إلى فاطمة العراق

منذ 2005-04-10
الجمعة 26 ذي القعدة 1425هـ مفكرة الإسلام [خاص]:
شنت المقاومة هجومًا صاروخيًا على سجن 'أبو غريب' عند الساعة الواحدة قبل فجر اليوم الجمعة بصواريخ أبابيل شديدة التدمير وصواريخ كراد، واستمر القصف على السجن أكثر من 15 دقيقة أدى إلى استشهاد أربعة عراقيين ومعتقلة واحدة، وهي فاطمة صاحبة الرسالة التي وجهتها قبل ثلاثة أسابيع ونشرت 'مفكرة الإسلام' نصها حول اغتصابها من قبل جنود الاحتلال، كما جُرحت أيضًا فتاة تبلغ من العمر 22 عامًا وإصابتها بليغة.

وحسب ما صرح به مسئول عراقي مهم يعمل في سجن أبو غريب فإن أكثر من 68 جنديًا أمريكيًا قتلوا جراء القصف وأن الصواريخ استهدفت ثكناتهم العسكرية بالتحديد إلا أن القوات الأمريكية قامت قبل ليلة واحدة فقط بتحويل أكثر من 500 أسير وأسيرة إلى الجهة الشرقية من السجن للاحتماء بهم كعادتها في التترس بالنساء والأطفال والمعتقلين؛ مما أدى إلى مقتل عدد من السجناء، فيما قامت الشرطة العراقية بإيصال جثمان فاطمة إلى منزلها الكائن في قرية الذهب الأبيض 45 كم بمنطقة أبو غريب،

وبسبب الحالة النفسية لذوي فاطمة لم يستطع مراسلنا هناك من إجراء لقاء مع ذويها إلا أن جارهم تكلم مع مراسلنا فقال: [سبحان الله لقد كان أخو فاطمة الأكبر- وهو أحد المجاهدين الذين تبحث عنهم قوات الاحتلال - في صلاة العشاء ليلة الخميس الماضي بالمسجد، وأثناء القنوت صار يدعو ببكاء حار وكل من في المسجد كان يسمعه وهو يقول اللهم اقبض روحها، اللهم خذها إليك شهيدة، اللهم إنه العار فاغسله، أنت قادر أنت قادر أنت قادر، فقام إليه أحد المصلين بعد انتهاء الصلاة ووبخه على قوله اللهم إنه العار فاغسله، وقال له: بل قل إنه الشرف فارفعه وأكرمه، نحن من تنطبق علينا كلمة العار لا فاطمة إنها أشرف وأزكى وأطهر فتاة وأنا أطلب يدها منك بعد خروجها من السجن إن شاء الله.

وأكمل ذلك الجار لمراسلنا قائلاً: لقد شن أخو فاطمة مع مجموعته القتالية أكثر من خمسين هجومًا صاروخيًا على السجن بعد رسالة فاطمة وقبلها، وكل يوم يصطاد سيارة أو اثنتين من سيارات الاحتلال وأصبح اسمه عندهم في تلك المنطقة مشهورًا كشهرة الزرقاوي] .

وأما فاطمة فحدثتنا عنها زوجة هذا الجار فتقول: [قبل اعتقالها بشهر وزعت فاطمة حلوى وأصابع العروس وهي أكلة عراقية شعبية معروفة على أهالي الشارع بسبب أنها أكملت حفظ 13 جزءًا من القرآن الكريم وكانت تقول للنساء: 'البقرة وحفظناها؟ باقي القران هيّن الحفظ ..

امنحوني ثلاثة أشهر أخرى وسترون من الأحسن أنا أم الشيخ خالد' ، والشيخ خالد هو إمام مسجد الحي الذي تسكن فيه فاطمة وتصفها تلك السيدة بقولها: إنها كانت تستحي من كل شيء وأذكر مرة في حفلة زفاف لأحد شباب المنطقة أن بقية البنات طلبن منها أن تخلع حجابها حيث لم يكن بيننا رجال ولكنها رفضت هذا من شدة حيائها].

فيما ذكر مراسلنا هناك أن فاطمة شيعت عند الساعة الواحدة ظهرًا من هذا اليوم الجمعة وسط تهليل وتكبير من الأهالي وخلت جنازتها من إخوتها أو أبيها بسبب خوفهم من قوات الاحتلال من أن تلقي القبض عليهم حيث إنهم مطلوبون لديهم حيث إن القوات الأمريكية كانت تطوق الجنازة من المنزل إلى المقبرة . ويذكر التقرير الطبي أن إصابتها كانت في الرأس وكانت إصابة مميتة فارقت الحياة حال إصابتها بسرعة.

الآن هناك أعلام بيضاء ترفع على دار فاطمة حيث قام أهالي المنطقة باستقبال المعزين في دارها وكأن فاطمة الآن تقول في قبرها لكل المعزين : فليتك تحلو والحياة مريرة وليتك ترضى والأنام غضاب إذا صح منك الود فالكل هين وكل الذي فوق التراب تراب فاطمة الآن ترقد في قبرها في مقبرة الكرخ الإسلامية غرب بغداد وقد أبكت الملايين من خلال رسالتها والتي استغاثت فيها بمن يغيث صرخة 'وامعتصماه ' غير أنا في زمن قلّ فيه من يسمون بالرجال.

وتتقدم أسرة 'مفكرة الإسلام' بتعازيها إلى شعب العراق الحر والذي أصبحت له فاطمة رمز شرف وعز يفتخر بها العراقيون في كل مجمع ومحفل حتى أن قصتها أصبحت على لسان الصغير والكبير والذكر والأنثى ونرجو من الله أن يجمعها وذويها وإيانا في جنة عرضها السماوات والأرض ، ونسأل الله أن ينطبق عليها وعد النبي صلى الله عليه وسلم : ' ما من مسلم يموت يوم الجمعة أو ليلة الجمعة إلا وقاه الله فتنة القبر' أخرجه أحمد.

وأخيرًا نعيد نشر رسالة فاطمة
والتي كان تفاعل الجميع معها كثيرًا مع أنه بقي الكثير من 'الفواطم' في سجن أبو غريب:

بسم الله الرحمن الرحيم
{ قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ . اللَّهُ الصَّمَدُ . لَمْ يَلِدْ وَلَمْ يُولَدْ . وَلَمْ يَكُن لَّهُ كُفُوًا أَحَدٌ }

اخترت هذه السورة الكريمة من كتاب الله؛ لأنها أشد وقعًا على نفسي ونفسكم ولها رهبة في قلوب المؤمنين خاصة.

إخوتي المجاهدون في سبيل الله.. ماذا أقول لكم؟! أقول لكم: لقد امتلأت بطوننا من أولاد الزنى من الذين يغتصبوننا من أبناء القردة والخنازير؟! أم أقول لكم: لقد شوهوا أجسادنا وبصقوا في وجوهنا ومزقوا المصاحف التي في صدورنا؟ الله أكبر ... هل أنتم لا تعقلون حالنا؟!! هل حقيقة أنكم لا تعلمون ما بنا؟!! نحن أخواتكم، سيحاسبكم الله يوم غد.
والله لم تمضِ ليلة علينا ونحن في السجن إلا وانقض علينا أحد القردة والخنازير بشهوة جامحة مزقت أجسادنا، ونحن الذين لم تفض بكارتنا خشية من الله، فاتقوا الله، اقتلونا معهم ... دمرونا معهم، ولا تدعونا هكذا ليحلو لهم التمتع بنا واغتصابنا كرامة لعرش الله العظيم .. اتقوا الله فينا، اتركوا دباباتهم وطائراتهم في الخارج، وتوجهوا إلينا هنا في سجن 'أبو غريب'.

أنا أختكم في الله [فاطمة]، لقد اغتصبوني في يوم واحد أكثر من 9 مرات، فهل أنتم تعقلون؟ تصوروا إحدى أخواتكم يتم اغتصابها! فلماذا لا تتصورون وأنا أختكم؟! معي الآن 13 فتاة كلهن غير متزوجات يتم اغتصابهن تحت مسمع ومرأى الجميع.

وقد منعونا من الصلاة، لقد نزعوا ثيابنا ولم يسمحوا لنا بارتداء الثياب. وأنا أكتب لكم هذه الرسالة انتحرت إحدى الفتيات والتي تم اغتصابها بوحشية، حيث ضربها جندي بعد أن اغتصبها على صدرها وفخذها، وعذبها تعذيبًا لا يصدق، فأخذت تضرب رأسها بالجدار إلى أن ماتت، حيث لم تتحمل، مع أن الانتحار حرام في الإسلام، ولكني أعذر تلك الفتاة أرجو من الله أن يغفر لها؛ لأنه أرحم الراحمين.

إخوتي أقول لكم مرة أخرى: اتقوا الله، اقتلونا معهم لعلنا نرتاح، وامعتصماه .. وامعتصماه .. وامعتصماه'.

ويقول مراسل ' مفكرة الإسلام ' هناك أن من العجائب في هذه القصة أن الرسالة خرجت من السجن يوم الجمعة ووصلت إلينا في نفس اليوم ولم تنشر سوى يوم السبت بعد التحقق منها فالاستغاثة انطلقت يوم الجمعة وشهادتها - بإذن الله - كانت في يوم الجمعة بعد ثلاثة أسابيع، كما أن أمنية فاطمة رحمها الله أن تنالها قذائف المقاومة لترتاح من العذاب الذي هي فيه وأخواتها حيث هتك الأعراض المستمرة والموت البطيء الذي يلحق بهن، وقد حقق الله أمنيتها.

أ هـ الخبر من مفكرة الإسلام

ولنا هذا التعليق :

أقول لكِ يا فاطمة العراق وبالله التوفيق:

أختاه, بل يا أنا والله كلنا لك فداء, نحن وما نملك, ولكن بيننا وبينك ألف سد وسد , فعلى من تنادين ؟

أعلى المعتصم ؟

والله إنه قد مات منذ قرون, فإني أنعيه اليوم إليك علك لم تعرفي بموته, ثم على من تنادين أعلى المجاهدين من أمتك, والله إنهم بين سجين في كوبا وبين معتقل في بلده وبين مطارد أو متنكر, أو موصوم بالإرهاب.

على من تنادين على الدعاة من أمتك, إنهم بين كاتم خائف, أو مطارد هو الآخر موصوم بالإرهاب، وبين معلن يتحدث على استحياء -إلا من رحم الله-، وقد ظهر فيهم من يقول كفى بإصلاح النفس والولد.

فعلى من تنادين على رجال أمتك, المعظم إلا من رحم الله لم يعد بينه وبين النساء إلا أحكام الحيض والنفاس, والكثير منهم قد ماتت نخوتهم فوالله ما ندري أين دفنت هذه النخوة ولا متى كان العزاء...

والله يا فاطمة إني أدلك على جناب مهيب وحبل متين لا يضيع راجيه, إنه الله, تعلقي به, والجئي لجنابه فوالله لا خاب من رجا بابه. وإياك إياك يا أختاه من اليأس وإياكِ إياكِ من الانتحار, فوالله يا فاطمة كل شعرة تمس من جسدك الطاهر غصبًا إنما هي في سبيل الله, ووالله يا نفسي بل نفس كل مؤمن إنك اليوم على ثغر من ثغور الإسلام, حفظك الله وحفظ أخواتكِ،

واعلمي يا أختاه أن أمل الأمة اليوم وأفئدتها معلقة على أخيك المجاهد ومن معه من أسد الإسلام بالفلوجة وبسائر العراق وبفلسطين القدس وأفغانستان وكشمير والشيشان وكل بقعة ينتهك فيها للإسلام عرض, ويُداس فيها للدين جناب, والله يا فاطمة لقد أشرقت شمس الإسلام في هذا الزمن من بلدك, فها هي ذي فلوجة الإسلام تثبت للعالم أجمع أن جناب الإسلام مهيب, وأن عرين الفلوجة عرين الأسود, وأن الصدور العارية المؤمنة بالله تعالى تغلب أكبر آلة صنعها الإنسان أداة للقتل والتدمير والإرهاب. ووالله ثم والله, إن أخلاق أعدائك من علوج الأمريكان لهي الإرهاب, ووالله ثم والله إن جهاد أخيك ومن معه من أبطال لهو الجهاد الحق في سبيل الله, وإن أطلقوا عليه إرهابًا فوالله إنه إرهاب محمود, أثنى عليه الله في كتابه وحض عليه فقال عز من قائل { ترهبون به عدو الله وعدوكم } [الأنفال:60]

الأمل قائم يا فاطمة والخير موجود, فتعلقي بحبل الله, واعلمي أن ما بك الآن من ذل إنما هو إذلال لنا قبلك, إنه إذلال للأمة بكامل رجالها ونسائها. واعلمي أنك أنت والله العزيزة ومغتصبك هو الأذل, { وسيعلم الذين ظلموا أي منقلب ينقلبون } [الشعراء:227]، فأما أنت فما عليك جناح, لقد أرسلت رسالة للعالم أجمع تستغيثين لدينك وعرضك, ولكن والله الجناح على من حالوا بيننا وبينك, ووضعوا ألف سد وسد دون وصولنا إليكِ, حسبنا الله ونعم الوكيل..

حسبنا الله ونعم الوكيل. واعلمي يا فاطمة أن عزتك قادمة لا محالة, فوالله إن لم تريها في الدنيا فأحسبك والله حسيبك إن مت على ما أنت عليه وأخواتك من الأسيرات فأنتن عند الملك من الشهداء. فرُب صاحب عز لم يرَ عزه بين عينيه إلا وهو معلق على أعواد المشانق, وربما صاحب كلمة لم ينتفع بكلمته إلا بعد نفيه أو منعه, وكذا أنت الطاهرة العفيفة في عيون جميع إخوانك, بل أنت والله درة الأمة اليوم, وأخوك وإخوانه من أسد الفلوجة هم جند الله، وحماة عرين الإسلام.

فإياكِ إياكِ واليأس, وإن منعوك من الصلاة فصلي على أي هيئة استطعت, لو منعوك من الثياب فلك أن تصلي عارية, لو منعوك من الوضوء فلكِ أن تتيممي, ولو منعوك من التراب فصلي على حالك دون تيمم ولو منعوك من حركات الصلاة فعليك بالإيماء, واعلمي أن إيمانك في قلبك أثقل من جبال الدنيا وأغلى من ذهب العالم أجمع.

واعلمي أن خير الأمة قادم, وأن المستقبل لهذا الدين, وإن تأخر النصر فهو من أنفسنا قال تعالى { قل هو من عند أنفسكم } [آل عمران:165]

وقال { إن الله لا يغير ما بقوم حتى يغيروا ما بأنفسهم } [الرعد:11], ووعد الصادق صلى الله عليه وسلم وأخبر وبشر بنصر الأمة.

<<br> نداء إلى الأمة:

الهزيمة ليست في حد ذاتها عيبًا إنما العيب هو الرضا بها, لقد انهزم النبي صلى الله عليه وسلم وأصحابه يوم أحد, ولكنها كانت هزيمة صنعت النصر الدائم من بعدها بإذن الله, فهلا انتفعنا من هزائمنا, هلا نظرنا إلى أسباب ضعفنا وانتكاسنا وهزيمتنا لنصلح ما فات؟

أذكرك يا أمة بأن إدالة الكفار على المؤمنين ليست دليلا فقط على قوة الأعداء؛ وإنما هي لتخلف أسباب النصر الحقيقية التي لو فعلناها لظفرنا وصرنا أسياد العالم, قال تعالى { وإن تصبروا وتتقوا لا يضركم كيدهم شيئًا } [آل عمران:120]

فتحقق الإيمان والتقوى سبب في رد كيد الكائدين، وتحقق هذا الكيد يعني تخلف شروط النصر, فمع ضعف الإيمان والتقوى يصيبنا كيد أعدائنا. فأين نحن من التقوى والإيمان الصحيح ومعظم الأمة يتحاكم لغير شرع الله؟

وأين نحن من الإيمان الصحيح وكثير من الأمة يعبد الأولياء والأضرحة ويتمسح على الأعتاب؟ أين نحن من التقوى ودين الله يسب في عواصم الإسلام ليل نهار, ويستهزأ فيها بسنة الحبيب المصطفى صلى الله عليه وسلم؟

يا أمة لو تحقق صحيح الإيمان فلن يضرنا كيد أعدائنا, ولما سمعنا شكوى فاطمة, ولما ضاعت القدس والعراق وغيرها من عواصم الإسلام, وإن كان باقي العواصم يرزح تحت الاستعمار الفكري والعقدي إلا ما رحم ربي, وإنا لله وإنا إليه راجعون.


يا أمة: قال تعالى { ولا تهنوا ولا تحزنوا وأنتم الأعلون إن كنتم مؤمنين } [آل عمران: 139]

فأنتم الأعلون ولكن متى؟؟؟؟

{ إن كنتم مؤمنين }
نعم هذا هو الشرط يعود ثانية.

تحقق الإيمان, عليك يا أمة بالعودة إلى التوحيد الخالص, ليتحقق النصر, ولن ينتشر هذا التوحيد إلا بجهود أبناءك المخلصين من أبناء الصحوة المباركة, وأمامهم علماء الأمة الأبرار الذين ما خلت الأرض منهم والحمد لله, فلازالت بقية الخير في ديار الإسلام, ولازال علماؤنا بخير والحمد لله، وننتظر منهم قيادة الأمة والعودة بها إلى التوحيد الخالص لله رب العالمين, ولكن على أفراد الأمة التحرك وبكل قوة { خذوا ما آتيناكم بقوة } [البقرة:93]

فإن كان العلماء قد كبلوا عن نشر الحق فعلى أفراد الأمة أن يتحركوا لنيل العلم بما استطاعوا من طرق لنشر الحق, فالدعوة واجبة وكذا الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر, حتى يصل الحق إلى الناس وحتى نصنع معاً مصانع الأبطال, وحتى نجد من سبابته المرفوعة للسماء تدعو الله وتستجلب أسباب النصر من السماء تزن ألف فارس في الجيش.

نريد أن نتحرك ليخرج منا قادة كقادتها الأول وعلماء كأئمة الهدى الأعلام..

هيا يا أمة والله نحن ومن قبلنا فاطمة وأخواتها في حاجة إلى الأبطال، فهلا أعددنا مصانع الرجال؟


يا أمة هذي مني وصية بأسباب العلاج والله من وراء القصد:

- التوحيد الخالص لله رب العالمين ولا يتحقق إلا بالعلم الصحيح فعلى أفرادك البحث عن دينهم ولنا في سلمان الفارسي أسوة في بحثه عن دينه رضي الله عنه.

- اتباع الرسول صلى الله عليه وسلم وتحقيق هديه في كل كبيرة وصغيرة, ولنتذكر أن المسلمين عندما تأخر عليهم النصر في إحدى المعارك بحثوا وفتشوا عن الأسباب, فوجدوا أنهم قد تهاونوا في سنة السواك، فلما استاكوا ظن الأعداء أنهم يسنون لهم أسنانهم فازدادوا هلعًا ونزل النصر بإذن الله ، فبالله عليك يا أمة كم من فرض فرطنا فيه, وكم من سنة أضعناها, حتى عاد من يعمل بالسنة غريبًا بين الناس. فلترجعي يا أمة إلى ربك ولتعملي بسنة نبيك ففيها النصر إن شاء الله.

- الدعوة إلى التوحيد والجهاد معًا, فالدعوة سيف بتار, غفل عنه الكثير, فبالتوحيد والجهاد معًا تصنع إن شاء الله كتائب النصر, فالعلم لا ينتشر وحده, وإنما على الأكتاف المتوضئة. فما أحوجنا لنشر التوحيد, وما أحوج الأمة لتعلم الجهاد, ليتخرج من مدرسة التوحيد أبطالا الواحد منهم بألف.

- الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر فالجميع في نفس السفينة فعليك أن تمنع من يريد خرقها حتى لا تغرق معه.

- تصحيح المسلك: فعلى المسلم أن يكون دعوة تمشي على الأرض { قل إن صلاتي ونسكي ومحياي ومماتي لله رب العالمين } [الأنعام:162]


أخيرًا أخي الحبيب:

إليك يا من تقرأ الآن هذه الرسالة, إن عرض فاطمة في رقبتك, وأنت أنت مسئول عنه أمام الله يوم القيامة، فلا ترمي المسؤولية عن عاتقك, وتلقيها على غيرك, قد تقول وماذا عساي أن أفعل؟؟؟

أقول لك: بيدك الكثير: ابدأ اليوم بتعلم التوحيد, وبعد أيام ابدأ في نشره, وابدأ في تعلم أحكام العبادة وتقوى على ذلك بقيام الليل وصيام النوافل، وعليك بالقرآن والأذكار, تعينك على الثبات. ثم ابدأ بعد أيام بدعوة غيرك إلى ما تعلمته اليوم, ادعهم إلى التوحيد, ادعهم إلى الجهاد, ولا تحقرن مجهودك؛ فالعيب كل العيب أن تقعد, وأن تقصر في حق فاطمة وأخواتها, على كل منا أن يستعد ويعد كتائب النصر..

على كل منا أن يستعد ويعد كتائب النصر...على كل منا أن يستعد ويعد كتائب النصر..

هذه أمانة في عنقك يا قارئ المقال.. فاطمة في عنقك... العراق في عنقك... القدس في عنقك... كل بقعة مستعمرة مستضعفة في عنقك.... الإسلام في أعناقنا أجمعين, فلنبدأ الآن وليس بعد ساعة.


جدد العهد وجنبني الكلام
إنما الإسلام دين العاملين
وانشر الحق ولا تخشى الطغام
فبصدق العزم يعلو كل دين

فتية الإسلام هيا نتفانى في الجهاد
لنرى القرآن هديا ساطعا في كل واد
وطني الإسلام لا أفدي سواه
وبنوه أين كانوا إخوتي
مصر والشام ونجد ورباه
مع بغداد جميعا أمتي

ما رعى الإسلام ذو شجو حميم
لا يراه غير صوم وصلاة
ذروة الدين جهاد في الصميم
فلنجاهد أو لتلفظنا الحياة

لا تقل ينقصنا سيف ونار
إن بالإيمان تندك الجبال
وقديما نادى كسرى بالفرار
خوف عزل من بني العرب قلال

سجل الفتيان عهدا صادقا
أنهم للحق والعليا فدا
بارك اللهم هذا الموثق
واستعدوا قد دنى يوم الندا
فتية الإسلام هيا نتفانى في الجهاد
لنرى القرآن هديا ساطعا في كل واد



وأخيرًا أعود مرة أخرى إلى فاطمة: { يا أيها الذين آمنوا اصبروا وصابروا ورابطوا واتقوا الله لعلكم تفلحون } [آل عمران:200]
محمد أبو الهيثم
المصدر: خاص بإذاعة طريق الإسلام

أبو الهيثم محمد درويش

دكتوراه المناهج وطرق التدريس في تخصص تكنولوجيا التعليم من كلية التربية بجامعة طنطا بمصر.