أمتي الجريحة
منذ 2005-04-15
كنا في مقر عملنا إذ دخل علينا زميل لنا وهو يزف الينا خير الشهيد
الرنتيسي، رحمه الله وادخله فسيح جناته مع الصديقين والنبين والشهداء
وحسن أولئك رفيقاً.
وعظم لنا الأجر من بعده في مصابنا فيه وفي كل المجاهدين.
ولا أستطيع أن اصف لكم أحبتي وقع الخبر على قلوبنا، فكدنا نجنّ مما يحدث لنا من امتهان ومذله حتى أن أحدنا ثار ثوره غريبة و أصابته حاله من الهياج والحزن، وكأن من استشهد هذا تربطه به علاقة وطيدة وقوية، وإذا بسؤال ملح يتبادر إلى ذهني: ماذا يمكننا أن نفعل وما الواجب علينا معشر المسلمين لنصره الدين وإخواننا المستضعفين في كل مكان من أرض الظلم.
ماذا يمكننا أن نفعل وما يمكن أن نقدمه لديننا أولاً ، ولاخوان لنا يتخطفهم الطير لا ناصر لهم إلا الله وكفى به ناصراً، وهو إن شاء الله ناصرهم ومعزهم وعدوهم مهزوم.
واقسم بالله العظيم لقد احترت بالاجابة فلست بعالم أو داعية وعندى القليل من العلم الذي بالكاد أعرف به ديني، وما افترضه على ربي من فرائض من صلاة وزكاة وصوم، مثلى مثل كل شباب جيلي الذي ولد مسلم بالوراثة ولا يعرف من الدين إلا قشور وعن أسماء الصحابة الكرام إلا القليل، وإذا ما سئل عن أسماء أراذل الناس من مطربين وفنانين ولاعبي كرة، إذا به يحفظهم وأعمالهم عن ظهر قلب.
فنحن جيل كانت الأمة تنتظر منه الكثير والكثير..
كانت تنظر أن ننهض بها أن نعيد لها تاريخها المجيد، أن ننفض عن ثوبها ذل التبعية، والذل وعار السنين الذي طال فيه السكوت والسكون والخوف من عدو ضعيف غير منصور، فإذا بهذا الجيل المنتظر يدفع الأمة إلى سقوط أكثر، وتبعية أبشع وأفظع، جيل الإنترنت والدش والرسائل القصيرة، والصور الجنسية، والأفلام المخلة.. جيل تربّى في أحضان الغرب ورضع من شهواتهم، فأصبح همّه الملذات والشهوات، يقضي ليله في البحث عنها وإشباعها، ونهاره في ترتيب لشهوة جديدة وسهرة منكرة.
نحن جيل تربى تربية غربية، وغيّر إسلامه على مناهج و أسس ما أنزل الله بها من سلطان، فما عادت لنا هوية ولا قبلة إلا الغرب بحريته -كما يدعون- وفجوره وشذوذه، فأصبحنا لا حراك فينا. يقتل المسلمون، تهدم بيوتهم تسبى نسائهم وأطفالهم، ونحن نأكل ونشرب ونتسمتع وكأن من يذبحون هؤلاء ليسوا إخواناً لنا!
تربّينا وبيننا وبين إخواننا المسلمين مسافات وحدود وقوميات، ذابت يوم أن كان للإسلام راية ودولة، ولكنها الآن سدود وموانع صعبة عالية قد حالت بيننا وبينهم، فما نعرف كيف ننصرهم، وكيف نقدم لهم يد العون؛ وقد حيل بيننا وبينهم وقد اختفى الجهاد من حياتنا وقلوبنا وعقولنا، وحلّ مكانه شجب استنكار وإدانة أقوال ومهانة، وكأن هذا هو أقصى ما يمكن أن نقدمه لهم!
فما عدنا نسمع إلا كلمات فارغة فيها من المداهنة والذل ما يدفع إلى الإحباط واليأس من قيام من جديد.
وعدت وعدنا نصب جام غضبنا على حكّام لنا باعوا أوطانهم رخيصة، ودينهم بعرض من الدنيا رخيص، نسوا ربهم وما افترضه عليهم من تقديم يد العون إلى هؤلاء المستضعفين بالأرض، الذين نطلق عليهم 'مسلمون' أو عفواً كما يقول الجميع " ارهابيون".
وعدت أيضا أصبّ جام غضبي على علماء لنا نراهم وقد انصرفوا إلى الدنيا والمناصب تاركين أمانه الدين والدفاع عنه، وقيادة الجمهاير المسلمة، والنصح لهم حتى أصبحت الناس تسير على غير هدى أو على فتاوى ما أُريد بها وجه الله، وابتُلينا بسببهم، فمن يوجهنا إذن؟
من يأخذ بأيدينا في الفتن التي تكاد تعصف بالأمة، يدفع عنا الإحباط واليأس الذي ألمّ بنا، فاصبح أكثرنا لا يثق فيما عند الله، ويتحدّث عما يمكن أن تفعله بنا وبهم قوى الشرق والغرب!
أما ترون يا علماءنا ما نحن فيه بسبب تقصيركم والتفاتكم إلى دنيا زائلة ومناصب لا تدوم؟
ولكن وفي الحقيقة أن هناك عوامل أخرى أهمّ من تلك التى ذكرناها قد دفعت بالأمة إلى تلك التي هي عليه الآن من الذل والمهانة والتبعية، وذلك هو العامل الذي عليه نعول، فإذا قام وصلح، قادت الأمة وسادت وعادت إلى سابق عهدها.. إنها جماهير تلك الأمة، شبابها ورجالها ونسائها، فما عدنا نرى أملاً في هؤلاء الحكام، فلا تعولوا عليهم.
يا شباب الأمة أنتم بكم ننتصر، بعودتكم الحميدة إلى طريق ربكم يتحقق النصر، وإليكم بعض ما يجب فعله كي نقوم..
أولاً: التوبة والرجوع إلى الله والتعلق به. فمن يكون معه الله الملك، ويضره شيء ويصيبه أذى؟ ومن يكون الله جواره، وينهزم؟
"فإذا عدا عليك العدو وانتصر، فلا تقولن العدو غلب، ولكن الحافظ أعرض"
ولماذا أعرض؟
ابحث في نفسك يا أخي، فقد تكون ممن يؤخر النصر عن تلك الأمة التى طال نومها.
اتق الله ولا تؤخرنا أكثر من ذلك، اتق الله وقل في نفسك: لأجلك يا أمتي سأترك الذنوب.. قدّم شيئاً لدينك وإخوانك الذين يقتلون ويذبحون، فبعودتك لربك نصر لهم.
ثانياً: ترك الذنوب بأنوعها لله، مع تصحيح النية من جديد، نية الجهاد وحدها ترعب الأعداء نية الجهاد -الذي أحيل بيننا وبينه- وحدها تعطيك الأجر والثواب. اتق ودع المعاصي؛ كفانا بلادة وخزياً، كفانا عاراً..
اتق الله أخي؛ فما منع بنو اسرائيل المطر إلا بذنب رجل واحد، فما بالنا بذنوب أمة!!
ثالثاً: التمسك بكتاب الله وسنة رسوله، وإني لأعجب من أمة دستورها القرءان، وتصل إلى ما وصلنا إليه.
رابعاً: الدعاء لإخوانكم في كل صلاة، فعليكم بالدعاء -وهو الأمر اليسير-، وعليهم الجهاد -وهو التبعة الأكبر-، فما أيسر ما كلّفنا به نحن.
خامساً: صلاة الفجر والمحافظة عليها؛ فلقد قال الأعداء أن المسلمون لن ينتصروا إلا أصبحت صلاة الفجر -في العدد- مثل صلاة الجمعة، فيا من تتهاون في الفجر اتق الله؛ إنك تعطل النصر، ولسوف تُسأل.
سادساً: أن تربي الأولاد والبنات تربية إسلامية، وليعد كل منا ولده لمعركة النصر والمجد، ليعلم كل منا ابنه وبنته معاني الأخوة في الإسلام بين المسلمين، وإن باعدت بيننا المسافات. أخي المسلم، دمك دمي وعرضك عرضي، وهمّك همّي وأحزانك أحزاني، ومصابك يؤلمني؛ فأنت أخي.
سابعاً: لا تبخل يا أخي على إخوانك بالتبرع بالمال، فهذا والله حقهم افترضه الله عليك، فهم في أشد الحاجة إلى من يعينهم ولو بالقليل. شاركوا إخوانكم فقرهم ونَصَبَهم، تنالون الأجر والغنيمة، ولو من بعيد.
وأخيراً أقول أن الأمة سوف تقوم وتنهض، فهذا موعود ربنا. ولكن، بمن ستقوم؟ وبأي رجال سوف تنهض؟
بنا نحن على ما نحن عليه؟
لا أظن! إلا إذا تغيّرنا وعدنا وهدنا إلى ربنا، فكونوا من جند الله، من الفائزين.
{ وَإِن تَتَوَلَّوْاْ يَسْتَبْدِلْ قَوْماً غَيْرَكُمْ ثُمَّ لاَ يَكُونُواْ أَمْثَالَكُم }
وعظم لنا الأجر من بعده في مصابنا فيه وفي كل المجاهدين.
ولا أستطيع أن اصف لكم أحبتي وقع الخبر على قلوبنا، فكدنا نجنّ مما يحدث لنا من امتهان ومذله حتى أن أحدنا ثار ثوره غريبة و أصابته حاله من الهياج والحزن، وكأن من استشهد هذا تربطه به علاقة وطيدة وقوية، وإذا بسؤال ملح يتبادر إلى ذهني: ماذا يمكننا أن نفعل وما الواجب علينا معشر المسلمين لنصره الدين وإخواننا المستضعفين في كل مكان من أرض الظلم.
ماذا يمكننا أن نفعل وما يمكن أن نقدمه لديننا أولاً ، ولاخوان لنا يتخطفهم الطير لا ناصر لهم إلا الله وكفى به ناصراً، وهو إن شاء الله ناصرهم ومعزهم وعدوهم مهزوم.
واقسم بالله العظيم لقد احترت بالاجابة فلست بعالم أو داعية وعندى القليل من العلم الذي بالكاد أعرف به ديني، وما افترضه على ربي من فرائض من صلاة وزكاة وصوم، مثلى مثل كل شباب جيلي الذي ولد مسلم بالوراثة ولا يعرف من الدين إلا قشور وعن أسماء الصحابة الكرام إلا القليل، وإذا ما سئل عن أسماء أراذل الناس من مطربين وفنانين ولاعبي كرة، إذا به يحفظهم وأعمالهم عن ظهر قلب.
فنحن جيل كانت الأمة تنتظر منه الكثير والكثير..
كانت تنظر أن ننهض بها أن نعيد لها تاريخها المجيد، أن ننفض عن ثوبها ذل التبعية، والذل وعار السنين الذي طال فيه السكوت والسكون والخوف من عدو ضعيف غير منصور، فإذا بهذا الجيل المنتظر يدفع الأمة إلى سقوط أكثر، وتبعية أبشع وأفظع، جيل الإنترنت والدش والرسائل القصيرة، والصور الجنسية، والأفلام المخلة.. جيل تربّى في أحضان الغرب ورضع من شهواتهم، فأصبح همّه الملذات والشهوات، يقضي ليله في البحث عنها وإشباعها، ونهاره في ترتيب لشهوة جديدة وسهرة منكرة.
نحن جيل تربى تربية غربية، وغيّر إسلامه على مناهج و أسس ما أنزل الله بها من سلطان، فما عادت لنا هوية ولا قبلة إلا الغرب بحريته -كما يدعون- وفجوره وشذوذه، فأصبحنا لا حراك فينا. يقتل المسلمون، تهدم بيوتهم تسبى نسائهم وأطفالهم، ونحن نأكل ونشرب ونتسمتع وكأن من يذبحون هؤلاء ليسوا إخواناً لنا!
تربّينا وبيننا وبين إخواننا المسلمين مسافات وحدود وقوميات، ذابت يوم أن كان للإسلام راية ودولة، ولكنها الآن سدود وموانع صعبة عالية قد حالت بيننا وبينهم، فما نعرف كيف ننصرهم، وكيف نقدم لهم يد العون؛ وقد حيل بيننا وبينهم وقد اختفى الجهاد من حياتنا وقلوبنا وعقولنا، وحلّ مكانه شجب استنكار وإدانة أقوال ومهانة، وكأن هذا هو أقصى ما يمكن أن نقدمه لهم!
فما عدنا نسمع إلا كلمات فارغة فيها من المداهنة والذل ما يدفع إلى الإحباط واليأس من قيام من جديد.
وعدت وعدنا نصب جام غضبنا على حكّام لنا باعوا أوطانهم رخيصة، ودينهم بعرض من الدنيا رخيص، نسوا ربهم وما افترضه عليهم من تقديم يد العون إلى هؤلاء المستضعفين بالأرض، الذين نطلق عليهم 'مسلمون' أو عفواً كما يقول الجميع " ارهابيون".
وعدت أيضا أصبّ جام غضبي على علماء لنا نراهم وقد انصرفوا إلى الدنيا والمناصب تاركين أمانه الدين والدفاع عنه، وقيادة الجمهاير المسلمة، والنصح لهم حتى أصبحت الناس تسير على غير هدى أو على فتاوى ما أُريد بها وجه الله، وابتُلينا بسببهم، فمن يوجهنا إذن؟
من يأخذ بأيدينا في الفتن التي تكاد تعصف بالأمة، يدفع عنا الإحباط واليأس الذي ألمّ بنا، فاصبح أكثرنا لا يثق فيما عند الله، ويتحدّث عما يمكن أن تفعله بنا وبهم قوى الشرق والغرب!
أما ترون يا علماءنا ما نحن فيه بسبب تقصيركم والتفاتكم إلى دنيا زائلة ومناصب لا تدوم؟
ولكن وفي الحقيقة أن هناك عوامل أخرى أهمّ من تلك التى ذكرناها قد دفعت بالأمة إلى تلك التي هي عليه الآن من الذل والمهانة والتبعية، وذلك هو العامل الذي عليه نعول، فإذا قام وصلح، قادت الأمة وسادت وعادت إلى سابق عهدها.. إنها جماهير تلك الأمة، شبابها ورجالها ونسائها، فما عدنا نرى أملاً في هؤلاء الحكام، فلا تعولوا عليهم.
يا شباب الأمة أنتم بكم ننتصر، بعودتكم الحميدة إلى طريق ربكم يتحقق النصر، وإليكم بعض ما يجب فعله كي نقوم..
أولاً: التوبة والرجوع إلى الله والتعلق به. فمن يكون معه الله الملك، ويضره شيء ويصيبه أذى؟ ومن يكون الله جواره، وينهزم؟
"فإذا عدا عليك العدو وانتصر، فلا تقولن العدو غلب، ولكن الحافظ أعرض"
ولماذا أعرض؟
ابحث في نفسك يا أخي، فقد تكون ممن يؤخر النصر عن تلك الأمة التى طال نومها.
اتق الله ولا تؤخرنا أكثر من ذلك، اتق الله وقل في نفسك: لأجلك يا أمتي سأترك الذنوب.. قدّم شيئاً لدينك وإخوانك الذين يقتلون ويذبحون، فبعودتك لربك نصر لهم.
ثانياً: ترك الذنوب بأنوعها لله، مع تصحيح النية من جديد، نية الجهاد وحدها ترعب الأعداء نية الجهاد -الذي أحيل بيننا وبينه- وحدها تعطيك الأجر والثواب. اتق ودع المعاصي؛ كفانا بلادة وخزياً، كفانا عاراً..
اتق الله أخي؛ فما منع بنو اسرائيل المطر إلا بذنب رجل واحد، فما بالنا بذنوب أمة!!
ثالثاً: التمسك بكتاب الله وسنة رسوله، وإني لأعجب من أمة دستورها القرءان، وتصل إلى ما وصلنا إليه.
رابعاً: الدعاء لإخوانكم في كل صلاة، فعليكم بالدعاء -وهو الأمر اليسير-، وعليهم الجهاد -وهو التبعة الأكبر-، فما أيسر ما كلّفنا به نحن.
خامساً: صلاة الفجر والمحافظة عليها؛ فلقد قال الأعداء أن المسلمون لن ينتصروا إلا أصبحت صلاة الفجر -في العدد- مثل صلاة الجمعة، فيا من تتهاون في الفجر اتق الله؛ إنك تعطل النصر، ولسوف تُسأل.
سادساً: أن تربي الأولاد والبنات تربية إسلامية، وليعد كل منا ولده لمعركة النصر والمجد، ليعلم كل منا ابنه وبنته معاني الأخوة في الإسلام بين المسلمين، وإن باعدت بيننا المسافات. أخي المسلم، دمك دمي وعرضك عرضي، وهمّك همّي وأحزانك أحزاني، ومصابك يؤلمني؛ فأنت أخي.
سابعاً: لا تبخل يا أخي على إخوانك بالتبرع بالمال، فهذا والله حقهم افترضه الله عليك، فهم في أشد الحاجة إلى من يعينهم ولو بالقليل. شاركوا إخوانكم فقرهم ونَصَبَهم، تنالون الأجر والغنيمة، ولو من بعيد.
وأخيراً أقول أن الأمة سوف تقوم وتنهض، فهذا موعود ربنا. ولكن، بمن ستقوم؟ وبأي رجال سوف تنهض؟
بنا نحن على ما نحن عليه؟
لا أظن! إلا إذا تغيّرنا وعدنا وهدنا إلى ربنا، فكونوا من جند الله، من الفائزين.
{ وَإِن تَتَوَلَّوْاْ يَسْتَبْدِلْ قَوْماً غَيْرَكُمْ ثُمَّ لاَ يَكُونُواْ أَمْثَالَكُم }
- التصنيف: