الفرس واليهود وبنو الأصفر يعاودون اقتسام الكعكة!
مفكرة الإسلام: إن المتابع لما يجري في عالمنا العربي اليوم - قد لا يحتاج إلى ذكاء خارق لإدراك مدى التشابه الشديد بين واقعنا وماضينا قبل البعثة, فبالرجوع لتلك الأيام نرى ما عاشته الأمة من ذل وهوان واضطهاد من الجيران, حيث كان الفرس يتحكمون في الأجزاء الشرقية من المنطقة -أو أغلبها- ولا يحتاجون لإخماد أية ثورة تقوم ضدهم، إلا لمجرد إيعاز لوكلائهم من العرب في المنطقة كي يقمعوها, في حين كان بنو الأصفر مسيطرين على الناحية الغربية, يفعلون فيها ما حلا لهم, أما اليهود فقد كانوا دومًا في الوسط يحتكرون جل الاقتصاد والمعارف, وظل هذا الحال سائدًا حتى بعثة النبي محمد, ذلك الحدث الذي غير مجرى التاريخ وخلط أوراق اللعبة وحوّل الأمة من رعاة غنم إلى رعاة أمم.
ويعيد التاريخ نفسه, ومعه يعود السادة القدماء الجدد كما والوكلاء أيضًا, وإذا بنا نعيش تلك اللحظة التي تخيلنا أنها ذهبت إلى غير رجعة مع تغير بسيط في المفاهيم والأدوار! فمع تحول اليهود من مجرد تجّار ورهبان إلى ملاّك لأعتى الأسلحة، التي لا يدخرون جهدًا في ترويع الأبرياء بها دونما حسيب أو رقيب. نرى دخول الفرس الحلبة هذه المرة تحت شعار الدين والمذهب، حيث حوّلوا بلاد الرافدين بين عشية وضحاها عن طريق وكلائهم الجدد إلى مسلخة لأهل السنة, حيث يرون وحسب اعتقادهم أن العراق أرض مقدسة يجب تطهيرها من أهل السنة. غير أنهم لا يجدون حرجًا في أن تكون مرتعًا لعبدة الصلبان إلا من حين لآخر يخافون انكشاف أمرهم, ما قد يكسب الضحية تعاطفًا من أبناء جلدتها قد يؤخر ذبحها, فإذا بهم يوعزون إلى وكلائهم وهذه المرة في لبنان بتصعيد الموقف مع الصهاينة تحت شعار نصرة الفلسطينيين الذين هم أيضًا يذبحون في العراق, حتى إذا تشاغل الناس بأخبار لبنان, عاود الفرس ووكلاؤهم الإجهاز على من تبقى من إخوتنا السنة في العراق, تمهيدًا لإعلانه منطقة خالية من أهل السنة, ومن تعميم هذا النموذج على المنطقة متى ما سنحت الفرصة.
أما بنو الأصفر فقد لخّص أحد عظماء ساستنا مدى خنوعه وأمثاله لهم بقوله: إنه إذا زكم طفل في أمريكا زكم مثله في جزيرة العرب, غير أن مما يندي الجبين هو أنه في الوقت الذي كنا فيه قبل البعثة نعاني من فقر وجهل شديدين نعيش اليوم -ولا أقول نسيطر- فوق أرض تزخر بأغلى ثروات العالم, كما أننا نملك من المعارف والتي للأسف حكم عليها بالمؤبد بين الرفوف ما لم يتسنّ لأمة أن تملكه عبر التاريخ, أما عن جزرنا العائمة وبروجنا المشيدة وأرصدتنا المهربة فحدث ولا حرج.
فهل ما نعيشه الآن مخاض خلاص جديد? أم بداية اندثار أبدي?!!
- التصنيف: