بيان في نصرة المسلمين في العراق وفلسطين [بتاريخ 13/6/1427 هـ]
منذ 2006-07-17
الحمد لله وحده والصلاة السلام على من لا نبي بعده أما
بعد.
فإن أقوى الروابط التي بين الناس رابطة الإيمان والإسلام فلا أوثق منها ولا أدوم ولا أنفع فكل العلاقات البشرية من الوطنية والقبلية والمصالح المشتركة والمنافع المتبادلة فإنها مصلحة زائلة، وأما العلاقات المبنية على العقائد والأديان والمذاهب الباطلة كاليهودية والنصرانية والوثنيات والمذاهب البدعية الشركية كالرافضة وغلاة الصوفية كالقبورية فتلك علاقات تستحيل يوم القيامة إلى عداوات بين التابعين والمتبوعين كما قال تعالى: {إِذْ تَبَرَّأَ الَّذِينَ اتُّبِعُواْ مِنَ الَّذِينَ اتَّبَعُواْ وَرَأَوُاْ الْعَذَابَ وَتَقَطَّعَتْ بِهِمُ الأَسْبَابُ * وَقَالَ الَّذِينَ اتَّبَعُواْ لَوْ أَنَّ لَنَا كَرَّةً فَنَتَبَرَّأَ مِنْهُمْ كَمَا تَبَرَّؤُواْ مِنَّا كَذَلِكَ يُرِيهِمُ اللّهُ أَعْمَالَهُمْ حَسَرَاتٍ عَلَيْهِمْ وَمَا هُم بِخَارِجِينَ مِنَ النَّارِ} (البقرة: 166، 167).
أما الأخوة والمودة التي بين المؤمنين فإنها دائمة باقية ولهذا قال تعالى: {الْأَخِلَّاء يَوْمَئِذٍ بَعْضُهُمْ لِبَعْضٍ عَدُوٌّ إِلَّا الْمُتَّقِينَ} (الزخرف:67)، وذلك لأنها مبنية على الحب في الله وهو فرع عن حب الله قال تعالى: {وَالَّذِينَ آمَنُواْ أَشَدُّ حُبّاً لِّلّهِ} ( البقرة: 165).
وقال صلى الله عليه وسلم: «ثلاث من كن فيه وجد بهن حلاوة الإيمان أن يكون الله ورسوله أحب إليه مما سواهما وأن يحب المرء لا يحبه إلا لله وأن يكره أن يعود إلى الكفر بعد إذ أنقذه الله منه كما يكره أن يقذف في النار» (أخرجه البخاري).
وقد أمر الله رسوله بتحقيق هذه الأخوة بين المسلمين ورعايتها فقال تعالى: {وَاعْتَصِمُواْ بِحَبْلِ اللّهِ جَمِيعاً وَلاَ تَفَرَّقُواْ وَاذْكُرُواْ نِعْمَتَ اللّهِ عَلَيْكُمْ إِذْ كُنتُمْ أَعْدَاء فَأَلَّفَ بَيْنَ قُلُوبِكُمْ فَأَصْبَحْتُم بِنِعْمَتِهِ إِخْوَاناً} (آل عمران: 103).
وقال تعالى: {وَلاَ تَكُونُواْ كَالَّذِينَ تَفَرَّقُواْ وَاخْتَلَفُواْ مِن بَعْدِ مَا جَاءهُمُ الْبَيِّنَاتُ وَأُوْلَـئِكَ لَهُمْ عَذَابٌ عَظِيمٌ} (آل عمران: 104).
وقال تعالى: {إِنَّمَا الْمُؤْمِنُونَ إِخْوَةٌ} (الحجرات: 10).
صلى الله عليه وسلم: «وكونوا عباد الله إخوانا المسلم أخو المسلم لا يظلمه ولا يخذله ولا يسلمه ولا يحقره» (أخرجه مسلم).
وقال صلى الله عليه وسلم: «مثل المؤمنين في توادهم وتراحمهم وتعاطفهم كمثل الجسد الواحد، إذا اشتكى منه عضو تداعى له سائر الجسم بالحمى والسهر» (أخرجه البخاري ومسلم).
وقال صلى الله عليه وسلم: «المؤمن للمؤمن كالبنيان يشد بعضه بعضاً وشبك بين أصابعه» (أخرجه البخاري ومسلم).
فدلت هذه الآيات والأحاديث بأنه يجب على المسلمين تحقيقاً لأخوة الإيمان التراحم والتناصر والتعاون على البر والتقوى، فيدخل في ذلك نصرة المظلومين، والتنفيس عن المكروبين، وإغاثة الملهوفين، ومواساة المضطرين، فمن هذا المنطلق نتوجه إلى عموم المسلمين أن ينصروا إخوانهم في فلسطين، وإخوانهم أهل السنة في العراق، حيث يعيش الفلسطينيون محنة من اليهود عليهم لعائن الله، ويعيش أهل السنة في العراق محنة على يد قوات الاحتلال الصليبي والمتعاونين معهم من الرافضة، ومع ذلك فالمجتمع الدولي الكافر من الصليبيين وغيرهم هم مع العدو الظالم، بل هم العدو، وكذلك الهيئات الدولية لا ينتظر منها خير للمسلمين، فعلى المسلمين عموماً وأهل المحنة خصوصاً أن يعلقوا رجاءهم بالله ولا يلتفتوا إلى هذه الهيئات في نصرة قضاياهم، بل التعلق بهذه الهيئات والإعراض عن الله والتفريط في حقه هي المصيبة العظمى التي أصارت المسلمين إلى هذه الحال، ولا سبيل لهم في رفع محنتهم إلا الرجوع إلى الله سبحانه وتعالى.
وبعد: فالنصرة تتحقق ببذل كل ما يستطاع مما يرفع المحنة، أو يخففها، وأول ذلك مواساتهم بالمال لسد حاجاتهم وتنفيس كرباتهم، وكفالة أيتامهم وأراملهم، وعلاج مرضاهم.
ومن النصرة بذل النصح لهم، وحث المسلمين في الخطب والمحاضرات والمناسبات على الاهتمام بشأن إخوانهم في فلسطين والعراق.
ومما لا يستهان به في النصرة الدعاء لهم بالنصر، وكشف الشدة عنهم ؛ فإن الدعاء من أعظم أسباب النصر وكشف الشدائد قال تعالى: {أَمَّن يُجِيبُ الْمُضْطَرَّ إِذَا دَعَاهُ وَيَكْشِفُ السُّوءَ} (النمل: 62).
وقال تعالى في أهل بدر: {إِذْ تَسْتَغِيثُونَ رَبَّكُمْ فَاسْتَجَابَ لَكُمْ أَنِّي مُمِدُّكُم بِأَلْفٍ مِّنَ الْمَلآئِكَةِ مُرْدِفِينَ} (الأنفال:9).
فالله تعالى هو المستعان وإليه المشتكى وبه المستغاث وعليه التكلان وصلى الله وسلم على نبينا محمد وآله وصحبه أجمعين.
فإن أقوى الروابط التي بين الناس رابطة الإيمان والإسلام فلا أوثق منها ولا أدوم ولا أنفع فكل العلاقات البشرية من الوطنية والقبلية والمصالح المشتركة والمنافع المتبادلة فإنها مصلحة زائلة، وأما العلاقات المبنية على العقائد والأديان والمذاهب الباطلة كاليهودية والنصرانية والوثنيات والمذاهب البدعية الشركية كالرافضة وغلاة الصوفية كالقبورية فتلك علاقات تستحيل يوم القيامة إلى عداوات بين التابعين والمتبوعين كما قال تعالى: {إِذْ تَبَرَّأَ الَّذِينَ اتُّبِعُواْ مِنَ الَّذِينَ اتَّبَعُواْ وَرَأَوُاْ الْعَذَابَ وَتَقَطَّعَتْ بِهِمُ الأَسْبَابُ * وَقَالَ الَّذِينَ اتَّبَعُواْ لَوْ أَنَّ لَنَا كَرَّةً فَنَتَبَرَّأَ مِنْهُمْ كَمَا تَبَرَّؤُواْ مِنَّا كَذَلِكَ يُرِيهِمُ اللّهُ أَعْمَالَهُمْ حَسَرَاتٍ عَلَيْهِمْ وَمَا هُم بِخَارِجِينَ مِنَ النَّارِ} (البقرة: 166، 167).
أما الأخوة والمودة التي بين المؤمنين فإنها دائمة باقية ولهذا قال تعالى: {الْأَخِلَّاء يَوْمَئِذٍ بَعْضُهُمْ لِبَعْضٍ عَدُوٌّ إِلَّا الْمُتَّقِينَ} (الزخرف:67)، وذلك لأنها مبنية على الحب في الله وهو فرع عن حب الله قال تعالى: {وَالَّذِينَ آمَنُواْ أَشَدُّ حُبّاً لِّلّهِ} ( البقرة: 165).
وقال صلى الله عليه وسلم: «ثلاث من كن فيه وجد بهن حلاوة الإيمان أن يكون الله ورسوله أحب إليه مما سواهما وأن يحب المرء لا يحبه إلا لله وأن يكره أن يعود إلى الكفر بعد إذ أنقذه الله منه كما يكره أن يقذف في النار» (أخرجه البخاري).
وقد أمر الله رسوله بتحقيق هذه الأخوة بين المسلمين ورعايتها فقال تعالى: {وَاعْتَصِمُواْ بِحَبْلِ اللّهِ جَمِيعاً وَلاَ تَفَرَّقُواْ وَاذْكُرُواْ نِعْمَتَ اللّهِ عَلَيْكُمْ إِذْ كُنتُمْ أَعْدَاء فَأَلَّفَ بَيْنَ قُلُوبِكُمْ فَأَصْبَحْتُم بِنِعْمَتِهِ إِخْوَاناً} (آل عمران: 103).
وقال تعالى: {وَلاَ تَكُونُواْ كَالَّذِينَ تَفَرَّقُواْ وَاخْتَلَفُواْ مِن بَعْدِ مَا جَاءهُمُ الْبَيِّنَاتُ وَأُوْلَـئِكَ لَهُمْ عَذَابٌ عَظِيمٌ} (آل عمران: 104).
وقال تعالى: {إِنَّمَا الْمُؤْمِنُونَ إِخْوَةٌ} (الحجرات: 10).
صلى الله عليه وسلم: «وكونوا عباد الله إخوانا المسلم أخو المسلم لا يظلمه ولا يخذله ولا يسلمه ولا يحقره» (أخرجه مسلم).
وقال صلى الله عليه وسلم: «مثل المؤمنين في توادهم وتراحمهم وتعاطفهم كمثل الجسد الواحد، إذا اشتكى منه عضو تداعى له سائر الجسم بالحمى والسهر» (أخرجه البخاري ومسلم).
وقال صلى الله عليه وسلم: «المؤمن للمؤمن كالبنيان يشد بعضه بعضاً وشبك بين أصابعه» (أخرجه البخاري ومسلم).
فدلت هذه الآيات والأحاديث بأنه يجب على المسلمين تحقيقاً لأخوة الإيمان التراحم والتناصر والتعاون على البر والتقوى، فيدخل في ذلك نصرة المظلومين، والتنفيس عن المكروبين، وإغاثة الملهوفين، ومواساة المضطرين، فمن هذا المنطلق نتوجه إلى عموم المسلمين أن ينصروا إخوانهم في فلسطين، وإخوانهم أهل السنة في العراق، حيث يعيش الفلسطينيون محنة من اليهود عليهم لعائن الله، ويعيش أهل السنة في العراق محنة على يد قوات الاحتلال الصليبي والمتعاونين معهم من الرافضة، ومع ذلك فالمجتمع الدولي الكافر من الصليبيين وغيرهم هم مع العدو الظالم، بل هم العدو، وكذلك الهيئات الدولية لا ينتظر منها خير للمسلمين، فعلى المسلمين عموماً وأهل المحنة خصوصاً أن يعلقوا رجاءهم بالله ولا يلتفتوا إلى هذه الهيئات في نصرة قضاياهم، بل التعلق بهذه الهيئات والإعراض عن الله والتفريط في حقه هي المصيبة العظمى التي أصارت المسلمين إلى هذه الحال، ولا سبيل لهم في رفع محنتهم إلا الرجوع إلى الله سبحانه وتعالى.
وبعد: فالنصرة تتحقق ببذل كل ما يستطاع مما يرفع المحنة، أو يخففها، وأول ذلك مواساتهم بالمال لسد حاجاتهم وتنفيس كرباتهم، وكفالة أيتامهم وأراملهم، وعلاج مرضاهم.
ومن النصرة بذل النصح لهم، وحث المسلمين في الخطب والمحاضرات والمناسبات على الاهتمام بشأن إخوانهم في فلسطين والعراق.
ومما لا يستهان به في النصرة الدعاء لهم بالنصر، وكشف الشدة عنهم ؛ فإن الدعاء من أعظم أسباب النصر وكشف الشدائد قال تعالى: {أَمَّن يُجِيبُ الْمُضْطَرَّ إِذَا دَعَاهُ وَيَكْشِفُ السُّوءَ} (النمل: 62).
وقال تعالى في أهل بدر: {إِذْ تَسْتَغِيثُونَ رَبَّكُمْ فَاسْتَجَابَ لَكُمْ أَنِّي مُمِدُّكُم بِأَلْفٍ مِّنَ الْمَلآئِكَةِ مُرْدِفِينَ} (الأنفال:9).
فالله تعالى هو المستعان وإليه المشتكى وبه المستغاث وعليه التكلان وصلى الله وسلم على نبينا محمد وآله وصحبه أجمعين.
المصدر: شبكة نور الإسلام
عبد الرحمن بن ناصر البراك
عضو هيئة التدريس بجامعة الإمام محمد بن سعود
- التصنيف: