نصب الميزان لتقييم فتوى الأستاذ عبدالمحسن العبيكان
منذ 2006-04-26
الحمدلله الذي أمر بالبيان ونهى عن الكتمان , والصلاة والسلام على من
جعل اللهُ محبته من صميم الإيمان , وعلى آله وصحبه ومن سلك سبيلهم
بإحسان إلى يوم العرض على الملك الديان أما بعد
فقد اطلعت كغيري على مقتطفات من محاضرة ألقاها الأخ عبدالمحسن العبيكان عضو مجلس الشورى والمستشار القضائي بوزارة العدل وإمام وخطيب جامع الجوهرة بالرياض وقد وجدت فيها من القول ما لا يسعني السكوت عليه نصحاً للأمة وبراءة للذمة .
وقبل بيان ما رأيت أنه يستحق النقد والبيان أرغب التنبيه لأمر مهم جدا وهو : أن من الناس من يعتقد أن هؤلاء الرجال لا يمكن أن يُرد عليهم وأن الرد عليهم خروج عن الأدب وغير ذلك , والصحيح أن الرد على الأخ عبد المحسن وغيره ممن ينتسب للعلم أمر مشروع ومندوب إليه فليس منا إلا رادٌّ ومردود عليه والعصمة للأنبياء وليس ثمت نبي .
إن السكوت عن البيان فيه من الجناية على الأمة وغشها ما لا يقره مسلم عارف بالدين فضلا عن أن يقره طالب علم أو عالم , والخطأ من العالم وطالب العلم والمفكر والداعية وارد لا محالة ، لأن صفة البشر الخطأ إلا من عصمه الله , ولهذا فبعضنا يكمل بعضا وينير بعضا ويصوب بعضا.
إن زعم الأخ عبد المحسن حول المقاومة في العراق ( بأنها قد شوّهت صورة المسلمين وأنها مفسدة عظيمة ذات إنعكاسات سلبية تتمثل في زعزعة الأمن والإستقرار في العراق ) وأنها ( كانت فرصة لأعداء الإسلام للنيل منا وتشويه صورتنا بإعتبارنا دعاة قتل و تفجير وترويع ... ونحن لا نؤيد المحتل ولكن يجب البحث عن حلول وبدائل لإستقرار العراق ) زعم دفعه إليه الحماس غير المتزن والنظرة الضيقة رغم ما يتمتع به من مكانة اجتماعية بين محبيه إلا أنه أخفق في تقدير الأمر ، بل وأساء حين تدخل فيما لا يعنيه وكأنه يعيش في أحد أحياء الفلوجة أو الرمادي أو السليمانبة أو القائم أو غيرها.
إن الأخ عبد المحسن حين يصف المقاومة بهذا الوصف ينسى أنه يتحدث عن رجال أنفوا أن تتطأطأ رؤوسهم للصليبي الحاقد أو أن يسلموا أعراضهم لعدو الملة والدين ليستبيحها ويفعل فيها ما يشاء.
إنهم رجال كرهوا عِيشة العبيد وكرهوا الخيانة وكرهوا أن تدنس أرضهم بأقدام الرجس الأمريكي أو أعوانه من أبناء المتعة المجوس .
نسي أن هؤلاء تاج على جبين الأمة وحصن حصين ضد أطماع العدو الغاشم ، فقد بدأ العدو يعيد حساباته بعدما رأى مقاومتهم الشرسة له ، وما تكبده بسببهم بعد توفيق الله من الخسائر في العدة والأعداد.
نسي أنهم يدفعون صائلا ظالما لهم الشهادة إن قتَلهم ولهم الأجر إن قتلوه.
نسي أن ذلك العدو الذي استباح حماهم لم يكن يعرف القتل وجزَّ الرؤوس بالسكاكين وإحياء سنة النبي الأمين صلى الله عليه وسلم ( جئتكم بالذبح ) إلا بعدما هاجمهم واعتدى عليهم وقصف مساجدهم وقراهم ومحطات الطاقة لديهم ، وأنزل عليهم حمما لا يقوى على تحملها الجبل الأصم بَلْهَ الرجل من لحم ودم.
نسي أن العدو لم يكن من قبل يحترم الإسلام حتى تتشوه سمعته عنده بسبب المقاومة بل كان هو العدو الألد للإسلام والمسلمين , وإن شاء الأخ عبدالمحسن معرفة حقد العدو على نبينا صلى الله عليه وسلم ورسالته وكيف كان يصفه بالسفاح والشهواني قبل احتلال العراق بعشرات السنين فليراجع كتب المستشرقين وليقرأ في مقالات الساسة والدهاقين .
إن العدو الكافر جاء للعراق ليقضي على كل ماهو إسلامي في المنطقة فخيب الله ظنه بهذه المقاومة التي أسأل الله لها النصر وتحرير أرضها وإقامة شرع الله فيها .
نعم لقد خيب الله ظنون الأعداء وجعلهم يضربون أخماسا بأسداس وفي كل يوم نرى من ذلهم وإهانتهم على أيدي إخواننا من أهل العراق الأبي ما يثلج صدورنا ويُبهج أفئدتنا فالحمد لله كثيرا.
قد نجد للأخ عبدالمحسن مخرجا في حال تحدث عن عدم جواز خروج الشباب من بلده إلى بلد العراق إلا بإذن ولي الأمر ، لكن الذي لا يمكن أن نوافقه عليه هو هذه الجرأة بمنع المقاومة العراقية من مواجهة العدو الصائل ، وإلزامها بالاستسلام للخونة والرضى بالذل والمهانة .
وهل الأمن عند الأخ عبد المحسن هو سلامة الأجساد والأموال فقط ؟
أما علم أن الأمن الحقيقي هو أمن العقيدة ، وهو الأمن من الشرك الذي جاءت أمريكا لتفرضه ولتدعم أنصاره المجوس وتولِّيهم على رقاب المسلمين من أهل السنة ليفعلوا بها كما فعلوا في إيران .
هل يجهل الأخ عبد المحسن أن طهران عاصمة إيران لا يوجد فيها مسجد واحد لأهل السنة ؟
فكيف سيرضى الرافضة الأنجاس الأرجاس أن يمكِّنوا أهل السنة في العراق من إقامة دينهم وهم من يعتبر السنة العدو الأكبر لهم وأن عداوتهم أكبر من عداوة اليهود والنصارى.
بل كيف سيرضون عن أهل السنة وهم يعتبرون أنهم مدينون لهم بثأر كبير إبَّان حكم الطاغية صدام حسين المنسوب زورا لأهل السنة .
ونصيحتي للأخ عبد المحسن ومن هم على مثل رأيه من الصحفيين وبعض المفكرين أن ينشغلوا بعلاج مشكلاتهم ، وأن يكفوا عن التدخل في شأن غيرهم مما قد يستعدي أطرافا أخرى نحن بأمس الحاجة لعدم إثارتهم.
ماذا ستقدم يا أخ عبد المحسن من نفع حين تتحدث عن مسلم يعتقد أنه يترقى في ذروة سنام الإسلام ؟.
وماذا ستضيف من حل لعلاج جو مشحون بالتوتر لاسيما بعد نشر تلك الرسوم المشينة في حق رسولنا صلى الله عليه وسلم والصور المنكرة في حق المسلمين من أبناء العراق في سجن أبي غريب ؟
ماهو الشيء الذي تريد أن تصل إليه حين تقف مع العدو ضد المقاومة وتتهمها بتشويه سمعة الإسلام ؟
أما علمت أن المقاومة تَعتَبر كل من يقف أمامهم بسلاحٍ أو كلمةٍ أو فتوىً عدوا معتديا ؟
هل تريد أن تفتح علينا جبهات لا حاجة لنا بمشاغباتها ؟
أما يكفيك أن الرافضة يتربصون بنا الدوائر وينسجون لحربنا الخطط ويعقدون المؤامرات والمؤتمرات ؟
إلى متى سنظل كالتي تنقض غزلها ؟ نُصلحُ , ثم إذا استكمل البناء هدمناه ؟
يا أخ عبد المحسن أعرض عن هذا واشتغل بما فيه نفع وخير ولا تستودع في صحيفتك ما لا يسرك أن تراه حين تفدُ على الله.
لن تكون بحال أعلم بالعراق من أهل العراق وعلماء العراق ومفكري العراق.
وقد تقول إنك التقيت ببعضهم وذكروا لك أنهم غير راضون عن المقاومة وأنها وأنها ... ولكن تأكد أن لكل بلد شواذه كما أن من أهل العلم من هذه البلاد أناس شذوا عن العلماء بفتاوى ممجوجة سمجة أباحوا فيها البدع المنكرة كتحية العلم والتأمين وغير ذلك.
إنه يصعب على العاقل تصور أن يتحدث أحد المحسوبين على هذه البلاد بكلام هو من أبعد الناس عن معرفة حقيقته ويقول فيه وكأنه يدير رحى معركته وغرفة عملياته.
ثم ما هي هذه البدائل التي ستطرد بها المحتل وهو الذي قد صرح أنه سيبقى في المنطقة لعشرات السنين؟
وماذا عندك من الوسائل السلمية لعلاج بلاد تفجرت براكين الغضب فيه واستوى فيه الأخضر واليابس ؟
وهل فعلا تملك حلولا سلمية وبدائل مجدية؟
فإن قلت نعم أملك فقد جنيت على أمتك بعدم تقديمها إلى هذه اللحظة. فإن زعمت أنها لن تقبل منك لو تقدمت بها فتأكد أن من رفض مقترحاتك السلمية فهو لتحريضك عليه واستخفافك بمشروعه أشد نكارة وامتعاظا.
وإن قلت بأنك لا تملك شيئا ولكنك تطرح رأيا لعله ينبري له من أهل العلم من يتبناه فنقول هلاَّ كان ذلك دون تجريح لمن لا يجد إلا جهده ولمن غار على حرماته وحرمات المسلمين .
ثم إنه أولى بمن لا يملك شيئا أن يلزم الصمت فهو خير له ولغيره من كثير من الكلام غير المفيد.
يا أخ عبد المحسن أنت تعلم أننا لو داهمنا عدو في بلادنا لا قدر الله لاستعنا بالله عليه ولقاتلناه ولما رضينا بمن ينصِّبه علينا من أعوانه الخونة , ولو بلغنا أن داعية أو واعظا أو مفكرا أو حتى عالما في بلاد مجاورة يستنكر علينا دفع الصائل ويعتبر قتلنا للعدو ولمن ساند العدو ومهد له الطريق من الإفساد وتشويه صورة الإسلام لدعونا عليه واتهمناه بالخيانة وخبث الطوية فهل ترضى هذا لنفسك يا أخ عبد المحسن؟
لك أن تختلف معهم في توسيع المعركة لتصل إلى أطراف أخرى أو تخالفهم في إشراك بعض العناصر من بلاد أخرى أو تنقدهم في طريقة التعامل مع الأسرى وتجتهد في هذا بما يمليه عليك دينك لا هواك , أما أن تنقض عملهم من أصله وتعتبر قتلاهم من المفسدين وهم يرونهم قد سبقوهم إلى الجنة بإذن رب العالمين ، أو أن تطالبهم بالانضمام إلى حكومة رافضية أو علمانية أو لبرالية أو تطلب منهم الإذعان لأمريكا والرضى بمن تختاره لهم أمريكا ، فهذا أمر مرفوض نحن لا نرضاه أو لا فكيف بهم وهم المعنيون به فاتق الله .
قد أتفهم وجهة نظرك حين تعارض انسياب أعداد من الشباب من هذه البلاد للقتال هناك حماية لهم من خيانة الخونة وحماية لبلادهم من تسلط الظلمة وقالةِ السوء ، لكنني لا أستطيع أن أتفهم منعك لمن يدفع عن نفسه الظلم والضيم والقهر واتهامَك له بأسوأ التهم وأخسها.
ثم ( أما بعد )
فما الذي رابك من المقاطعة حتى تقول بأنها ليست من الدين؟
هل أنت وصي الدين و الهادي إليه؟
أم هو وحي اختُصِصْت به دون غيرك من العالمين؟
ما دليلك بأنه لا بد لها من إذن ولي الأمر وموافقته؟
ثم هل أنت ميزان الاعتدال لمعرفة مقدار المصلحة من المفسدة؟
هل خفيت المصلحة على من هم أرسخ منك قدما في العلم وأرجح رأيا وعقلا وأعرف بالسياسة الشرعية وفُتح عليك علمها يا أخ عبد المحسن؟
أي مفسدة في مقاطعة سلع الكافرين وأنت تراهم يتضاغون من شدة الألم بسببها ؟
إنه لو لم يكن منها من المصالح إلا أن الأمة قد أجمعت على قرار واحد أظهرت فيه لعدوها أنها على قلب رجل واحد لكفى .
كيف تزعم أنها مفسدة وأن الدعوة إليها ليست من المصلحة وأنت تعلم أنها أقل تعبير يقدمه المسلم ليكشف امتعاظه من أفعال الكافرين.
نحن نطالبك بالدليل على إلزامنا بما لم يلزمنا شرعا.
وهل لو امتنع المسلم عن أكل نوع من المأكولات يعتبر مخالفا لولي الأمر كون ولي الأمر لم يأمر بالمقاطعة؟
أي فقه هذا ؟
أما علمت أن هذا قد يسيء إلى ولاة الأمر ويصورهم بصورة المتسلط الظالم؟
قد ألتمس لك عذرا في نقد بعض الممارسات المتسرعة لكنني أجد صعوبة في قبول عذرك حين تتهم ملايين المسلمين بضعف البصيرة ومخالفة الدين في عمل هو من الجهاد في سبيل الله .
هل أغاظك أن تنتصر هذه الجموع لنبيها يا أخ عبد المحسن؟
أعجب والله من حال بعض الناس يرى غيرة إخوانه المسلمين فيمقتها ويُعمل معوله لهدمها في حين يسكت عن معاول الفجار التي تهدم بناء الأمة وحصنها عبر الإعلام وغيره.
أين غيرتك وغضبتك على ممارسات الإعلام ووزيره؟
أين أنت من منتدى جدة الاقتصادي؟
أين أنت مما يكتبه العلمانيون في الصحف وما يطالبون به في وسائل الإعلام؟
أين أنت من الاعتداء على السنة وأهل السنة والحجاب وذوات الحجاب ؟
أين أنت وأين غيرتك من محارم تنتهك وأمن يستلب ؟
يا أخ عبدالمحسن قال عليه الصلاة والسلام : ( من كان يؤمن بالله واليوم الآخر فليقل خيرا أو ليصمت ) فهلا وسعك هذا ولزمت الصمت إن كان الكلام على نحو ما سمعنا؟
عجيب وغريب أن يقوم رؤوس العلم في بلدنا بالحث على مقاطعة سلع الكافرين ويعتبرون هذا أقل ما يمكن تقديمه نصرة لنبينا صلى الله عليه وسلم ثم يأتي بعض الكتاب والصحفيين و طلاب العلم ليقولوا إن هذا من المفسدة وليس من الدين.
أما ما أشرت إليه يا أخ عبدالمحسن من أن نصرة النبي صلى الله عليه وسلم تكون باتباع سنته وتطبيقها فهذا حق لا نختلف معك عليه ولكن المقاطعة مع التزام السنة لا يتنافيان بل بعضهما يشد بعضا .
اللهم إني أسألك كلمة الحق في الغضب والرضى والقصد في الفقر والغنى وإذا أردت بعبادك فتنة فاقبضني إليك غير مفتون يا رحيم.
والله أعلى وأعلم وصلى الله على نبينا محمد وآله وصحبه وسلم .
فقد اطلعت كغيري على مقتطفات من محاضرة ألقاها الأخ عبدالمحسن العبيكان عضو مجلس الشورى والمستشار القضائي بوزارة العدل وإمام وخطيب جامع الجوهرة بالرياض وقد وجدت فيها من القول ما لا يسعني السكوت عليه نصحاً للأمة وبراءة للذمة .
وقبل بيان ما رأيت أنه يستحق النقد والبيان أرغب التنبيه لأمر مهم جدا وهو : أن من الناس من يعتقد أن هؤلاء الرجال لا يمكن أن يُرد عليهم وأن الرد عليهم خروج عن الأدب وغير ذلك , والصحيح أن الرد على الأخ عبد المحسن وغيره ممن ينتسب للعلم أمر مشروع ومندوب إليه فليس منا إلا رادٌّ ومردود عليه والعصمة للأنبياء وليس ثمت نبي .
إن السكوت عن البيان فيه من الجناية على الأمة وغشها ما لا يقره مسلم عارف بالدين فضلا عن أن يقره طالب علم أو عالم , والخطأ من العالم وطالب العلم والمفكر والداعية وارد لا محالة ، لأن صفة البشر الخطأ إلا من عصمه الله , ولهذا فبعضنا يكمل بعضا وينير بعضا ويصوب بعضا.
إن زعم الأخ عبد المحسن حول المقاومة في العراق ( بأنها قد شوّهت صورة المسلمين وأنها مفسدة عظيمة ذات إنعكاسات سلبية تتمثل في زعزعة الأمن والإستقرار في العراق ) وأنها ( كانت فرصة لأعداء الإسلام للنيل منا وتشويه صورتنا بإعتبارنا دعاة قتل و تفجير وترويع ... ونحن لا نؤيد المحتل ولكن يجب البحث عن حلول وبدائل لإستقرار العراق ) زعم دفعه إليه الحماس غير المتزن والنظرة الضيقة رغم ما يتمتع به من مكانة اجتماعية بين محبيه إلا أنه أخفق في تقدير الأمر ، بل وأساء حين تدخل فيما لا يعنيه وكأنه يعيش في أحد أحياء الفلوجة أو الرمادي أو السليمانبة أو القائم أو غيرها.
إن الأخ عبد المحسن حين يصف المقاومة بهذا الوصف ينسى أنه يتحدث عن رجال أنفوا أن تتطأطأ رؤوسهم للصليبي الحاقد أو أن يسلموا أعراضهم لعدو الملة والدين ليستبيحها ويفعل فيها ما يشاء.
إنهم رجال كرهوا عِيشة العبيد وكرهوا الخيانة وكرهوا أن تدنس أرضهم بأقدام الرجس الأمريكي أو أعوانه من أبناء المتعة المجوس .
نسي أن هؤلاء تاج على جبين الأمة وحصن حصين ضد أطماع العدو الغاشم ، فقد بدأ العدو يعيد حساباته بعدما رأى مقاومتهم الشرسة له ، وما تكبده بسببهم بعد توفيق الله من الخسائر في العدة والأعداد.
نسي أنهم يدفعون صائلا ظالما لهم الشهادة إن قتَلهم ولهم الأجر إن قتلوه.
نسي أن ذلك العدو الذي استباح حماهم لم يكن يعرف القتل وجزَّ الرؤوس بالسكاكين وإحياء سنة النبي الأمين صلى الله عليه وسلم ( جئتكم بالذبح ) إلا بعدما هاجمهم واعتدى عليهم وقصف مساجدهم وقراهم ومحطات الطاقة لديهم ، وأنزل عليهم حمما لا يقوى على تحملها الجبل الأصم بَلْهَ الرجل من لحم ودم.
نسي أن العدو لم يكن من قبل يحترم الإسلام حتى تتشوه سمعته عنده بسبب المقاومة بل كان هو العدو الألد للإسلام والمسلمين , وإن شاء الأخ عبدالمحسن معرفة حقد العدو على نبينا صلى الله عليه وسلم ورسالته وكيف كان يصفه بالسفاح والشهواني قبل احتلال العراق بعشرات السنين فليراجع كتب المستشرقين وليقرأ في مقالات الساسة والدهاقين .
إن العدو الكافر جاء للعراق ليقضي على كل ماهو إسلامي في المنطقة فخيب الله ظنه بهذه المقاومة التي أسأل الله لها النصر وتحرير أرضها وإقامة شرع الله فيها .
نعم لقد خيب الله ظنون الأعداء وجعلهم يضربون أخماسا بأسداس وفي كل يوم نرى من ذلهم وإهانتهم على أيدي إخواننا من أهل العراق الأبي ما يثلج صدورنا ويُبهج أفئدتنا فالحمد لله كثيرا.
قد نجد للأخ عبدالمحسن مخرجا في حال تحدث عن عدم جواز خروج الشباب من بلده إلى بلد العراق إلا بإذن ولي الأمر ، لكن الذي لا يمكن أن نوافقه عليه هو هذه الجرأة بمنع المقاومة العراقية من مواجهة العدو الصائل ، وإلزامها بالاستسلام للخونة والرضى بالذل والمهانة .
وهل الأمن عند الأخ عبد المحسن هو سلامة الأجساد والأموال فقط ؟
أما علم أن الأمن الحقيقي هو أمن العقيدة ، وهو الأمن من الشرك الذي جاءت أمريكا لتفرضه ولتدعم أنصاره المجوس وتولِّيهم على رقاب المسلمين من أهل السنة ليفعلوا بها كما فعلوا في إيران .
هل يجهل الأخ عبد المحسن أن طهران عاصمة إيران لا يوجد فيها مسجد واحد لأهل السنة ؟
فكيف سيرضى الرافضة الأنجاس الأرجاس أن يمكِّنوا أهل السنة في العراق من إقامة دينهم وهم من يعتبر السنة العدو الأكبر لهم وأن عداوتهم أكبر من عداوة اليهود والنصارى.
بل كيف سيرضون عن أهل السنة وهم يعتبرون أنهم مدينون لهم بثأر كبير إبَّان حكم الطاغية صدام حسين المنسوب زورا لأهل السنة .
ونصيحتي للأخ عبد المحسن ومن هم على مثل رأيه من الصحفيين وبعض المفكرين أن ينشغلوا بعلاج مشكلاتهم ، وأن يكفوا عن التدخل في شأن غيرهم مما قد يستعدي أطرافا أخرى نحن بأمس الحاجة لعدم إثارتهم.
ماذا ستقدم يا أخ عبد المحسن من نفع حين تتحدث عن مسلم يعتقد أنه يترقى في ذروة سنام الإسلام ؟.
وماذا ستضيف من حل لعلاج جو مشحون بالتوتر لاسيما بعد نشر تلك الرسوم المشينة في حق رسولنا صلى الله عليه وسلم والصور المنكرة في حق المسلمين من أبناء العراق في سجن أبي غريب ؟
ماهو الشيء الذي تريد أن تصل إليه حين تقف مع العدو ضد المقاومة وتتهمها بتشويه سمعة الإسلام ؟
أما علمت أن المقاومة تَعتَبر كل من يقف أمامهم بسلاحٍ أو كلمةٍ أو فتوىً عدوا معتديا ؟
هل تريد أن تفتح علينا جبهات لا حاجة لنا بمشاغباتها ؟
أما يكفيك أن الرافضة يتربصون بنا الدوائر وينسجون لحربنا الخطط ويعقدون المؤامرات والمؤتمرات ؟
إلى متى سنظل كالتي تنقض غزلها ؟ نُصلحُ , ثم إذا استكمل البناء هدمناه ؟
يا أخ عبد المحسن أعرض عن هذا واشتغل بما فيه نفع وخير ولا تستودع في صحيفتك ما لا يسرك أن تراه حين تفدُ على الله.
لن تكون بحال أعلم بالعراق من أهل العراق وعلماء العراق ومفكري العراق.
وقد تقول إنك التقيت ببعضهم وذكروا لك أنهم غير راضون عن المقاومة وأنها وأنها ... ولكن تأكد أن لكل بلد شواذه كما أن من أهل العلم من هذه البلاد أناس شذوا عن العلماء بفتاوى ممجوجة سمجة أباحوا فيها البدع المنكرة كتحية العلم والتأمين وغير ذلك.
إنه يصعب على العاقل تصور أن يتحدث أحد المحسوبين على هذه البلاد بكلام هو من أبعد الناس عن معرفة حقيقته ويقول فيه وكأنه يدير رحى معركته وغرفة عملياته.
ثم ما هي هذه البدائل التي ستطرد بها المحتل وهو الذي قد صرح أنه سيبقى في المنطقة لعشرات السنين؟
وماذا عندك من الوسائل السلمية لعلاج بلاد تفجرت براكين الغضب فيه واستوى فيه الأخضر واليابس ؟
وهل فعلا تملك حلولا سلمية وبدائل مجدية؟
فإن قلت نعم أملك فقد جنيت على أمتك بعدم تقديمها إلى هذه اللحظة. فإن زعمت أنها لن تقبل منك لو تقدمت بها فتأكد أن من رفض مقترحاتك السلمية فهو لتحريضك عليه واستخفافك بمشروعه أشد نكارة وامتعاظا.
وإن قلت بأنك لا تملك شيئا ولكنك تطرح رأيا لعله ينبري له من أهل العلم من يتبناه فنقول هلاَّ كان ذلك دون تجريح لمن لا يجد إلا جهده ولمن غار على حرماته وحرمات المسلمين .
ثم إنه أولى بمن لا يملك شيئا أن يلزم الصمت فهو خير له ولغيره من كثير من الكلام غير المفيد.
يا أخ عبد المحسن أنت تعلم أننا لو داهمنا عدو في بلادنا لا قدر الله لاستعنا بالله عليه ولقاتلناه ولما رضينا بمن ينصِّبه علينا من أعوانه الخونة , ولو بلغنا أن داعية أو واعظا أو مفكرا أو حتى عالما في بلاد مجاورة يستنكر علينا دفع الصائل ويعتبر قتلنا للعدو ولمن ساند العدو ومهد له الطريق من الإفساد وتشويه صورة الإسلام لدعونا عليه واتهمناه بالخيانة وخبث الطوية فهل ترضى هذا لنفسك يا أخ عبد المحسن؟
لك أن تختلف معهم في توسيع المعركة لتصل إلى أطراف أخرى أو تخالفهم في إشراك بعض العناصر من بلاد أخرى أو تنقدهم في طريقة التعامل مع الأسرى وتجتهد في هذا بما يمليه عليك دينك لا هواك , أما أن تنقض عملهم من أصله وتعتبر قتلاهم من المفسدين وهم يرونهم قد سبقوهم إلى الجنة بإذن رب العالمين ، أو أن تطالبهم بالانضمام إلى حكومة رافضية أو علمانية أو لبرالية أو تطلب منهم الإذعان لأمريكا والرضى بمن تختاره لهم أمريكا ، فهذا أمر مرفوض نحن لا نرضاه أو لا فكيف بهم وهم المعنيون به فاتق الله .
قد أتفهم وجهة نظرك حين تعارض انسياب أعداد من الشباب من هذه البلاد للقتال هناك حماية لهم من خيانة الخونة وحماية لبلادهم من تسلط الظلمة وقالةِ السوء ، لكنني لا أستطيع أن أتفهم منعك لمن يدفع عن نفسه الظلم والضيم والقهر واتهامَك له بأسوأ التهم وأخسها.
ثم ( أما بعد )
فما الذي رابك من المقاطعة حتى تقول بأنها ليست من الدين؟
هل أنت وصي الدين و الهادي إليه؟
أم هو وحي اختُصِصْت به دون غيرك من العالمين؟
ما دليلك بأنه لا بد لها من إذن ولي الأمر وموافقته؟
ثم هل أنت ميزان الاعتدال لمعرفة مقدار المصلحة من المفسدة؟
هل خفيت المصلحة على من هم أرسخ منك قدما في العلم وأرجح رأيا وعقلا وأعرف بالسياسة الشرعية وفُتح عليك علمها يا أخ عبد المحسن؟
أي مفسدة في مقاطعة سلع الكافرين وأنت تراهم يتضاغون من شدة الألم بسببها ؟
إنه لو لم يكن منها من المصالح إلا أن الأمة قد أجمعت على قرار واحد أظهرت فيه لعدوها أنها على قلب رجل واحد لكفى .
كيف تزعم أنها مفسدة وأن الدعوة إليها ليست من المصلحة وأنت تعلم أنها أقل تعبير يقدمه المسلم ليكشف امتعاظه من أفعال الكافرين.
نحن نطالبك بالدليل على إلزامنا بما لم يلزمنا شرعا.
وهل لو امتنع المسلم عن أكل نوع من المأكولات يعتبر مخالفا لولي الأمر كون ولي الأمر لم يأمر بالمقاطعة؟
أي فقه هذا ؟
أما علمت أن هذا قد يسيء إلى ولاة الأمر ويصورهم بصورة المتسلط الظالم؟
قد ألتمس لك عذرا في نقد بعض الممارسات المتسرعة لكنني أجد صعوبة في قبول عذرك حين تتهم ملايين المسلمين بضعف البصيرة ومخالفة الدين في عمل هو من الجهاد في سبيل الله .
هل أغاظك أن تنتصر هذه الجموع لنبيها يا أخ عبد المحسن؟
أعجب والله من حال بعض الناس يرى غيرة إخوانه المسلمين فيمقتها ويُعمل معوله لهدمها في حين يسكت عن معاول الفجار التي تهدم بناء الأمة وحصنها عبر الإعلام وغيره.
أين غيرتك وغضبتك على ممارسات الإعلام ووزيره؟
أين أنت من منتدى جدة الاقتصادي؟
أين أنت مما يكتبه العلمانيون في الصحف وما يطالبون به في وسائل الإعلام؟
أين أنت من الاعتداء على السنة وأهل السنة والحجاب وذوات الحجاب ؟
أين أنت وأين غيرتك من محارم تنتهك وأمن يستلب ؟
يا أخ عبدالمحسن قال عليه الصلاة والسلام : ( من كان يؤمن بالله واليوم الآخر فليقل خيرا أو ليصمت ) فهلا وسعك هذا ولزمت الصمت إن كان الكلام على نحو ما سمعنا؟
عجيب وغريب أن يقوم رؤوس العلم في بلدنا بالحث على مقاطعة سلع الكافرين ويعتبرون هذا أقل ما يمكن تقديمه نصرة لنبينا صلى الله عليه وسلم ثم يأتي بعض الكتاب والصحفيين و طلاب العلم ليقولوا إن هذا من المفسدة وليس من الدين.
أما ما أشرت إليه يا أخ عبدالمحسن من أن نصرة النبي صلى الله عليه وسلم تكون باتباع سنته وتطبيقها فهذا حق لا نختلف معك عليه ولكن المقاطعة مع التزام السنة لا يتنافيان بل بعضهما يشد بعضا .
اللهم إني أسألك كلمة الحق في الغضب والرضى والقصد في الفقر والغنى وإذا أردت بعبادك فتنة فاقبضني إليك غير مفتون يا رحيم.
والله أعلى وأعلم وصلى الله على نبينا محمد وآله وصحبه وسلم .
المصدر: سليمان بن أحمد بن عبدالعزيز الدويش
- التصنيف: