين.. كيف يتصرّف الأب والأم، والمعلم معهم؟!

1) لا بد أن يكون لديك أيها المربي حصيلة تربوية، مبنية على أسس علمية، فطرق التعامل مع المتمردين والمعاندين معروفة في كتب التربية السليمة، احذر أن تكون ميداناً لتجارب الآخرين غير الموثوقة مع المشاكسين، فهي محض تجارب شخصية وقد تضرّ أكثر مما تنفع، بل اقرأ وتثقّف ومارس عن علم وبصيرة.

2) كن ذكياً ونوّع أساليب تعاملك مع المتمرّدين، فالشدة دائماً تصنع هوّة أوسع بينك وبينه، والطيبة دائماً تجرّئه عليك وتقلّل من هيبته لك، بل لتكن ردود أفعالك متنوعة بين الحزم والرفق، والاحتواء والعتاب، والترهيب والترغيب.

3) ابتلاء الخالق لك بتمرّد في بيتك أو مدرستك، هو نقطة تأمل في صالحك، للتدرب على الحلم والصبر، فإياك والغضب والثورة في كل حال، بدعوى أن تصرفاته تفقدك أعصابك، حاول التحكم في نفسك والاحتفاظ بهدوئك، من أجل تصرف سليم واحتواء مناسب، وإنما الحلم بالتحلّم.

4) قد يفيد المتمرّد تسليط ضوء من الأهمية عليه، فربما كان سبب مشاكسته الرغبة في لفت الانتباه، اكتشفْ المواهب في يد المشاكس ونمّها لديه وشجعه عليها، حمّله شيئاً من المسؤولية تثني بعدها على جميل فعله فيها، في حدود المعقول تربوياً.

5) لا تبدِ القلق والحماس دائماً على أفعال المتمرّد غير المسؤولة، بل إن التجاهل في بعض الأحيان مفيد وناجع، التغافل يشعر المتمرّد بالإحباط والفشل، فيقلّل من ثورته وعناده، ولربما راجع -إن كان متقدم التفكير- نفسه وتصرفاته وعلاقاته المنهارة.

6) احذر من عقاب المتمرّد أمام غيره، أو إهانة نفسه وتجريح شرفه بالعقاب، فأنت كمن تريد استئصال الوباء بالمشرط، فإذا بك تزيد الجرح غوراً وألماً، إن الإهانة تصنع نفساً ممزّقة فاشلة، لا قيمة لأي مبدأ فيها؛ إذ لم يعد يبالي بشيء بعد تحطيم كرامته!

7) وأول خطوة قبل كل هذا، هي الدعاء الدعاء، تذكّر أن أصلح الخلق وهم الأنبياء، على سعة علمهم وتوفيق الله لهم، حفل القرآن الكريم بآيات ابتهالاتهم إلى الله بأن يهبهم الابن الصالح والذرية الطيبة، فكل سبب للصلاح منقطع إلا بحبل من توفيق الله واستجابته للدعاء الصادق.

8/1/1426
17/02/2005
المصدر: موقع الإسلام اليوم