كأنهم عادوا من الأدغال
منذ 2005-11-10
قضى العائدون الخمسة من معتقل غوانتانامو يومهم الأول في الكويت، في
أروقة المستشفى العسكري، الذي تحول من الخارج إلى ما يشبه الثكنة
العسكرية المحصنة أمام الصحافيين، وفي الداخل إلى ملتقى للمّ الشمل
الأسري بين العائدين وأسرهم، ما يشبه صالة أفراح حيث تبادلت الأمهات
والآباء والأشقاء والأبناء العناق مع أبنائهم الذين جاؤوا من جحيم
غوانتانامو، التي أمضوا فيها 4 سنوات، كان كل يوم منها يرون ويتمنون
فيه الموت كما قال أحدهم لأقربائه.. والمشهد الأكثر حزناً هو وجود
الأطفال الصغار الذين لم يعرفوا في بادئ الأمر آباءهم.
وبينما نقل ذوو المعتقلين لـ"القبس" وصفاً للحالة الصحية والنفسية الصعبة التي يمرّ بها العائدون، كشفت مصادر مطلعة أن الوفد الامني الذي تسلّم المعتقلين وجّه عدة أسئلة للعائدين الخمسة، وقد تركزت على أسباب ذهابهم إلى افغانستان، وما إذا كانت لهم علاقة بزعيم تنظيم القاعدة أسامة بن لادن، وعن الأشخاص الذين التقوا بهم في افغانستان، حيث تم اعتقالهم قبل أن تعتقلهم القوات الاميركية هناك وتقتادهم قبل أربعة أعوام إلى المعتقل.
وقد بيّن المعتقلون للوفد الأمني حجم المعاناة والانتهاكات التي تعرضوا لها في المعتقل، وقال أحدهم: "لقد كانوا يعاملوننا كالحيوانات".
وقد وصف ذوو العائدين الخمسة أحوال العائدين بقولهم: "كأنهم عادوا من الأدغال.. آثار الاعتداء الجسدي واضحة ووضعهم النفسي سيئ للغاية".
يقول سعد الديحاني، ابن عم العائد محمد الديحاني، أن صحة أبو معاذ جيدة ومعنوياته أيضاً جيدة، مشيراً إلى أن هيئة أبو معاذ لم تختلف كثيراً لولا "الشيب" الذي انتشر بكثرة في لحيته وجسمه الذي بدا هزيلاً عن السابق.
ويضيف الديحاني الذي زار محمد في المسشتفى مرتين منذ وصوله إلى الكويت لـ"القبس" أن عائلته لم تحبذ أن تتحدث مع محمد عن الأيام والسنوات التي قضاها في معتقل غوانتانامو حتى لا تمسح الابتسامة التي كانت تزين وجهه، مشيراً إلى أن فرحة محمد كانت كبيرة وهو يشاهد أبناءه الذين كان قد تركهم صغاراً وأصبحوا اليوم رجالاً ملتفين من حوله وهم في شوق إليه.
وأشار الديحاني إلى أن المعتقلين العائدين لديهم بعض المعلومات عن التغييرات التي حدثت في العالم، موضحاً أنهم حصلوا على هذه المعلومات من المحامين الذين كانوا يلتقون بهم.
فيما يضيف ساير الشمري الذي التقى بابنه عبدالعزيز أنه شاهد عبدالعزيز الذي أصبح هيكلاً عظمياً، مشيراً إلى أنه أصبح عظاماً يكسوها الجلد، وذلك بسبب إضرابه عن الطعام لشهور في غوانتانامو.
وأضاف أن عبدالعزيز تغيّرت هيئته وشكله بنسبة 100%، لدرجة أن ابنه عمر لم يعرفه، وبدا خائفاً من الاقتراب منه، مشيراً إلى أنه لم يتحدث كثيراً مع عبدالعزيز وذلك لظروفه الصحية التي بدأت تتحسن منذ أن خرج من قاعدة غوانتانامو.
وتمنى الشمري أن تكتمل هذه الفرحة بالافراج عن بقية المعتقلين الكويتيين هناك، مؤكداً أن أهالي المعتقلين لن ينسوا الموقف المشرّف للقيادة السياسية في الكويت وللشعب الكويتي تجاه قضية أبنائهم المعتقلين.
وقال وليد الزامل الذي كان شقيقه عادل (42 عاما) ضمن الخمسة لـ "رويترز": "رأيت الخمسة كلهم، لقد بدوا كأنهم خرجوا من الأدغال شعر رؤوسهم طويل، وأظافرهم طويلة وقذرة، بدوا في حالة بائسة".
وأضاف قوله عن شقيقه: "لم نتعرف عليه، كان يبدو مثل شخص آخر، كان شخصاً محباً للمرح مليئاً بالبهجة. والآن شاهدت شخصاً آخر يبدو مثل رجل مستسلم للحزن، يواصل النظر يساراً ويميناً، إنه يبدو وكأنه لا يعرف إن كان سعيداً أو حزيناً".
وأضاف "لم نتعرف عليه.. كان يبدو مثل شخص آخر".
وقال حسين العجمي أن شقيقه عبدالله أبلغه عن سوء المعاملة في غوانتانامو، وأنهم تعرضوا لكل أشكال الحرب النفسية، ووضعوا في زنازين صغيرة، وأسيء إلى دينهم.
وأضاف أن صحته متوسطة إثر التعذيب الذي تعرّض له، كما أنه كان ينتقد سياسة التعامل معهم من قبل الأمريكان، فضلاً عن أنه كثير الدعاء لرفاقه المعتقلين حتى الآن، وكان يبكي باستمرار من شدة فرحه بالعودة.
وقال العجمي أنه لا تزال آثار التعذيب عليه، ونتمنى أن يتماثل للشفاء، وإن شاء الله بعد العلاج سيقضي ما فاته من صيام رمضان بسبب المرض.
وقال ذوو العائد سعد العازمي نقلاً عنه أن العودة كانت بالنسبة إليه بمنزلة حلم تحقق، وأنه لم يصدق أنه وصل إلى ديرته وبين أهله.
وبمجرد اقلاع الطائرة الكويتية من مطار قاعدة غوانتانامو، قام رجال الأمن بتوزيع شنط صغيرة للمعتقلين كانت تحتوي على ملابس كان أهالي المعتقلين أوصلوها لرجال الأمن قبل أيام، وقد قام المعتقلون بتغيير ملابسهم بالطائرة.
الوضع بدون قيود غريب!
قال المعتقلون العائدون أنهم يجلسون لأول مرة بدون قيود منذ أكثر من 4 سنوات، عندما حطت أقدامهم الطائرة الكويتية التي أقلّتهم من قاعدة غوانتانامو إلى الكويت. فلدى دخولهم إلى الطائرة حرر رجال الأمن المعتقلين من القيود (الأصفاد) حيث رد المعتقلون على الفور: "هذه أول مرة يتم تخليصنا من القيود التي قيّدتنا منذ أربعة أعوام»، حيث بادروا على الفور بطلب شرب القهوة العربية.
محادثاتنا مستمرة
قال خالد العودة، رئيس أسر المعتقلين الكويتيين في لجنة غوانتانامو، أن الكويت ستجري محادثات مع مسؤولين أميركيين للإفراج عن الكويتيين الستة الباقين، ومن بينهم فوزي (27 عاما) ابن العودة وهو مدرس للدراسات الدينية.
واعتقل في باكستان بالقرب من الحدود الافغانية في أواخر عام 2001.
وقال العودة لرويترز: "من الصعب التكهن بشأن متى سيفرج عنهم، لكن المناخ العام يشير إلى إعفاء".
500 معتقل في غوانتانامو
قالت وزارة الدفاع الاميركية "البنتاغون" إن نقل هؤلاء الرجال جاء بعد مراجعة للجيش الأميركي شملت فحص كل حالة على حدة. وقالت إن 252 معتقلا غادروا غوانتانامو منذ افتتاحه في يناير عام 2002، وأن نحو 500 معتقل بقوا بالسجن.
وبينما نقل ذوو المعتقلين لـ"القبس" وصفاً للحالة الصحية والنفسية الصعبة التي يمرّ بها العائدون، كشفت مصادر مطلعة أن الوفد الامني الذي تسلّم المعتقلين وجّه عدة أسئلة للعائدين الخمسة، وقد تركزت على أسباب ذهابهم إلى افغانستان، وما إذا كانت لهم علاقة بزعيم تنظيم القاعدة أسامة بن لادن، وعن الأشخاص الذين التقوا بهم في افغانستان، حيث تم اعتقالهم قبل أن تعتقلهم القوات الاميركية هناك وتقتادهم قبل أربعة أعوام إلى المعتقل.
وقد بيّن المعتقلون للوفد الأمني حجم المعاناة والانتهاكات التي تعرضوا لها في المعتقل، وقال أحدهم: "لقد كانوا يعاملوننا كالحيوانات".
وقد وصف ذوو العائدين الخمسة أحوال العائدين بقولهم: "كأنهم عادوا من الأدغال.. آثار الاعتداء الجسدي واضحة ووضعهم النفسي سيئ للغاية".
يقول سعد الديحاني، ابن عم العائد محمد الديحاني، أن صحة أبو معاذ جيدة ومعنوياته أيضاً جيدة، مشيراً إلى أن هيئة أبو معاذ لم تختلف كثيراً لولا "الشيب" الذي انتشر بكثرة في لحيته وجسمه الذي بدا هزيلاً عن السابق.
ويضيف الديحاني الذي زار محمد في المسشتفى مرتين منذ وصوله إلى الكويت لـ"القبس" أن عائلته لم تحبذ أن تتحدث مع محمد عن الأيام والسنوات التي قضاها في معتقل غوانتانامو حتى لا تمسح الابتسامة التي كانت تزين وجهه، مشيراً إلى أن فرحة محمد كانت كبيرة وهو يشاهد أبناءه الذين كان قد تركهم صغاراً وأصبحوا اليوم رجالاً ملتفين من حوله وهم في شوق إليه.
وأشار الديحاني إلى أن المعتقلين العائدين لديهم بعض المعلومات عن التغييرات التي حدثت في العالم، موضحاً أنهم حصلوا على هذه المعلومات من المحامين الذين كانوا يلتقون بهم.
فيما يضيف ساير الشمري الذي التقى بابنه عبدالعزيز أنه شاهد عبدالعزيز الذي أصبح هيكلاً عظمياً، مشيراً إلى أنه أصبح عظاماً يكسوها الجلد، وذلك بسبب إضرابه عن الطعام لشهور في غوانتانامو.
وأضاف أن عبدالعزيز تغيّرت هيئته وشكله بنسبة 100%، لدرجة أن ابنه عمر لم يعرفه، وبدا خائفاً من الاقتراب منه، مشيراً إلى أنه لم يتحدث كثيراً مع عبدالعزيز وذلك لظروفه الصحية التي بدأت تتحسن منذ أن خرج من قاعدة غوانتانامو.
وتمنى الشمري أن تكتمل هذه الفرحة بالافراج عن بقية المعتقلين الكويتيين هناك، مؤكداً أن أهالي المعتقلين لن ينسوا الموقف المشرّف للقيادة السياسية في الكويت وللشعب الكويتي تجاه قضية أبنائهم المعتقلين.
وقال وليد الزامل الذي كان شقيقه عادل (42 عاما) ضمن الخمسة لـ "رويترز": "رأيت الخمسة كلهم، لقد بدوا كأنهم خرجوا من الأدغال شعر رؤوسهم طويل، وأظافرهم طويلة وقذرة، بدوا في حالة بائسة".
وأضاف قوله عن شقيقه: "لم نتعرف عليه، كان يبدو مثل شخص آخر، كان شخصاً محباً للمرح مليئاً بالبهجة. والآن شاهدت شخصاً آخر يبدو مثل رجل مستسلم للحزن، يواصل النظر يساراً ويميناً، إنه يبدو وكأنه لا يعرف إن كان سعيداً أو حزيناً".
وأضاف "لم نتعرف عليه.. كان يبدو مثل شخص آخر".
وقال حسين العجمي أن شقيقه عبدالله أبلغه عن سوء المعاملة في غوانتانامو، وأنهم تعرضوا لكل أشكال الحرب النفسية، ووضعوا في زنازين صغيرة، وأسيء إلى دينهم.
وأضاف أن صحته متوسطة إثر التعذيب الذي تعرّض له، كما أنه كان ينتقد سياسة التعامل معهم من قبل الأمريكان، فضلاً عن أنه كثير الدعاء لرفاقه المعتقلين حتى الآن، وكان يبكي باستمرار من شدة فرحه بالعودة.
وقال العجمي أنه لا تزال آثار التعذيب عليه، ونتمنى أن يتماثل للشفاء، وإن شاء الله بعد العلاج سيقضي ما فاته من صيام رمضان بسبب المرض.
وقال ذوو العائد سعد العازمي نقلاً عنه أن العودة كانت بالنسبة إليه بمنزلة حلم تحقق، وأنه لم يصدق أنه وصل إلى ديرته وبين أهله.
وبمجرد اقلاع الطائرة الكويتية من مطار قاعدة غوانتانامو، قام رجال الأمن بتوزيع شنط صغيرة للمعتقلين كانت تحتوي على ملابس كان أهالي المعتقلين أوصلوها لرجال الأمن قبل أيام، وقد قام المعتقلون بتغيير ملابسهم بالطائرة.
الوضع بدون قيود غريب!
قال المعتقلون العائدون أنهم يجلسون لأول مرة بدون قيود منذ أكثر من 4 سنوات، عندما حطت أقدامهم الطائرة الكويتية التي أقلّتهم من قاعدة غوانتانامو إلى الكويت. فلدى دخولهم إلى الطائرة حرر رجال الأمن المعتقلين من القيود (الأصفاد) حيث رد المعتقلون على الفور: "هذه أول مرة يتم تخليصنا من القيود التي قيّدتنا منذ أربعة أعوام»، حيث بادروا على الفور بطلب شرب القهوة العربية.
محادثاتنا مستمرة
قال خالد العودة، رئيس أسر المعتقلين الكويتيين في لجنة غوانتانامو، أن الكويت ستجري محادثات مع مسؤولين أميركيين للإفراج عن الكويتيين الستة الباقين، ومن بينهم فوزي (27 عاما) ابن العودة وهو مدرس للدراسات الدينية.
واعتقل في باكستان بالقرب من الحدود الافغانية في أواخر عام 2001.
وقال العودة لرويترز: "من الصعب التكهن بشأن متى سيفرج عنهم، لكن المناخ العام يشير إلى إعفاء".
500 معتقل في غوانتانامو
قالت وزارة الدفاع الاميركية "البنتاغون" إن نقل هؤلاء الرجال جاء بعد مراجعة للجيش الأميركي شملت فحص كل حالة على حدة. وقالت إن 252 معتقلا غادروا غوانتانامو منذ افتتاحه في يناير عام 2002، وأن نحو 500 معتقل بقوا بالسجن.
المصدر: جريدة القبس الكويتية
- التصنيف: