أنف حزب إيران اللبناني الممرغ بسوريا

منذ 2012-10-10

..كانت تلك محاولة سمجة لغسل عار هذا الحزب وميليشياته بعدما بلغه النبأ -الفضيحة- لقد سقط أحد أهم كبار قادة الحزب الميدانيين في حمص على أيدي أبطال الجيش السوري الحر، بعدما أفزع هو وشبيحته المدنيين الذين كانوا يتسللون كل يوم إلى مشفى القصير الميداني لعلاج جرحاهم فيه.



قبيل الإعلان عن مقتل القائد التنظيمي لعمليات (حزب الله) داخل سورية (‏علي حسين ناصيف) في كمين نصب لقواته في القصير بمحافظة حمص، كان موقع حزب الله الإيراني في لبنان ينشر ما زعم أنه خطة لميليشيات الحزب لاحتلال الجليل بفلسطين المحتلة، والذي يسيطر عليه الكيان الصهيوني.

الخطة التي نشرها موقع الحزب، وحملت عنوان: "الجليل مكان المواجهة القادم" استفاضت في عرض تفاصيل دقيقة للمعركة المزعومة، كما لو كان الحزب يستعرض فيلما تليفزيونيا سيجري عرضه دون مقاومة من أحد! وبدون تشبيه فالأمر لم يعدُ كونه قصة درامية خيالية أراد بها قادته أن يبيعوا الوهم لحلفائهم وبعض البسطاء؛ للإيحاء بأن الحزب الذي يمارس دوراً بشعاً في سوريا يتوفر على إرادة لقتال (الإسرائيليين).

كانت تلك محاولة سمجة لغسل عار هذا الحزب وميليشياته بعدما بلغه النبأ -الفضيحة- لقد سقط أحد أهم كبار قادة الحزب الميدانيين في حمص على أيدي أبطال الجيش السوري الحر، بعدما أفزع هو وشبيحته المدنيين الذين كانوا يتسللون كل يوم إلى مشفى القصير الميداني لعلاج جرحاهم فيه.

الشبيح الكبير كان يمارس في آخر ساعات عمره دوراً حقيراً لا يمكن إلا أن يوضع في خانة الجرائم الحربية والجرائم ضد الإنسانية؛ فهو كان يقود مجموعة قتالية عند حاجز الزراعة القريب من الحدود للإجهاز على كل جريح من قرى (الزراعة، وجوسية، والنزارية) أو لإحباط أي محاولة للجوء إلى لبنان، أو للاشتباك مع الأحرار من أبناء سوريا الأصليين، ولكن قادة (حزب الله) اعتبروا هذه الخسة وتلك الحقارة عملاً جهادياً بطولياً يستحق الإشادة والتكريم، ولذا جاء في نعيهم إياه على صفحة الحزب قول المسؤول الشرعي للحزب (محمد يزبك) أثناء تشييعه بسهل البقاع اللبناني أن ناصيف: "قتل ‏خلال قيامه بواجبه الجهادي"! وعدد القيادي يزبك ما قال موقع الحزب إنها "مناقب ناصيف" الملقب بـ(أبو عباس)، ثم عاهد الجميع على إكمال مسيرة الجهاد والمقاومة حتى النصر!

وقد يبدو في هذا التشييع بحضور العديد من قادة حزب الله موحياً بأن الحزب لا يخجل من مقتل أبو عباس في حمص، التي يدكها النظام السوري بكافة أنواع الأسلحة، وقد دمر أكثر من نصف أحيائها أو معظم أحيائها السنية، وأنه عازم من الآن على الكشف عن دوره في سوريا، غير أن الواقع أن قادة الحزب قد حشروا في زاوية الإعلان بعدما سبقهم إليه الجيش السوري الحر، حين أعلن عن أسماء عدد من القتلى بكمينه الذي استمر لمدة ثمانية أيام دون جدوى من أعدائه على كسر هجومه، حيث كان ناصيف إلى جوار العقيد (قيس كنجو، والرائد رامي العلي) من كتائب الأسد، إضافة إلى العديد من القتلى والجرحى في الكمين المحكم بعناية؛ فلم يكن بد من الإعلان –الفضيحة- عن مقتل هذا القيادي الخطير في حزب الله على أيدي من يعتبرهم نظام بشار (عصابات مسلحة) أو على الأقل (هواة في القتال)!

الفضيحة صارت مركبة؛ فالعملية تحمل هذه المعاني:
ـ تبيان كذب حسن نصر الله الفاقع الذي ظل يؤكد مراراً على أن ميليشياته لا تشارك في العدوان على الشعب السوري، لكن حزبه بدا مشاركا بقوة في تلك المجازر المرتكبة بحق السوريين.. وقوة المشاركة تلك لا تعكسها فقط صور عشرات الجنازات السرية لمقاتليه في لبنان، ولا شهادات الجيش الحر، ولا شهود العيان السوريين فقط، بل في هذا الاسم البارز في ميليشيا حزب الله؛ فأبو عباس الذي دربه الحرس الثوري قبل أكثر من خمسة عشر عاماً في لبنان، وصار أحد أهم وأشرس قادة الحزب العسكريين يعكس وجوده حجم القوات التابعة له داخل سوريا.

ـ غسل ما تبقى من مساحيق المقاومة التي حاول حسن نصر الله جاهداً إبقاءها على الوجه الكالح لحزب الله، بعد أن أوضح بجلاء أن الحزب يلقي بكل ثقله خلف السفاح بشار الأسد، فالرجل الذي تردد أنه مكلف بتنظيم وحدة المشاة التابعة لحزب الله والتي تقاتل في سورية، والتي سبق أن صدرها إلى سوريا لا سيما إلى منطقة حمص وما جاورها -بما قدرته المصادر بعدة آلاف- والذي قيل إنه لا يمكث كثيراً في سوريا حفاظاً على حياته من جهة، ولتسهيل نفي دعم الحزب لبشار من جهة أخرى قد سقط في قلب سوريا، وتيقن الجميع بصحة الأنباء عن تورط هائل للحزب بسوريا.

ـ حزب الله اللبناني أقام بنفسه الدليل على نفسه بالتورط في أعمال إرهابية، بعدما حاول دائماً نفي ذلك، والإيحاء بأن دوره يقتصر على تحرير لبنان دون التدخل في شؤون الدول الأخرى، وهو بذلك يمنح خصومه فرصة لمقاضاته دولياً، حيث لم ثمة ما يبرر للغرب معاملة القاعدة كتنظيم إرهابي واستثناء حزب الله، مع أنهما يمارسان -وفق الغرب نفسه- الفعل ذاته كتنظيمين دوليين وليسا محليين..

ـ منح الإعلان عن تورط حزب الله في سوريا بهذا الحجم مبرراً قوياً لأي طرف يطالب بالتدخل العربي أو الدولي في سوريا، لأن سوريا بالفعل تشهد تدخلاً واضحاً كشفت عنه حوداث عدة، أبرزها: أسر ضباط الحرس الثوري الكبار في سوريا، ثم عملية ناصيف، وعليه فالتدخل حاصل بكل تأكيد، ولكنه يقتصر على الداعمين لنظام بشار، وهو يشبه كثيراً التدخل الروسي لحساب الصرب في البوسنة، والذي ألجأ العالم بعد انفضاحه إلى فرض حظر جوي على البوسنة، برغم انحيازه ضد المسلمين، وهو ما لم يفعله حتى الآن بسوريا.

لقد مرغ الأبطال في سوريا أنف حزب الله، وزعيمه الزاعق، وأظهرهم بتلك العملية عصابات قتل طائفي وكاذبين.

وأخيراً أظهرهم كفاشلين -برغم كل حكاياتهم المسرحية عن الجبهة الإسرائيلية- أخفقوا على أكثر من جهة برغم تمترسهم مع قوات الحرس الثوري وجيش بشار، وميليشيات الشبيحة الطائفية، والمساندة الروسية الصينية، أمام نظاميين منشقين وهواة في الحفاظ على حياة أبرز قادتهم فعاد إلى سهل البقاع، وهو الشخصية الشرسة المعروفة بعنفوانها وجبروتها جثة بلا حراك!