فتوى البراك في ستار أكاديمي وما شابهه

منذ 2005-05-02

قال صلى الله عليه وسلم: « <span style="color: 3366ff">كلكم راع وكلكم مسؤول عن رعيته</span> »

فضيلة الشيخ / عبد الرحمن بن ناصر البراك حفظه الله..

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد،

كثر هذه الأيام الكلام عن ما يعرض في بعض وسائل الإعلام والقنوات الفضائية خاصة مثل برنامج ( ستار أكاديمي ) في قناة LBC وبرنامج (Big Brother) في قناة MBC وبرنامج ( على الهوا سوا ) في قناة ART وبرنامج ( تحدي الخوف ) في قناة MBC وتقوم فكرة هذه البرامج على اجتماع الشباب بالشابّات في معهد إعداد الفنانين -كما يسمونه- بغرض الدراسة وعرض حياتهم اليومية كاملة ومباشرة على مدي أربع وعشرين ساعة على القنوات الفضائية، وما فيه من الاختلاط والأمور المنافية للعفة والحياء مثل: الخلوة والتقبيل والضمّ، وأيضا ما تقوم به قناة روتانا والتي من أعمالها إصدار ( فيديو كليب ) لمغنين ومغنيات مع عرض صور فاضحة للنساء علي أشكال وهيئات مختلفة الغرض منه تسويق بضاعتهم عن طريق إثارة الغرائز.

فضيلة الشيخ نرجو منكم التكرم بالإجابة عن هذه الأسئلة وهي علي النحو التالي:

- ما حكم مشاهدة هذه البرامج وما شابهها ؟
- ماحكم توفير وسائل مشاهدة هذه الوسائل في المنزل أو الاستراحات أو غيرها، وما الخطر المترتب علي من وفرها وشاهدها في الدنيا والآخرة ؟
- ما حكم الدعاية لمثل هذه البرامج والترويج لها في الصحف ووسائل الإعلام الأخرى ؟
- كلمة توجيهية للأمة الإسلامية وتحذير لها من مثل هذه الوسائل ؟
وهل يدخل من وضع مثل هذه القنوات في المنزل تحت مسمى "الديوث"؟
نسأل الله أن ينفع الإسلام بكم والمسلمين إنه جواد كريم..آمين

الجواب: وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته ..
الحمد لله.. إن من دواعي العجب والدهشة أن يسأل عن حكم هذه البرامج وما تشتمل عليه من المنكرات وعن مشاهدتها والدعاية لها؛ فإنه لا يخفى على من عنده أدنى بصيرة وبقية من عقل ودين وفطرة سليمة قبح هذه البرامج وعظم ضررها، لأنها من أظهر المنكرات ومن يستحلها فإنه معائد للشريعة أو مكذب لها، لذا أقول :
إن مشاهدة هذه البرامج المشتملة على ما ذُكر، من أنواع المنكرات والدعاية لها وتوفير وسائلها في البيوت والاستراحات والمقاهي وغيرها وتوفير خطوط الاتصال للمشاهدين مع القنوات التي تبث هذه البرامج.. كل ذلك حرام، لأنه نشر للفساد في مجتمعات المسلمين، وإفساد لها ونشر للرذيلة بين الشباب والشابات، ودعوة لهم إلى الفواحش. وكل ما ينفق في هذا السبيل أو يكتسب من المال فهو من الإنفاق في الحرام ومن الكسب الحرام..

قال الله تعالى: { إِنَّ الَّذِينَ يُحِبُّونَ أَن تَشِيعَ الْفَاحِشَةُ فِي الَّذِينَ آمَنُواْ لَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ فِي الدُّنْيَا وَالآخِرَةِ وَاللَّهُ يَعْلَمُ وَأَنْتُمْ لاَ تَعْلَمُونَ } وقال تعالى: { وَلاَ تَقْرَبُواْ الْفَوَاحِشَ مَا ظَهَرَ مِنْهَا وَمَا بَطَنَ } وقال تعالى: { وَلاَ تَقْرَبُواْ الزِّنَى إِنَّهُ كَانَ فَاحِشَةً وَسَآءَ سَبِيلاً } وقال تعالى : { قُلْ لِّلْمُؤْمِنِينَ يَغُضُّواْ مِنْ أَبْصَارِهِمْ وَيَحْفَظُواْ فُرُوجَهُمْ ذلِكَ أَزْكَى لَهُمْ إِنَّ اللَّهَ خَبِيرٌ بِمَا يَصْنَعُونَ . وَقُل لِّلْمُؤْمِنَاتِ يَغْضُضْنَ مِنْ أَبْصَارِهِنَّ وَيَحْفَظْنَ فُرُوجَهُنَّ }.. إلى قوله { وَلاَ يَضْرِبْنَ بِأَرْجُلِهِنَّ لِيُعْلَمَ مَا يُخْفِينَ مِن زِينَتِهِنَّ وَتُوبُواْ إِلَى اللَّهِ جَمِيعاً أَيُّهَا الْمُؤْمِنُونَ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ } ، وقال تعالى: { وَتَعَاوَنُواْ عَلَى الْبرِّ وَالتَّقْوَى وَلاَ تَعَاوَنُواْ عَلَى الإِثْمِ وَالْعُدْوَانِ وَاتَّقُواْ اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ شَدِيدُ آلْعِقَابِ } وقال تعالى: { وَلاَ تَأْكُلُواْ أَمْوَالَكُمْ بَيْنَكُمْ بِالْبَاطِلِ } ، وبهذا يعلم أن المؤسسين لهذه القنوات والمموّلين لها والمعدّين لهذه البرامج والقائمين بها والمنفذين، كلّهم من المفسدين في الأرض، الجناة على الدين وكرامة الأمة وأعراضها، وعلى كل المشاركين في هذه القنوات والبرامج مثل آثام من أفسدوهم من المشاهدين والمتصلين لإبداء الإعجاب والترشيح، كما قال صلي الله عليه وسلم: « من دعا إلى ضلالة فعليه مثل آثام من تبعه من غير أن ينقص من آثامهم شيئا ».

وليعلم الذين يقصدون جمع الأموال بهذه الطريقة أنهم متعرضون لعقوبة الله في الدنيا والآخرة ولمحق ما جمعوا. فيجب علي الجميع التوبة إلى الله قبل فوات الأوان، كما قال تعالى: { وَتُوبُواْ إِلَى اللَّهِ جَمِيعاً أَيُّهَا الْمُؤْمِنُونَ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ }.

كما يجب على ولاة أمر الأمة أن يكفّوا الشر عنها ويسدّوا منافذه، ويجب على ولاة أمر الأسر أن يأخذوا على أيديهم ويحموهم مما حرم الله عليهم.. فالكل مسؤول عما ائتمنه الله عليه، كما قال صلى الله عليه وسلم: « كلكم راع وكلكم مسؤول عن رعيته ».. الحديث.

لا يخفي أن تهيئة الوسائل لهذه المشاهد في البيوت ثم السكوت عن مشاهدتها ومتابعتها، من الرضا بالخنا، فليتق الله كل مسلم وليحذر عقوبة الله، كما وصى الله في قوله تعالى: { وَاتَّقُواْ اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ شَدِيدُ آلْعِقَابِ }.

نسأل الله أن يصلح أحوال المسلمين ويصلح ولاة أمرهم ويرد كيد أعدائهم، إنه تعالى على كل شيء قدير..
وصلى الله وسلم على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.

عبد الرحمن بن ناصر البراك

عضو هيئة التدريس بجامعة الإمام محمد بن سعود